" لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ " رواه البخاري ومسلم .
وفي رواية : " لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا تَمَاثِيلُ " .
وعند أحمد وأبي داود والترمذي : " لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جُنب " ، وقال الألباني : ضعيف . وقال الأرنؤوط عن رواية أحمد : حسن لغيره دون ذِكْر الْجُنُب ، وهذا إسناد ضعيف .
" لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس " رواه مسلم . وهذا ليس في البيوت ، وإنما هو في السفر ، وإن كانت دلالة الأوْلَى المنع منه في البيوت .
وعند أبي داود : " لا تدخل الملائكة بيتًا فيه جرس " وقال الألباني : حسن لغيره .
وعند النسائي : " لا تَدْخُلُ الْمَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ جُلْجُلٌ وَلا جَرَسٌ ، وَلا تَصْحَبُ الْمَلائِكَةُ رُفْقَةً فِيهَا جَرَسٌ " .
وقد يُقال في بقية الأشياء المذكورة : إذا كانت الشياطين تَنْفر من البيوت الْمُحَصَّنة بِذِكْر الله ، فيُقابله أن الملائكة تَنفر من البيوت التي يُعصى فيها الله .
كما أن الملائكة تتأذّى مما يتأذّى منه بنو آدم ، كما قال عليه الصلاة والسلام : من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا ، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم . رواه مسلم .
قال الإمام النووي : قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة " قال العلماء : سبب امتناعهم من بيت فيه صورة كونها معصية فاحشة ، وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى ، وبعضها في صورة ما يُعْبد من دون الله تعالى ، وسبب امتناعهم من بيت فيه كلب لِكثرة أكله النجاسات ، ولأن بعضها يُسمى شيطانا ، كما جاء به الحديث ، والملائكة ضد الشياطين ، ولِقُبْح رائحة الكلب ، والملائكة تكره الرائحة القبيحة ، ولأنها منهيّ عن اتخاذها فَعُوقِب مُتَّخِذها بِحِرمانه دخول الملائكة بيته ، وصلاتها فيه ، واستغفارها له ، وتبريكها عليه وفى بيته ، ودفعها أذى الشيطان ، وأما هؤلاء الملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب أو صورة فهم ملائكة يطوفون بالرحمة والتبريك والاستغفار ، وأما الْحَفَظَة فَيدخلون في كل بيت ولا يُفارقون بني آدم في كل حال ، لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم وكتابتها . قال الخطابي : وإنما لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة مما يَحْرم اقتناؤه من الكلاب والصور ، فأما ما ليس بحرام من كلب الصيد والزرع والماشية والصورة التي تُمْتَهن في البساط والوسادة وغيرهما فلا يمتنع دخول الملائكة بسببه ، وأشار القاضي إلى نحو ما قاله الخطابي ، والأظهر أنه عام في كل كلب وكل صورة ، وأنهم يمتنعون من الجميع ، لإطلاق الأحاديث ، ولأن الْجَرْو الذي كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم تحت السرير كان له فيه عُذر ظاهر ، فإنه لم يعلم به ، ومع هذا امتنع جبريل صلى الله عليه وسلم من دخول البيت ، وعَلّل بالْجَرْو ، فلو كان العذر في وجود الصورة والكلب لا يمنعهم لم يمتنع جبريل ، والله أعلم .
وسبق : لماذا لا تدخل الملائكة بيتا في كلب أو صورة .
لماذا لا تدخل الملائكة بَيْـتًا فيه كلب أو صورة ؟
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?t=1972
والله تعالى أعلم .