يقصد بالتدخل المبكر للمعاقين عقليا الجهود المبذولة في تحديد الأطفال المعرضين قبل وأثناء وبعد الولادة.
المؤشرات قبل الولادة
ويبدأ التدخل المبكر في مجال التعرض للإعاقة العقلية أثناء الحمل، بهدف التعرف على الأجنة المعرضة للإعاقة العقلية.
ويستخدم في ذلك عدة مؤشرات من أهمها التالي :
• وجود خلل في الجينات عند الوالدين أو أحدهما .
• إنجاب الأسرة لطفل به خلل كروموسومي قبل الحمل الحالي .
• وجود تاريخ للإجهاض عند الأم .
• وجود اختلاف في فصائل الدم عند الزوجين ( ويقصد به هنا الاختلاف في ايجابية وسلبية الدم أي positive فصيلة الدم الموجبة ، negative فصيلة الدم السالبة في العامل الريسوسي ) .
• تدخين الأم أو تعاطيها للكحوليات .
• الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين ( تبين من الدراسات في أمريكا أن 7% من الأطفال عموما و33% من الأطفال المعاقين يولدون من أمهات بعد سن الخامسة والثلاثين فاعتبر الباحثون حمل المرأة بعد هذا السن من عوامل تعرض الأجنة إلى الإعاقة العقلية والجسمية ) .
فهذه العوامل تعوق النمو العقلي عند الاجنة وتجعلها معرضة للإعاقة العقلية قبل الولادة Perental - Risk factors وتستدعي التدخل المبكر لعلاجها قبل ان تؤذي دماغ الجنين ، أو التخفيف من تأثيرها على إعاقة النمو العقلي والجسمي قبل الولادة .
المؤشرات بعد الولادة
أما بعد الولادة فمن المؤشرات التي تدل على التعرض للإعاقة العقلية الآتي :
• الولادة قبل الأوان أو ولادة طفل ناقص الوزن .
• وجود إعاقة جسمية أو عقلية عند الوليد .
• الفقر وتفكك الأسرة التي يولد فيها الطفل وهنا يكون تخلف ثقافي أو يسمى الطفل المعرض للإصابة بالإعاقة العقلية نتيجة للبيئة التي حوله ويسمى at risk child انخفاض المستوى الثقافي للوالدين .
• انخفاض ذكاء الأم وإعاقتها العقلية.
• التخلف الثقافي والاجتماعي للمنطقة التي يسكن فيها الطفل .
فهذه الظروف تجعل الأطفال معرضين للإعاقة العقلية بعد الولادة مباشرة، Post-natal - risk factors وتتطلب التدخل لحمايتهم من الإعاقة العقلية المعروفة بالتخلف الناتج عن عوامل ثقافية وأسرية Cultural familial retardation .
تشخيص الإعاقة العقلية
أما تشخيص الإعاقة العقلية بعد الولادة مباشرة أو في مرحلة الرضاعة ، فيكون على أساس الأعراض الفسيولوجية والبيولوجية التي تدل على أن الطفل قد جاء معاق عقلياً كما في حالات متلازمة داون Down Syndrom ومتلازمة تيرنر Turner Syndrom ، ومتلازمة كلاينفلتر Klinefelter Syndrom ، أو على أساس الأعراض والأسباب التي تدل على ان هذا الطفل سوف يكون متخلفا إذا لم تعالج هذه الأعراض أو الأسباب كما في حالات الفينايل كيتون يوريا PKU ، والجلاكتوسيميا ، وانحلال الدم الولادي ، ونقص الثيروكسين وغيرها .ومع ان تشخيص حالات الإعاقة العقلية في هذه السن المبكرة يتم عادة بمعرفة أخصائي الأطفال ، فإن الطفل المعاق عقلياً ووالديه في حاجة إلى الرعاية والإرشاد النفسي بهدف تخفيف التوتر في الأسرة ، والمحافظة على تماسكها وزيادة كفاءتها في رعاية طفلهما المعاق عقلياً ورعاية إخوانه العاديين .
أساليب الرعاية في التدخل المبكر
يتم تشخيص الإعاقة العقلية بعد الولادة مباشرة أو في مرحلة الرضاعة.والقاعدة الأساسية في التدخل المبكر هي رعاية الأطفال وهم يعيشون في أسرهم.
يشترك في إعداد وتنفيذ برامج التدخل المبكر مجموعة من الأخصائيين في طب الأطفال والنطق والسمع والعلاج الطبيعي والعلاج بالعمل والتربية الخاصة والإرشاد النفسي والخدمة الاجتماعية وغيرهم.
وتتلخص أساليب الرعاية فيما يلي:
1. أسلوب الرعاية المنزلية :
وتتم رعاية الطفل وهو يعيش في أسرته وإعداد البرنامج الناسب لرعايته في البيت عن طريق الأخصائي الزائر الذي يقوم بإرشاد وتشجيع الوالدين على تنفيذ البرنامج.
2. أسلوب الرعاية النهارية في المركز :
ويهدف إلى رعاية الطفل في مركز الرعاية النهارية ,حيث يذهب الطفل إلى المركز صباحا ويعود إلى أسرته في المساء ويتلقى الرعاية على أيدي الأخصائيين في التربية الخاصة ولا يهمل هذا الأسلوب مسئوليات الوالدين.
3. أسلوب الرعاية المشتركة :
يجمع بين الرعاية في البيت والمركز حيث يذهب الطفل إلى المركز لبضع ساعات ولمدة خمسة أيام في الأسبوع يحصل فيها على الرعاية من المتخصصين ويندمج مع الأطفال العاديين والغير عاديين ثم يعود إلى أسرته لرعايته بقية الأيام