العودة إلينا....!
يقول الكاتب الفرنسي دوماس:
الحياة هي الحقيقة من نكون!
وإذا شاء أي منا أن يفكر من يكون...
سيجد أنه مكان ما , أو في وقت ما, قد تغير ..
وسيكتشف الآخرون أننا تغيرنا
أننا ما عدنا كما كنا..
***
القضية ليست في أننا نصبح مختلفين
القضية هي أننا في لحظة نبتعد كثيرا عن ذاتنا الأصلية
نفضل عنها دون أن ندرك
نتركها وراءنا منذ زمن ..
فجأة .. نحس بغربتنا عن أنفسنا!
وقد لا نحس..
***
أرى ذلك في صفات الكثيرين
القساة والرحمة .. العصاة واللا عصاة..وكل أنواع البشر
كل واحد يكتشف في وقت ما, أنه ابتعد كثير عن حقيقته
والعاصي له أصل نقي
والقاسي له أصل رحيم
والرحيم نبتت فيه قسوة
واللطيف سكنه شيء من نفاق!
***
أعتقد أن كل فرد منا بحاجة إلى أن يقف ..ويسأل:
أين هو عن طبيعته ..وعن ذاته؟
وأبرز ما تظهر الحاجة إلى ذلك عندما نكون مع الآخر
عندما يكون الزوج مع زوجته
والحبيب مع حبيبته
فيحس أحدهما أنه غريب عن الآخر ... بعيد عن الآخر
***
التصدع في العلاقة يبدأ دائما من هنا
يبدأ عند ابتعادنا عن ذاتنا الأصلية
فنبتعد عن من أحببناه واخترناه لأننا تغيرنا
لأننا استسلمنا لكل أفرحنا والآمنا دون أن نفكر كم تغيرنا
فأصبحنا شخوصا أخرى دون أن ندري
دون أن نحس..
وأعظم أخطاء الإنسان .. تلك التي لا يحس بها!
f_d.gif