(( بسم الله الرحمن الرحيم))
((فائدة جليلة))
إذا أصبح العبد وأمسى وليس من همه إلا الله وحده, تحمّل الله سبحانه حوائجه
كلها, وحمل عنه كل ما أهمّه, وفرّغ قلبه لمحبته, ولسانه لذكره, وجوارحه لطاعته.
وإن أصبح وأمسى والدنيا همّه, حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها, ووكله إلى نفسه, فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق, ولسانه عن ذكره بذكرهم, وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره(كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره, لكل من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته, قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين}.
قال سفيان بن عيينه: لا تأتون بمثل مشهور للعرب إلا جئتكم به من القرآن فقال له قائل: أين في القرآن: أعط أخيك تمره فإن لم يقبل فأعطه جمره, فقال:- في قوله تعالى:{ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا}الآية.
((كتاب الفوائد))
للإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر
ابن القيم الجوزيه
أخوكم .
الدمعة الزرقاء