الشخصية والرياضة
الشخصية:
ماهية الشخصية:
إن مفهوم الشخصية، مفهوم متداول في الاصطلاح اليومى؛ حيث يقال عادةً إن لفلان شخصية، ويقصد بذلك ما يتميز به الإنسان عن غيره من خصوصيات بدنية أو مكانة اجتماعية مميزة، مرتبطة بثروته أو نفوذه السياسى أو الاجتماعى، وعلى عكس ذلك، نسمع بضعف الشخصية أو انعدامها، ويراد بذلك الإشارة إلى صفات الانهزامية، والاستسلام، والخنوع، التى يمكن أن تغلب على الإنسان.
وهذا ما يؤكد أن مفهوم الشخصية، مرتبط في التمثل الشائع، بالمظاهر الخارجية القابلة للإدراك المباشر؛ مما يبين أنه يوجد خلط بين مفهوم الشخص ومفهوم الشخصية.
وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل حول حقيقة هذا التلازم، ومدى ارتباط مفهوم الشخصية بالمظاهر الخارجية المميزة، فنجد أن مفهوم الشخصية في اللسان العربى لا يبتعد كثيرًا عن الاصطلاح العادى.
إن معنى الشخصية يرتبط في الاصطلاح الفلسفى بوضعية الإنسان في فلسفة معينة، فنجد كانط، مثلاً يميز بين مفهوم الشخص ومفهوم الشخصية، فالشخص - عنده - هو الإنسان المباشر الذى تنسب له مسئولية أفعاله والشخصية هى الكينونة العاقلة التى يجب أن تدرك نفسها في حريتها وحدود الواجب الأخلاقى.
أما في العلوم الإنسانية، فإن مفهوم الشخصية يتحدد في ثلاث منظومات أساسية:
منظومة الشخص:
ويقصد بها السمات المميزة للإنسان كعضوية بيولوجية وكينونة مسئولة أخلاقيًا، وقانونيًا، واجتماعيًا.
المنظومة النفسية:
ويقصد بها النظر إلى الإنسان كحياة نفسية تنمو وتتغير بناءً على معطيات ذاتية وموضوعية، وما يترتب عن تراكم تجارب وخبرات تنعكس على سلوكيات الإنسان وحياته الإنسانية.
المنظومة الاجتماعية الثقافية:
ويقصد بها النظر إلى الإنسان في تفاعله مع محيطه الاجتماعى: المؤسسات - الآليات - الأنظمة الاجتماعية … وغيرها.
إن هذا التنوع والاختلاف في تحديد المعنى الدلالى لمفهوم الشخصية يؤكد الطبيعة الإشكالية لحقيقة الشخصية.
والشخص، في اللغة العربية، هو سواد الإنسان وغيره يظهر من بعد، وقد يراد به الذات المخصوصة، وتشاخص القوم أى اختلفوا وتفاوتوا.
أما الشخصية فكلمة حديثة الاستعمال لا يجدها الباحث في أمهات معاجم اللغة العربية، فإذا وجدت في بعض الحديث منها، فهى تعنى سمات تميز الشخص عن غيره، وكان استعمالها قائمًا على معنى الشخص، أى على معنى كل ما في الإنسان مما يؤلف شخصه الظاهر الذى يرى من بعد، وعلى مفهوم التفاوت.
أما في اللغة الإنجليزية، فكلمة الشخصيةPersonality ، مشتقة من الأصل اللاتينى Persona، وتعنى هذه الكلمة القناع الذى كان يلبسه الممثل في العصور القديمة حين كان يقوم بتمثيل دور، أو حين كان يريد الظهور بمظهر معين أمام الناس فيما يتعلق بما يريد أن يقوله أو يفعله.
وقد أصبحت الكلمة، على هذا الأساس، تدل على المظهر الذى يظهر فيه الشخص، وبهذا المعنى تكون الشخصية ما يظهر عليه الشخص في الوظائف المختلفة التى يقوم بها على مسرح الحياة.
أما في الحقل المعجمى الفرنسى، فإنه يلاحظ أن المعنى الأيتيمولوجى للكلمة يرتبط بكلمة Persona اللاتينية، التى تعنى القناع الذى يضعه الممثل على وجهه حتى يتقمص الدور المسند له، ويتوسع هذا المفهوم ليجعلنا نتساءل عن طبيعة العلاقة الممكنة بين الشخصية والدور باعتبار الإنسان يؤدى في حياته اليومية أدوارً اجتماعية مميزة، وهذا ما يستدعى وقوفًا أوليًا عند مفهوم الشخصية في التمثلين الفلسفى والعلمى.
لقد اختلف علماء النفس كثيرًا في تعريف الشخصية، وبالرغم من تباين أراء المفكرين في تعريف الشخصية إلا أنهم أجمعوا بأنها عبارة عن كل العناصر أو السمات المتداخلة مع بعض لتكوين الشخصية.
وفيما يلى عرض لبعض تعريفات الشخصية، وهى كما يلى:
الشخصية: اندماج الهو والأنا والأنا الأعلى.
الشخصية: المصطلح الذى يجيز توقع ما سيفعله الإنسان في وضع معين.
الشخصية: الأنظمة النفسية المتحركة داخل الإنسان، والتى تحدد مميزاته.
الشخصية: نمط الإنسان في الحياة أو النمط المميز لاستجابته لمشاكل الحياة متضمنة أهدافه.
الشخصية: المصطلح الذى يشير إلى استمرارية الصيغ الوظيفية والقوى التى تتجلى من خلال الترتيبات المتعاقبة للعمليات المنظمة والسائدة، والتى تتبلور منذ الولادة وحتى الممات.
الشخصية: مجموعة من عادات التفكير والشعور والعمل بما فيها الاتجاهات العقلية والمستحبات والمكروهات واللياقات والقابليات، والشخصية وفقًا لهذه النظرية لفظ شامل لصفات الإنسان في وقت معين، وهو أكثر من أن يكون لفظًا جامدًا أو ثابتًا، فالشخصية تنمو وتتطور باستمرار عبر فترات العمر المختلفة.
الشخصية: مجموعة من العادات السلوكية للإنسان، أو هى مجموعة من أوجه النشاط التى يمكن الكشف عنها بالملاحظة الفعلية لمدة طويلة تكفى لأخذ فكرة يعتمد عليها عن الشخص، أى أن الشخصية عبارة عن نتاج التفاعل بين التكوين البيولوجى والنفسى مع العوامل البيئية المادية والاجتماعية والحضارية المحيطة به.
الشخصية: التعبير المستخدم لوصف معانى وأحاسيس مختلفة على الصعيدين العام والنفسى، والأكثر استيعابًا وقبولاً في تنظيم متحرك ومتكامل للمنظومة الطبيعية والعقلية والأخلاقية والاجتماعية للإنسان، كما يتجلى ذلك في عمليتى الأخذ والعطاء في الحياة الاجتماعية، وإضافة لذلك فإنها تظهر بشكل رئيس متضمنة البواعث الطبيعية والمكتسبة والعادات والاهتمامات والعقد والعواطف والآراء والمعتقدات، كما تكون ظاهرة في علاقاته في الوسط الاجتماعى.
الشخصية: نظام متكامل من صفات مختلفة تميز الإنسان عن غيره من ناحية التوافق الاجتماعى، أى أن الشخصية ليست مجرد مجموعة من السمات المستقلة والمنعزلة عن بعضها البعض؛ بل هى وحدة متكاملة من السمات التى يكمل بعضها بعضًا ويتفاعل بعضها مع البعض الآخر ويحور بعضها بعضًا، فمثلاً الذكاء والمثابرة والتعاون صفات من المستحيل أن تبدو منفردة في سلوك الإنسان، إنما هى مندمجة تطبع سلوكه بطابع خاص، ذلك أن السلوك مهما بدا بسيطًا فهو تعبير عن شخصية الإنسان بأكملها.
الشخصية: الكل الديناميكى - المتحرك - الذى يميز كل إنسان عن غيره، والذى يوجه سلوك الإنسان ويحدد فاعليته في الحياة وقدرته على التوافق والتكيف مع البيئة، والشخصية عبارة عن نتاج التفاعل المستمر بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية التى تؤثر على الإنسان منذ ولادته وفي مختلف مراحل حياته.
وفي هذا التعريف نرى أن سلوك الإنسان وشخصيته خاضعان لعوامل بيئية وأخرى وراثية، كما أنهما يتأثران تأثرًا كبيرًا بمدى التفاعل الحاصل بينهما، وبالتالى فإن الاختلاف في السلوك والشخصيات المختلفة أمر حتمى.
الشخصية: جملة من السمات الجسمية والعقلية والمزاجية والإرادية التى تميز الشخص عن غيره تمييزًا واضحًا، أى أن الشخصية عبارة عن وحدة متكاملة من السمات المميزة المتفاعلة فيما بينها، تمامًا كاللحن الموسيقى بمجموعة الوحدات الصغيرة المتفاعلة، وأن كل سمة تميز الشخص عن غيره، سواءً كانت عقلية أو جسمية أو فكرية أو اجتماعية أو خلقية تعتبر جزءًا من مميزات الشخصية، فعلى سبيل المثال ثقافة الإنسان وإمكانياته الخاصة من ذكاء ونمط معين في التفكير والآراء والمعتقدات والعادات والاتجاهات الأخرى تعتبر ملامح مميزة لشخصيته.
إلا أن بعض هذه السمات قد تطغى آثارها وتأثيراتها على عموم الشخصية فتقلل من أهمية الجوانب الأخرى، فها هو التاريخ قد خلد ذكر العلماء والموسيقيين والأدباء والعباقرة، وأبرز جوانب حياتهم العلمية والمعملية والفنية في حين لم يركز على كون أحدهم ضريرًا أو أصم أو مصابًا بالشذوذ ... الخ.
كما أن العلاقات الاجتماعية التى يبنيها الإنسان مع الآخرين تلعب دورًا مهمًا في تكوين انطباعات قد لا تكون موضوعية، وهنا يبرز ما يعرف بالقناع والذى عرفه العالم النفسى يونج، في قوله: إن القناع هو الشخصية العامة، أى أنه تلك الجوانب التى يظهرها الشخص للعالم، والتى يثبتها الرأى العام على الإنسان في مقابل الشخصية الخاصة التى توجد قابعة خلف الوجهة الاجتماعية.
فالقناع كما يفهم من التعبير السابق، هو: الاستجابة لمطالب المقتضيات العامة من قوانين وأعراف وعادات وتقاليد، وهو الدور الذى يرسمه المجتمع للإنسان والذى يتوقع منه أن يؤديه على الوجه الأكمل.
من مجموعة التعريفات السابقة، يمكن بوجه عام وضع المؤشرات التى تحدد الشخصية في:
- أن الشخصية تحدد فاعلية الإنسان وتأثيره في مختلف نواحى الحياة.
- أن الشخصية تتكون من أجزاء مختلفة تتفاعل فيما بينها تفاعلاً متحركًا.
- أن الشخصية تستمد مقوماتها الأساسية من القدرات والإمكانات الموروثة والمؤثرات البيئية المحيطة.
- أن الشخصية: كل ما يميز الإنسان عن غيره، وقد تتشابه بعض الجوانب المكونة للشخصية إلا أنه لا مجال لحدوث التطابق الكلى.
- أن الشخصية معرضة للتطوير والتغيير إلى الأفضل أو إلى الأسوأ في مراحل نمو الإنسان المختلفة تبعًا لما يحيط بها من ظروف وحسب الإمكانات الوراثية والاستعدادات الذاتية.
ويعرف المؤلف - عمرو بدران - الشخصية، بأنها:
- مجموعة السمات البدنية والروحية التى تظهر في المهارات الحياتية لإنسان بعينه وتميزه عن غيره.
- مركب السمات المختلفة التى تميز الإنسان عن غيره، وبالأخص من ناحية التكيف مع المواقف الاجتماعية المتغيرة.
كما يمكنا أن نعرف الشخصية، بأنها: النمط العام الناتج، كسلوك يميز الشخص من حيث صفاته، بما فيها الجسمية، وعاداته وأفكاره واهتماماته وفلسفته في الحياة.
الف شكر مسبقآ واتمنى الموضوع يحوز اعجابكم