قد يفقدون كامل تركيزهم ما يؤثر في النتائج العلاجية عند المرضى
الأطباء المقيمون.. 36 ساعة عمل في الوردية الواحدة بدون راحة !
للنوم دور مهم في استعادة جميع أعضاء الجسم توازنها
للنوم دور مهم في استعادة جميع أعضاء الجسم توازنها. وللنوم دور مهم في الوقاية من كثير من الأمراض العضوية. ومن وظائف النوم الأساسية راحة المخ حتى يستطيع العمل بصورة كاملة ونقية. فقد أظهر الكثير من الأبحاث أهمية النوم لتحسين الذاكرة، والاستجابة السليمة والسريعة للتغيرات الخارجية، واتخاذ القرارات السليمة، وارتفاع مستوى التركيز. ومن لم ينم نوما جيدا أو من اضطر للسهر بسبب سفر أو ظرف طارئ فإنه بدون شك قد لاحظ تأثير نقص النوم على تركيزه وردة فعله وقدرته على استرجاع المعلومات. وهذه الأعراض تكون واضحة عند المرضى الذين يعانون من أمراض تمنعهم من الحصول على نوم جيد. لذلك اصبح من الضروري أن يحصل الجميع على نوم كاف للقدرة على العمل في اليوم التالي. وقد أنشئت في بعض الدول مثل الولايات المتحدة جهات مختصة في جميع المؤسسات الفيدرالية للتأكد من حصول الموظفين على ساعات نوم كافية وأن توزيع ساعات العمل لا يؤثر على نومهم وبالتالي على أدائهم الوظيفي. ويصبح هذا الأمر أكثر أهمية لبعض الفئات التي قد يتسبب نقص النوم لديها في نتائج كوارثية مثل الطيارين أو سائقي النقل العام والقطارات أو مراقبي الأجهزة المهمة. وتراقب الجهات المختصة في الدول المتقدمة الفئات العاملة التي تحتاج خلال عملها إلى تركيز دائم وتحرص على حصولهم على نوم مناسب. ففي العام الماضي لاحظ المراقبون في الولايات المتحدة ورود عدة تقارير تشير إلى نوم بعض منظمي حركة الملاحة الجوية خلال عملهم. لذلك تدخلت الجهات المختصة مباشرة للتأكد من حصول الموظفين على ساعات راحة أكثر بين ورديات عملهم حرصا على السلامة العامة.
ما سبق هو مقدمة لما أردت نقاشه اليوم. فهناك فئة مغفلة من الجهات المختصة ولكن الخطأ في أداء عملها لا يقل خطورة عن الفئات التي ذكرناها أعلاه. هذه الفئة هي العاملين في القطاع الصحي وبالذات الأطباء المقيمون تحت التدريب حيث يعملون لساعات متواصلة قد تتجاوز 36 ساعة في الوردية الواحدة بدون راحة خلال المناوبات. وقد تم ملاحظة ذلك في كثير من الدول، وعمل تنظيم لساعات العمل للحد من الأخطاء الطبية التي قد تنتج عن النقص الحاد في النوم الذي قد يتسبب في اتخاذ قرارات خاطئة. ففي الولايات المتحدة الأمريكية تم وضع قانون عام 2003 يحدد عدد ساعات عمل الأطباء بحيث لا تتجاوز 30 ساعة في الوردية الواحدة ولا تتعدى 80 ساعة في الأسبوع مما نتج عنه تحسن كبير في الخدمة المقدمة للمرضى ونتائج العلاج. ولكن البعض مازال يشكك في أهمية الالتزام بعدد ساعات العمل خلال الورديات بحجة أن ذلك قد يؤثر على سير العمل والخدمة المقدمة للمرضى والعملية التعليمية والتدريبية. وقد ظهرت الأسبوع الماضي نتائج دراسة حديثة أجريت في الولايات المتحدة درست تأثير الالتزام بحد أعلى لساعات العمل في الوردية وفي الأسبوع على النتائج العلاجية عند المرضى. وقد تناقلت الكثير من المواقع الطبية المختصة نتائج هذه الدراسة باهتمام. فقد قامت مجموعة من الباحثين في لوس أنجلوس (Los Angeles Biomedical Research Institute at Harbor- UCL A Medical Center (LA BioMed))
بمراجعة ملفات 2470 مريضا خضعوا لجراحة المرارة الإسعافية بواسطة المنظار نصفهم قبل تطبيق نظام تحديد ساعات العمل (قبل عام 2003) والنصف الآخر خضعوا للجراحة بعد تطبيق النظام. وقد وجد الباحثون أن نتائج الجراحة كانت أفضل بعد تطبيق تنظيم ساعات العمل. وقد عزا الباحثون هذا التحسن إلى تحسن اداء الجراحين بعد حصولهم على راحة أكثر.
لذلك لا بد على الجهات الصحية لدينا أن تضع تنظيما واضحا لساعات عمل العاملين في القطاعات الصحية وطول فترة الورديات والتأكد من التزام إدارات المستشفيات بتنفيذ التنظيم. لأن بعض الحالات الطبية الحرجة قد تحتاج إلى قرارات طبية سريعة وفاعلة. كما أن الاجراءات الطبية المختلفة من جراحة وغيرها تحتاج إلى تركيز كامل على مدار الساعة.
قد يفقدون كامل تركيزهم
بعض الحالات الطبية الحرجة قد تحتاج إلى قرارات طبية سريعة