فرشاة الأسنان وأمواس الحلاقة تعرضك لالتهاب الكبد (ب)و(ج)
يعتبر التهاب الكبد من أشهر أمراض الكبد التي تؤثر على الوظائف المهمة والعملية الهضمية للكبد الذي يعتبر أكبر غدة في جسم الإنسان والذي يؤدي تأثره إلى مضاعفات خطيرة على صحة الجسم وحياة الشخص المصاب.
وتوجد أنواع كثيرة للالتهابات الكبدية فقد يحدث نتيجة تناول المسكرات والخمور أو تناول بعض الأدوية والافراط في تناولها أو نتيجة التعرض لالتهابات فيروسية مثل أ، ب، ج، د، ه والتي تعتبر من أشهر الأسباب للالتهاب الكبدي.. وقد يحدث التهاب الكبد بسبب وجود مناعة ذاتية للجسم نفسه أو لوجود ترسبات دهنية غير كحولية أو التهابات فيروسية أخرى.
وبما أن التهاب الكبد الوبائي يمثل مشكلة عالمية فقد وجدت أن أتطرق اليوم لموضوع التهاب الكبد الوبائي الفيروسي من نوع (ب) و(ج) أو (سي).
يعتبر التهاب الكبد بفيروس (ب) شديد العدوى حيث ينتقل عن طريق الدم الملوث أثناء نقل الدم أو نقل بعض مكونات الدم أو استعمال الحقن المستعملة والملوثة من قبل مريض مصاب أو استعمال أدواته الخاصة مثل فرشاة الأسنان أو أمواس الحلاقة.
ويعتبر التهاب الكبد (ب) أكثر انتشاراً بين مدمني المخدرات وينتقل المرض أيضاً عن طريق العلاقات الجنسية غير الشرعية أو من الأم المصابة إلى الطفل أثناء الولادة أو بسبب استعمال أدوات ملوثة بالفيروس أثناء ثقب الاذن أو أثناء الوشم ويعتبر المسافرون إلى المناطق الموبوءة بهذا المرض والعاملون بالمستشفيات من أطباء وممرضين وفنيين والأشخاص المعرضون للدم أو مستحضرات الدم في قسم غسيل الكلى والمختبرات وبنك الدم أكثر عرضة للاصابة بالتهاب الكبد (ب)، وعند الاصابة بهذا المرض يوجد الفيروس في جميع سوائل الجسم مثل الدموع واللعاب والبول والسائل المنوي والدم ولبن الأم والافرازات المهبلية، وتكون أعراض هذا الالتهاب الكبدي شبيهة بأعراض الالتهاب الكبدي (أ) لكنها أشد وتستمر مدة أطول كما أنه من الممكن أن يصاب الشخص بالتهاب الكبدي (ب) دون ظهور أي من الأعراض المعروفة وقد يصاب الشخص ويصبح ناقلاً للمرض وللفيروس لأشخاص آخرين من خلال الطرق التي ذكرناها سابقاً ويساعد على انتشار المرض، لذلك فإنه لا يسمح بالتبرع بالدم لناقلي الفيروس مطلقاً.
( 350مليوناً)
يوجد ما يزيد عن 350مليون مصاب في أنحاء العالم أغلبهم من الرجال ويوجد في بريطانيا على سبيل المثال شخص واحد من كل الف شخص ناقلاً للمرض وفيروس (ب).. وان معظم حالات الالتهاب الكبدي (ب) يتم شفاؤها دون مضاعفات خطيرة وقد يتحول المصاب إلى ناقل للمرض أو قد يتحول إلى التهاب كبدي مزمن وهذا بدوره قد يتحول مع الزمن إلى سرطان كبدي في حالات قليلة قد تتدهور الحالة الحادة للالتهاب ويصعب علاجها والتحكم في وظائف الكبد وتؤدي إلى الوفاة ما لم يتم عمل زرع للكبد.
خير من العلاج
بما أن الوقاية خير من العلاج فإن التطعيم ضد فيروس التهاب الكبد (ب) لجميع الأطفال حديثي الولاية أصبح حقيقة واقعة بمرسوم ملكي لوقاية الأطفال من الاصابة بهذا المرض، كما ان التطعيم للعاملين في القطاع الصحي من أطباء وممرضين وفنيين والمسافرين للمناطق التي بها وباء التهاب الكبد (ب) من أهم خطوات الوقاية، أما عند ظهور أول الأعراض المرضية فإنه يجب على المريض استشارة الطبيب لفحصه والتأكد من وجود الفيروس ومن وظيفة الكبد ومن وجود أجسام مضادة ضد الفيروس بالدم، بعد ذلك يقوم الطبيب باعطاء تعليمات مكتوبة للأشخاص حاملي الفيروس لتعليمهم طرق منع نشر الفيروس ووسائل منع تطور مرضهم إلى التهاب الكبد المزمن والتأكيد على المرضى عدم تناول العلاجات الدوائية إلا باستشارة الطبيب فقد تضر الأدوية بالكبد ووظائفه، أما من أصيبوا بالتهاب الكبد الحاد فإن الراحة التامة تساعد على تقوية الجهاز المناعي للجسم، كما ان تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية الخالية من الدهون يساعد الكبد على استرداد نشاطه وإذا كان من الصعوبة الأكل والشرب فإن لدى الطبيب المعالج فرصة اعطاء سوائل بالوريد عالية تركيز السكر حسب المسموح به.. هذا ويجب الإكثار من شرب السوائل وتجنب الكحول للأبد.
وبتطور الطب ظهرت علاجات حديثة لمنع تدهور الكبد وتأثير الفيروس عليه وتليفه كما أنها قد تساعد في خفض مستوى الفيروس في سوائل الجسم لكنها لا تناسب كل الأشخاص ويترك الحكم في اعطائها أو دونه للطبيب المختص حسب وضع المرض ووضع المريض الصحي، كما يمكن اعطاء علاجات معينة للوقاية من حصول المضاعفات أو تطورها من ناحية أخرى فإن زراعة الكبد قد تكون الحل الوحيد لبعض المرضى الذين تعرضوا لتلف كبدي كبير وفشلت كل الطرق العلاجية لإنقاذ حياتهم وصحتهم المتدهورة.
التهاب الكبد (ج)
يعتبر التهاب الكبد بفيروس (ج) أو سي بالانجليزية من أشهر أسباب التهاب الكبد الفيروسي بالولايات المتحدة الأمريكية والعالم كله فهو أخطر الفيروسات الكبدية وأكثرها غدراً حيث انه يتلف خلايا الكبد خلال سنوات طويلة قبل معرفة الضحية بوجود الفيروس فهو يقتحم خطوط الدفاع للجسم حتى يصل إلى الدم ومنه إلى الكبد، وأكثر المصابين بهذا الفيروس المرضى الذين نقل لهم دم قبل اكتشاف هذا المرض عام 1989م، أو من خضعوا لزراعة عضو أو من عولجوا بعوامل تخثير للدم أو مرضى الفشل الكلوي الذين يعالجون بالغسيل الكلوي أو مرضى الهيموفيليا أو الممارسين للجنس غير الشرعي أو مستخدمي أدوات الأشخاص المصابين بالفيروس مثل شفرات الحلاقة أو فرش الأسنان أو مقصات الأظافر ومن وسائل نقل العدوى أيضاً الأدوات الجراحية غير المعقمة أو انتقال المرض من الأم لجنينها وأثناء الولادة والرضاعة.. وأعراض المرض تكون تقريباً متشابهة في كل أنواع التهاب الكبد الوبائي مع اختلاف الحدة والمضاعفات على الكبد.
حجم المشكلة
تتوقع مراكز السيطرة على المرض والوقاية الأمريكية أن يزداد عدد المصابين بهذا الفيروس وتتضاعف عدد الوفيات إلى ثلاثة أضعاف في السنوات العشر القادمة.. وتشير التقديرات أن عدد المصابين بهذا الفيروس في أمريكا ضعف عدد المصابين بالتهاب الكبد (ب)، كما أن 30% من المصابين بهذا الفيروس (ج) يعانون من تليف بالكبد وإصابة نسبة تتراوح بين 5- 10% من المرضى بسرطان الكبد فعندما يصل الفيروس إلى الكبد يسبب التهاباً وتكرار هذا الالتهاب يحدث تليفاً كبدياً ويصبح الحل الوحيد استبدال الكبد المصاب بآخر سليم عن طريق زرع الكبد.
الخطوات الواجب اتباعها:
عند ظهور الأعراض يجب على المريض الاسراع في مراجعة الطبيب لفحصه وفحص دمه للكشف عن فيروس (ج) والأجسام المضادة ويمكن علاجه في مراحله الأولى بدواء الانترفيرون الذي قد يساعد 40% من المرضى كما أن أعراضه الجانبية الخطيرة للعلاج قد تجبر الطبيب المعالج على التوقف عن هذا العلاج أو مشتقاته.. ويجب على الطبيب عمل فحوصات كشف عن فيروس (ج) للأشخاص المعرضين للاصابة به، وحتى الآن لا يو جد تطعيم ضد هذا الفيروس وغالباً ما يتبع الطبيب المعالج نفس الخطوات العلاجية المتبعة لعلاج مرضى الالتهاب الكبدي (ب) وفي بعض الحالات يستعمل علاج الجلوبيولين المناعي بالوريد لتقليص خطر معاودة هذا المرض الخطير.