توأم الفكر خالد ،
قارَبَ فكرك أن يصل إلى مجرة "درب التبّانه " يارجل !!
التي تسبح في الفضاء ، وطروحاتك الميمونة كانت في أوج إتساعها
في مجرات الفضاء الخارجي ، كيف لا وهي تحاكي إتساع الأفق الفكري
لدى الكثير من سطور قرأتها في مقالك المنفرد تماماً.
هذه المره وكعادة فكرك الذي راهنت نفسي أنه يسبح في الأفق البعيد ،
والقريب في نفس الوقت من مشاعر تخلج في صدور القرّاء المتمعنين في
ما كتبه قلمك ، وخاصة في هذا الموضوع الفلكي.
اعذرني ياصاحبي فآنف الذكر ماهو إلا مقدمة ،
لــذلــك ،
طابعك الديني ملتصق بك وهذا ما أراه في مقالاتك المعبّره ، وهذا مايروق
لي تماماً بالإستمتاع بها ، ولأنك شخص "مسجون" فأنت تعبر عن مايجور
في خاطرك ، ولكن هذه المره كان لفكرك النيّر مساحة واسعة ، دعني أجعل
الرد على شكل نقاط لكي يسهل المفهوم بالإجمال :
* أوافقك الرأي بأن الحياة الحقيقية هي الدار الآخرة ، فنحن في غياهيب
الصراع النفسي والجسدي في الدنيا الدنية ، التي ماهي إلاّ مرحلة إنتقال.
* حال اليوم ليس كحال الأمس ، فكل يوم يأتي يكون أقوى سلبياً من اليوم
الذي يليه ، وهنا بالتحديد إشارة لأيام السنين والعقود والقرون ، فليست
الحياة كما في السابق والمستقبل غامض جداً ، وهذه هي سنة الحياة
التي يسعى البشر " كافة " لقيادة سفينة الإصلاح النفسي والجسدي بالحب
والخير وإنتشال كل الرذائل من كوكبنا الواحد فالكل مشارك في ذلك.
* الحب سمة بارزة يتصف بها ليس فقط الفرد ، بل حتى الشعوب ، فالتلاحم
والتراحم أصله الحب الصادق ، الذي لاينهج لــ المطمع الشخصي ، فوصفك
للحب الحالي ماهو إلا مرآة الواقع أيها السجين.
* الموسيقى التصويرية أداه معبرة ، تجعلك تتخيل وتتصور
ماهو أمامك حتى بدون كلام أو عبارات إنتقائية ،
فهي كـ موجات بحر هادىء تتردد على المسامع وتعبر
عن مايجول في خاطرها ، إنها كائن هلامي. " رأي شخصي"
* إنعزال التفكير بالوحدة البيتية بالنسبة للفكر هي الأقرب ، فكما تطرقت
أنت أن الإنعزال والتوحد الفكري بمملكتك الخاصة ماهو إلا طبق شهي لبنات
أفكارك ، والتي تبتسم لها بسطور فكرية عن مايجول في خاطرك.
* سطور في منتهى الجمال كانت في سطورك العشر الأخيرة ، والتي كانت
تتجاذب الحديث في " الوسيلة والغاية " والتفريق بينهما ، والتشبيه والأمثلة
الجميلة في إستمرارية الأجيال المتتابعة بمن قبلك ومن ثم بك إلى الذين
سيأتون من بعدك ، لا أزيد عليها أكثر من جمالك ، لكن اسمح لي أن أضيف
بأن في هذا المحور بالذات ، استطيع أن أحدد موضوع تواري الأزمان وإصلاح
الأجيال وإنتاج جيل لكي يستلمه جيل بعده وتكون اللّبنه فوق اللّبنه لترميم
وإصلاح الجيل بعد جيل لكي نصبح أمة ناهضة منتجه يرضى عنها الرحمن.
إذا لم يكن لديك حاجة لـ منظارك الفلكي " التلسكوب " ، أتمنى أن أستعيره
لو لـ لحظات فهو مثل المسكّن أحياناً لما نراهـ هنـا .
للأسف أخوي خالد نحن من ظلمنا هذه الحياة وهذا الكوكب الذي جعله الله
لنا لكي نتصرف بما فيه من مخلوقات وأنعام ، وأصبحنا لاهثين وراء ملذات
ومطامع وقتيه تنتهي في أي لحظة ، هذا إذا ما انتهينا قبلها.
قبل لا أنسى :
كانت قرائتي لموضوعك على أنغام "the last man" لـ"كلينت مانسل"
والتي أجزم بأنها ذكرتك بسلسلتنا الفريدة ذات الخمسين جزءاً
كما عهدك مسجون الفكر الراقي
إلى الأمام واعذرني على إطالتي هنا.