كان لدي صديقان في ما مضى واحد قبيح مثلي لكن من عائلة ثرية فتزوج بفتاة جميلة جدا،
كانت حلم كثير من الشباب في حارتنا لكن ثروته كانت أكثر من مقنعه لتغض النظر عن شكله
فتزوجته و أنجبت منه الأولاد و البنات و عاشوا في ثبات و نبات ،
امـا صديقي الثاني فكان وسيما للغاية لكنه فقير معدم
لكن شكله وطلاقة لسانه كانا أسهل طريقة لاصطياد فتاة ثرية أحبته و أصرت على الأرتباط به
فأعطته مالا كثيرا ليؤسس شركه و فتح حساابا في أحد المصارف حتى لا يرفضه أهلها و هكذا صار ،
أصبح الأن لا يتحدث الا عن الملايين و السيارات ..
اما أنــا فلا أملك شيئا من الأثنين لا مال و لا جمال فأنا فعلا دميم ، أنفي كبير جدا و شعري غليظ ..
عيني اليمنى عندما تتعب تنحرف نحو الأخره بشكل ملحوظ ، الشحوم تملأ جسمي و قدمي تنوءان من ثقله
فأنا لدي حاله مرضية اذ أنني عندما أكون مكتئباً ابتاع ما لذ و طاب من المأكولات المضرة بالصحة كالحلويات
و أكيااس البطاطس و الفيشار و المثلجات و المكسرات ،
ثم أقابل التلفاز لأكل بشراهة و كلما وضعته أمامي و جنبي و في أحضاني
و لا أتوقف و لو شعرت بأنني سأنفجر ، أريح فمي قليلا للأعود و أتوجهـ الى المطبخ
و أكل ما تبقى من الأرز و لو باردا .
أصدقائي من جهتهم ما زالو كما كانو معي ، يساعدوني و يحبون رفقتي ، فأنا مرح و لدي قدرة ع اسعادهم ،
كانو لا يخرجون الى أي مكان لو لم أذهب معهم ، كنت أشعر بنفسي
و كأنني مهرج فهم يضحكون على أي شيء أفعله ، اذا أكلت يضحكون و اذا وقعت النظارة الطبية عن عيني أيضا يضحكون ،
و أكثر شيء يضحكهم كان عندما يأخذوني معهم لشراء الملابس لزوم السفر
فكانو يقعون على الأرض و دموعهم تتساقط من أعينهم على شكلي بالبنطلون أو بدله
و يطلبون مني أن أستدير ليزيدوا قهقهتهم و أنا واقف كالأبله
لا أستطيع أن أقول كلمه لهمـ كي لا أنغص عليهمـ ، أدخل غرفة تبديل الملابس ،
أضع يدي على الحائط و تغرق عيني بالدموع لكنني أخرج و كأن شيئا لم يكن
لأنهم سوف يحلفون بأغلط الأيمان بأنهم لن يمزحوا معي ثانية ،
و أخاف أنا مجددا من تركهمـ لي لأنني و ببساطه لا يوجد لدي أصدقااء غيرهمـ ،
و كانوا فعلا كرماء معي ولا يقبلون أن يتكلم أحد عني ولو كلمه واحدهـ ،
ثم أنهم يصحبوني معهم في سفارتهمـ و على حسابهم ، صحيح أنني أكون الحمال و مخلص المعاملات و الدليل و المترجم
لكن لا بأس فهمـ تقريبا يملكنني ، ليسوا هم فقط بل زوجاتهم و أبنائهم
فأنا أكون الحمار الذي يركبونهـ ليمشي بهم في الحوش أو المهـَرج الذي يضحكهمـ
و من شبه آباهـ فما ظلمـ ، اما نساءهم فيطلبون مني مراقبة أزواجهمـ و أعطائهم التقارير اليوميه ،
فكان هاتفي النقال يرن في أي ساعة يتأخر فيها أحدهم لأقول لها لأنه معي حتى لو كنت في سابع غفوهـ ،
وفي يوم كنت أيضا نائما لكنني أستيقضت على رن هاتفي ، في البداية عندما سمعت صوتها
اعتقدت بأنها واحده من زوجات أصدقائي الأني عادة لا انظر الى رقمـ
فأنساب صوتها الرقيق من السماعة الى قلبي قالت هل أنت نائم ؟
قلت كلا لكن عفوا من يتكلم ، قالت الست الشاب الذي أعطاني رقمه في الجمعية ؟
يا ليتني هو !
لكنني أجبتها أسف أختي لكنكي على ما يبدو غلطانه بالرقمـ قالت مستحيل أليس رقمك كذا ؟
و رددت رقم هاتفي فقلت نعم لكنني لم أكن هناك اليوم قالت لا تنكر ولا تخجل فلا بأس كل الشباب يوزعون أرقامهم على الفتيات
هيا كلمني عنك ماذا تفعل و هل تدرس أو تعمل ، و أماام أصرارها من جهة على أنني هو و ضعفي اماام صوتها من جهة اخرى
وجدت نفسي أكلمها و كأنني أعرفها منذ فترة طويلة لم أصمت ليتها تكلمت عن كل شي يخصني ،
كانت المرة الأولى التي أتكلم بها مع أحد عن نفسي ، ف بالعادة يتكلمون و انا اصغي اليهم و أحل مشاكلهمـ ،
لكن هذه المره كانت مختلفة جدا ، فأن اتكلم و غيري يصغي ، و الأهم بأنني كنت أكلم فتــاة للمرة الأولــى ،
كنت أتمنى دائما ان يرن هاتفي مثلهم و تكون المتصلة فتاة ، لذلك لم أعد كما كنت منذ تلك الليلة ،
أصبحت أسرح بخيالي بعيدا عنهم ، أفكر بذلك الصوت الذي أنتظر سماعه بفارغ الصبر ، كنت أشعر بهم يضحكون خلف ظهري لكنني
و للمرة الأولـى لم أهتم ، و كم كنت غبيا بعدم أهتمامي ، فبعد ان تعلقت بها و حلمت بلقائها و أصبحت كل حياتي ،
بعد أن أحببتها دون أن اراها خصوصا عندما قررت أن أكون صريحا معها و أخبرها عن شكلي و فقري
و أنني لا أملك سوى وظيفة بسيطة باحدى شركات صديقي و كان جوابها بأنها لا تهتم بكل بهذا ، طلبت رؤيتها و وافقت ،
أخبرت أصدقائي و كدت أطير من الفرحة ، اصطحبوني الى السوق لأبتاع ملابس و عطورا و ما الى هناك من أشياء ثم ذهبت الى الحلاق
و رتبت نفسي و أنطلقت الى موعدي في المركز التجاري لكي أراها من بعيد ، اتفقنا على اللقاء في نقطة معينة
لكنها قالت لي بأنها منقبة لكنني أحببت فقط أن أمر بقربها لا أكثر و حتى أدعها تراني حتى لا تندم ، فاتصلت بعد ان مررت بدقائق
و قالت قلت لك ان شكلك لا يهمني و أنا عند كلام ف تتقدم لخطبتي غدا و أنا سوف أكلم أهلي بالموضوع
شعرت بأنني أحلم فتلك السعادة التي أعيشها كثيرة علي ، كلمت أصدقائي ففرحوا و تمنوا لي التوفيق
و ذهبت في اليوم الثاني الى العنوان الذي أعطتني أياه لأفاجأ بها بتفتيح الباب تفضل والدي بأنتظارك
و عندما دخلت و جدت أصدقائي جالسين في الصالة و عندما رأوني ضحكو بطريقة هستيرية
و هم يشيرون علي وقفت كالأبله انظر اليهم لم أفهم ما يجري ،التفت لورائي لأجد زوجتي المستقبلية
فقلت لها ماذا يجري و ماذا يفعلون هنا هل تعرفينهم ؟ ، وضعت يدها على النقاب و خلعته لأجد بأنها صديق لنا كان يجيد تقليد الأصوات ،
نعم انها رجل كدت أقع أرضا من هول المفاجأة ، أسرعت بالخروج من المنزل و أنا أشعر بالأهانة و القهر همت على وجهي ،
الدموع تغطي وجنتي ، بكيت بحرقة أحلامي التي أنهارت ، و غبائي الذي سمح لي بالتفكير
بأنني أنسان له مشاعر و أحاسيس فأنـا مجرد نكره ..
أنأ مجرد مهرج لا يحق له ان يحزن ولا ان يحب ولا ان يكره .
ما زلت لا أكلم أحدا منهم لغاية الآن بالرغم من مرور عدة أشهر على تلك الحادثة
حاولو الأتصال بي لكني لا أرد على مكالماتهم ، اعتكفت بالمنزل
و عدت أجلس أمام التلفاز لأكل و أبكي بدموع صامتـه
‘
علمتني القصة بأن ليس كل ما تراه العين حقيقهـ
فليس كل مهرج الذي يضحك الأخرين يكون سعيداً
و تلك الألوان الزاهية التي تغطي وجهه يختبي خلفها ظلام داامس موحش
أحترامي لك أيها المهَـرج ~