بسم الله الرحمن الرحيم , بداية أتمنى أن يكون هذا المقال لحقوقهِ محفوظ , وكاتبه أخوكم عبدالله بن خدعان العبدلي , وأبدأ بقولهِ تعالى { إنه كان فريق من عبادي يقولون , ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنتَ خير الراحمين , فاتخذتموهم سخرياً , حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون , إنِّي جزيتهم اليوم بما صبروا أنَّهم همُ الفائزون } .
وقال تعالى { إنَّ الذين أجرموا كان من الذين آمنوا يضحكون , وإذا مروا بهم يتغامزون , واذ انطلقوا إلى أهلهم انطلقوا فكهين , وإذا رأوهم قالوا إنَّ هؤلاء لضالون , وما أرسلوا عليهم حافظين , فاليوم الذين آمنوا من الكفَّار يضحكون على الأرائك ينظرون , هل ثوَّب الكفَّارُ ما كانوا يفعلون } .
الضحك على أهل الخير وأهل الصلاح وأهل الطاعة معروف من لدن آدم , وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم شاع الأمر عند أهل النفاق { الذين يلمزون المطوعين في الصدقات } فكانت من صفات المنافقين الاستهزاء بأهل الطاعة وأهل الخير وبالنصوص الشرعية وبالآيات .
والآن أصبحت الجرأة عجيبة في الاستهزاء بأهل الدين والصلاح وعلى مرأى من العالم بحجة الحرية الخرفة , والحرية هي أن يقف الإنسان عند حده من غير تعدي ولا إسفاف .
المسلسلات التي تتعدى وتستهزئ بأهل الخير وبالدين وبالحجاب والسنن كانت تُعد وتُحصى , أم الآن فماذا نعد وماذا نحصي !
مسلسل أبو قتادة وأبو نبيل ومسلسل وطاش ما طاش وغيرهم من المسلسلات التي تعتمد وتقتات على الطعن في آيات الله والاستهزاء بها عياناً بياناً أمام الملأ , والمصيبة أنَّ المؤلفين والممثلين أسماؤهم تبدأ بعبدالله ومحمد وعبدالرحمن وغير ذلك ! فكلهم مسلمين !
هذه مجلة نيوزويك الأمريكية تُكرم مسلسل طاش ما طاش بعد الحرية العجيبة التي حققها في طعنه الصريح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال حلقاته الساقطة التي يقرر نصوصها من وحي الخيال ويحقق نتاجها بمقتضى رؤيته لا رؤية الطرف الآخر , فأهدتهم تلك المجلة الجائزة مقابل جرأتهم في هجومهم الصريح على أهل الدين في دولة التوحيد المملكة !
والآن مسلسل أبو نبيل وأبو قتادة يقوم بالاستهزاء على دوام الليالي الكريمة التي مضت , فكرسوا جهودهم في إسقاط المستقيمين وأهل الصلاح من أعين الناس وأنَهم مجرد دُمى يُحركون من غيرهم أو مجرد أصحاب مآرب منحطة ومقاصد وضيعة شخصية وهذا لعمري يذكرني بقولهِ { رمتني بدائها وانسلت } .
فأصبح الطعن في الدين ليس فيه غرابة ولا استغراب , فداومت تلك القنوات بمختلف مشاربها على الطعن بالدين والتعدي على آيات الرحمن , وفي شهره الكريم وفي زمانه الذي اصطفاه وفتَّح فيه أبواب الجنان !
ستُكتب شهادتهم ويُسألون , فأي شهادة ستكب , شهادة عظيمة , وهي شهادتهم بأنَّ اللحية وتقصير الإزار مجرد قناع يتقنع فيه المنافقين لأغراضهم , فيصدون الناس عن هذا الطريق من حيث لا يعلمون , فكأنَّهم يبينون للناس أنِ ابتعدوا عن هذا الطريق الذي هو نفاق محض !
فهم يصدون عن سبيل الله بغير علم ولا هدى ولا كتابٍ منير , وماجزاء من يفعل ذلك منهم إلا خزي في الحياة ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب , وما الله بغافل عما يعلمون !
القضية ليست بسيطة , فالله صرَّح بكفر نفر من الناس كانوا يقولون { إنما كنا نخوض ونلعب } , فقال تعالى { قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم }
المسألة عظيمة , فهذا استهزاء صريح بالسنن وبآيات الله نراه في حلقات طاش ما طاش وأبو قتادة , فبالأمس يستهزؤون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال طاش ماطاش , وجعلوا من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جريمة ومؤدية إلى القتل وجعلوا منها مصيبة وطامة ويجب التخلص من منها , ولم يعلموا أولئك أنَّ الله كرمنا على سائر الأمم وعلى اليهود خاصة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلنا يحفظ الآية , واليهود كما يقولو تعالى { كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه} .
فهم يصدون عن سبيل لا شك ولا مِراء في ذلك , بل هم قدموا للنصارى واليهود خدمة عظيمة في أن يُطعن بالدين من أبناء جلدتنا وممن يستقبلون قبلتنا , وهذا أشد وأنكى من عدو كافر يكتب مقالة يشتم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يتكلم عن المسلمات بأنَّهنَّ كالغراب الأعرج في لبسهنَّ , فالمسلمين أصحاب المسلسلات بتقنياتهم صدوا عن سبيل الله وشاقوا قول رسوله صلى الله عليه وسلم بمسلسلاتهم التي هي من صنعهم وبمحض خيالهم ونتائجها إلى فكرهم يعود .
لذلك يجب وقف هذه المهزلة الخرقاء , ووالله ما كتبت سواداً ببياض إلا غيرة على أهل الخير وعلى الملة , وكلنا أصحاب غيرة , وفي آخر المطاف أكرر بيتاً كنت دائم تكراره :
الدين أصبح عندهم رجعية && والكفرُ أصبحَ في الحياةِ تقدما
كاتب المقال / عبدالله بن خدعان العبدلي
منقول