الحلقة السادسة
وصلنا الطائف ...أنزلنا الحقائب ودخلنا الشقة...
سألت موظف الشقق عن بيتزا قريبة....؟؟
أخبرني عن بتزا هت خلف الشقق...
اتصلت بخدمة التوصيل...وبعد نصف ساعة
جاء طلبنا.......
أكلنا أقصد أكلتُ وحدي
تناولنا إفطاراً خفيفاً...
اقترحت عليها..الذهاب لأداء مناسك العمرة..
(لأني لم أعد أحتمل البقاء معها أكثر)...
لم تمانع...بشرط أن نذهب إلى مدينة جدة
لكي تمارس هوايتها في التسوق والشراء....
ومراقبة خلق الله...!!
أتممنا مناسك العمرة والحمد لله..وبأقل قدر من الخسائر
إذ يبدو أني بدأت أعرف كيفية أساليب التعامل مع هذه المرأة....
أو أن هذا ما خُيل إليَّ...
ذهبنا إلى مدينة جدة..وسكنا في شقة على شارع صاري
حيث أني أعشق سوبر ماركت مرحبا...
فذكرياتي مع والدتي كبيرة السن واكتشافها
للمنتجات الجديدة عليها هي فقط في هذا السوبر ماركت
فأمي لم تلوثها المدينة ولله الحمد فمازالت عفويتها وطبيعتها متماسكة....
اليوم الأول كان الجو مشبعاً بالرطوبة والحرارة
وزد على ذلك ارتفاع درجة حرارتي النفسية والانسجامية...
لم استطع تحمل هذه العزلة النفسية و....
قررت الرجوع وعلى هذا لابد أن أقطع عليها
برنامجها في ممارسة هذه الهواية..!!
قلت لها زواج ابنة أخي قبل نهاية الشهر
ولابد أن نكون متواجدين..
كي نشارك العائلة في الاستعداد لزواجها....
بعد صمت لم يكن أمامها إلا القبول بالأمر الواقع..
عصر اليوم الثاني......
طلبت منها..فتح الدٌرج وإخراج
الخارطة الخاصة بمدينة وأحياء جدة....
طلبت منها أن تحدد موقع شارع صاري...
هدفي أن أجعلها تتصرف بشكل جدي ولو قليلاً..
أردتُ منها أن تمارس ولو شيئاواحداً يكون مشتركا بيننا...
بدأت تنظر للخارطة وكأنها أحدى دارسات محو الأمية..!!
خرجنا من مدينة جدة..باتجاه الطائف..ثم الرياض
كنت طوال الطريق أحاول قدر الإمكان أن أجاريها
في أحاديثها محتسبا الأجر على الله...!!
وصلنا والحمدلله...
صحونا باكراً في اليوم التالي وطبعاً...قامت بطقوسها
اليومية المعتادة...
اتصلتْ بي خالتي....
(أخت أمي وهي أرملة وتمر بضروف صعبة)....
خالتي : عمرة مقبولة والحمدلله على السلامة
قلت : الله يسلمك أخبارك يا خالة كم أنا مقصر
بحقكِ كثيرا فأرجو المعذرة....
خالتي :أحببت أن أسلم عليك وأتحمد لك بالسلامة..
انتهت المكالمة وودعتها على أمل اللقاء القريب بها...
فخالتي هذه مع أنها تكبرني بعشر سنوات فقط
إلا أن لها لها منزلة لدي مثل منزلة الأم ....
فقد عاشت أكثر حياتها معنا فكانت تذاكر لي
وتساعدني في حل واجباتي المدرسية وكنت أرجع إليها في كثير من أموري..
فهي امرأة تساوي قبيلة بأكملها....
أثناء زواجي تذكرت كم أهملت خالتي هذه وانشغلت عنها وعن أطفالها...فقد كنت لهم بمنزلة الأب..
كنا على أبواب المدرسة...
والمدرسة تحتاج إلى أدوات ومستلزمات لابد منها...
اتصلتُ بخالتي..طلبت منها أن تجهز نفسها
لكي تذهب معي...لمشوار قريب...
على الموعد جئتُ خالتي حيث كانت تنتظرني..
ركبت معي واتجهنا إلى شارع العطايف المليء بالمكتبات
التي تبيع أسعار الجملة...حيث الأسعار الرخيصة
سألتني خالتي إلى أين نتجه..؟؟
قلت لها إلى مكان قريب سأشتري لأولادي(أولادها)
لوازم المدرسة فلم يبقى عليها إلا أيام قلائل..
انهمرت الدموع منها بغزاره وكأني أراها
من خلف غطاء وجهها.....
(فرق بين هذه الدموع وذلك الماكياج من تحت الغطاء)..!!
بكت خالتي وأخذت تدعو لي... أسأل الله أن يتقبله منها
كدت أن أبكي معها...طيبت خاطرها
وقلت لها أنا خادم عندك وعند أولادك..
وأنت عليك الأمر وعلىّ السمع والطاعة...
وصلنا المكتبات...تَسَوَّقْنَا وابتعنا..كل ما يلزم..لأولادها...
برهومي الصغير... ونورة...وجواهر
كان جوالي يكاد ينفجر من كثر اتصالات
(حرمنا المصون)...
حملنا ما اشتريناه..وركبنا السيارة..ورجعنا,,,
توقفت عند باب بيت خالتي..
ودعتها بعد أن حاولت استضافتي ولو بفنجان قهوة...
شكرتها مودعاً..على أمل زيارتها أنا وحرمنا المصون..
حيث أصرت على أن تعطيها
(حفالتها) هدية زواجها...
وليت خالتي كانت تستطيع قراءة المستقبل...ولكن هيهات...هيهات....!!
رجعت إلى بيتي..
وعشي عش الزوجية (قصدي عش الحية)!!
دخلتُ على الحيَّة...
(الحيّة :نوع من أنواع الثعابين لدغتها تؤدي إلى الموت..
وفي أقل الأحوال إلى الشلل..أو كما هو حاصل معي
الشلل الاجتماعي فأنا أُصبت بسبب
لدغتها بإعاقة اجتماعية)....!!
دخلتُ إلى الصالة... استلقيت على الأريكة..
دخلت حرمنا المصون...
تمشي الهوينا الهوينا وكأنها تمشي على بيض
تخشى أن يتكسر..!!....
وكما قلتُ لكم فالصندل لا يفارق أقدامها..
وكأنه أمر طبي..تمتثل به...ولكنه..البريستيج الذي أمقته..
قالت :السلام عليكم
قلت : وعليكم السلام
قالت : لماذا لم تردَّ على اتصالاتي (المهمة طبعاً)...؟
قلت : كنت مشغول جداً إلى رأسي
وأرسلت لك رسالة بذلك... (ومَبْطَى مِنْ جَى)
...ولماذا تسألين...؟؟
قالت : من المرأة التي كانت معك في المكتبة..؟؟
قلت :المرأة..!!..من المرأة التي تقصدين..؟؟
وكيف عرفت أنها كانت برفقتي امرأة....؟؟
قالت :أهلي كانوا في السوق ...
وقالوا لي بأنهم رأوا الرجل الذي كان معك في الصور
(يقصدون صور الزواج)...!!
قلت : نعم كانت معي خالتي...أم إبراهيم....اشترينا بعض الأغراض...هذا كل مافي الأمر..
أبدت حرمنا المصون استياءها الشكلي
الذي يحمل تعبيرا ضمنيًّ عن عدم رضاءها
عما قمت به من عمل...!!
سمعت صوت أذان المغرب...ذهبت وصليت...
رجعت إلى البيت جلستُ قليلاً.....
اتصل بي أحد الأصدقاء.....طلب مني لقاءه....