تتقاذفنا الحياة مثل الريشة
في مهب الريح
ترفعنا مرةً وتهوي
بنا مرَّات.
في عالم المجهول عالم لا
يعلم المكتوب فيه
غير خالق الكون سبحانه مقدر الأقدار
تلعب بنا الدنيا وتتقاذفنا
الأقدار.
وتميل بنا ذات اليمين
وأخرى ذات الشمال
..
وتشتد الرياح العاتيةوتعلن
حربها القاسية على تلك
الأعصاب المجهدة المتعبة
من هموم الحيات ..
فتشن حربها الضروس
على ذلك المحجر ..
حيث تأوي حبيبتاه.الصفراء
الذهبية التي تنطلق مع
أول هبت ريح دون رحمة
أو شفقة مثل الرصاص
لتصل إلى ذلك الجسد
وتتلاعب به كيف تشاء
اااههه منك أيتها الريح
.
تكاد الأجفان الرقيقة أن تتمزق
من طرقات الهواء القوية ..
والرموش تتصارعمقاومة
تلك الطرقات ..
محاولة أن تبصر
..
حتى ولو كان الإبصار
مؤلم..ويجرح العين والقلب معا
وإن أبصرتماذا تبصر
وكيف تبصر وأنت ترفع
ذراعك حتى تحمي عينك
من الألم ..إذن لا يوجد
غير ظلام في ظلام
ظلام النفس المتعبة بالهموم
والظلام القادم من بعيد من
المجهول إذن ظلام ولا غير الظلام شيء
صراع في مهب الريح
يتخلله ..
عُلُوٌ و دنو: صعود وسقوط :
انخفاض وارتفاع ..
وما بينهما
..
يأتي الأمل ..
يهدهد أجساداً قد عصفت بها الريح
ويخفف عنها أحزانها وآلامها
..يشد من أزرها
يدنوا منها كدنو الأم الرؤم الحنون
..تتلمس بيدها الحنون :
الخضراء مواضع الألم
التي أقضت نوم وليدهاذلك
الصغير الذي تحمله في
اعيونها وتغطيه برموشها ..
فتضمه بين جناحيهاكطائر
الحمام عندما يحضن صغيرة ويحميه من ضربات الرياح القاسية..
مرددةً ..
همهمات وهمسات ونغمات
لا يفقهها إلا هذا الوليد ..
فتسكن روحه ويخف جرحه ..
ويبرد ألمه ..ويعود الهدوء
إلى نفسه المتعبة
ويستسلم لهدأة أنفاسها
ولمسات حنانها ..
قانعاً ..راضيا مردد إن الأمل يضئ
الحياة وينعش الأنفاس ..
حينها تتسلل قوة غريبة
إلى نفسه وقلبه وتجعله :..
يفتح عينيه
فتبصران أمراً غير
سواد تلك الريح
وحبات الرمال القاسية التي
تدمي القلوب قبل العيون..
إنها فسحة الأمل ..
وأحضان اليقين
وصدق الإيمان
والشعور بالرضاء..
ولولا فسحة الأمل ..لغدونا في
هذه الدنيا مفاليس
بلا هدف
ولكن تبقى الحياة فينا
ما بقي الأمل موجود..
بقلم
همس الزهور