هذه القصيدة من روائع حافظ ابراهيم .
ماذا أصبت من الأسفار و النصب
و طيك العمر بين الوخد و الخبب
نراك تطلب لا هونا و لا كثبا
و لا نرى لك من مال و لا نشب
لا تطعمانى أنياب الملام على
هذا العثار فإنى مهبط العجب
وددت لو طرحوا بى يوم جئتهم
فى مسبح الحوت أو فى مسرح العطب
لعل ( مانى ) لاقى ما أكابده
فود تعجيلنا من عالم الشجب
إنى إحتسبت شبابا بت أنفقه
و عزمة شابت الدنيا و لم تشب
كم همت بالبيد و الأرام قائلة
و الشمس ترمى أديم الأرض باللهب
و كم لبست الدجى و الترب ناعسة
والليل أهدأ من جأشى لدى النوب
و النجم يعجب من أمرى و يحسبنى
لدى السرى ثامنا للسبعة الشهب
لكننى غير مجدود و ما فتئت
يد المقادير تقصينى عن الأرب
و قد غدوت وأمالى مطرحة
و فى أمورى ما للضب فى الذنب
فإن تكن نسبتى للشرق مانعتى
حظا فواها لمجد الترك و العرب
و قاضبات لهم كانت إذا اخترطت
تدثر الغرب فى ثوب من الرهب
وجمرة لهم فى الشرق ما همدت
ولا علاها رماد الختل والكذب
متى أرى النيل لا تخلو موارده
لغير مرتهــب للـه مرتقـــب
فقد غدت مصر فى حال إذا ذكرت
جادت جفونى لها باللؤلؤ الرطب
كأننى عند ذكرى ما ألم بها
قرم تردد بين الموت و الهرب
إذا نطقت فقاع السجن متكأ
وإن سكت فإن النفس لم تطب
أيشتكى الفقر غادينا و رائحنا
و نحن نمشى على أرض من الذهب
والقوم فى مصر كالإسفنج قد ظفرت
بالماء لم يدعوا ضرعا لمحتلب
يا أل عثمان ما هذا الجفاء لنا
و نحن فى الله إخوان وفى الكتب
تركتمونا لأقوام تخـــالـــــفنــــــا
فى الدين و الفضل و الأخلاق و الأدب