يقول ربُّنا سبحانه وتعالى:
{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنين كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير}.
إن الايمان بالملائكة الكرام لا بد منه فقد عدّه رسول الله
من أهم الأمور ونحن نؤمن بوجودهم ولو لم نرهم،
إذ الآيات البينات والأحاديث الشريفة ناضحة بما يؤكد وجودهم وهم مخلوقات كريمة على الله،
أجسامهم نورانية أي من نور ليسوا كالبشر من طين ولا هم ذكور ولا إناث وليسوا كالجن من نار والله خلقهم لعبادته تعالى،
فهم لا يفتُرون عن عبادته ولا يسأمون ولا يملّون من الطاعة إذ عليها قد جبلوا،
يقول ربُّنا في سورة الأنبياء :
{ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون}.
وقال:
{لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}.
فهم ينفذون ما يأمرهم به ربُّنا تعالى ولا يحيدون عن أمره قيد أنملة وليس فيهم الشهوة التي ركبت في بني آدم ،
ولم تجعل فيهم الميول نحو الشر والفساد،
ولهم وظائف عديدة فمنهم المُوَكّل بالرياح أو النبات أو بقبض الأرواح أو بسؤال القبر أو بحفظ المؤمنين أو بكتابة ما يتلفظ به المرء،
وغيرها من الوظائف التي يُوكّلهم بها المولى عز وجلّ.
وأما صفتهم فإنهم كما قلنا أجسامٌ نورانية، لهم اجنحة،
وسيّدنا جبريل عليه السلام له ستُ مائةِ جناحٍ،
كلُّ جناح يسد ما بين المشرق والمغرب وكما أوردنا سابقا فالملائكة ليسوا اناثًا ولا ذكورًا،
انما قد يتشكلون بأشكال الرجال جميلي الشكل من دون آلة الذكورة