النوم أثناء القيادة أمر مُهلك
الإجهاد سبب مهم في الحوادث المرورية
القيادة مع مغالبة النعاس شعور يعرفه كل سائقي السيارات، وهي تشكل خطورة تبلغ أقصاها على المسافات الممتدة الطويلة من الطرق السريعة حينما يقل التركيز وتشتد الحاجة إلى راحة. وهذا قد يؤدي غالبا بالسائق إلى النوم أثناء القيادة وهو وضع قد يسفر عن عواقب مهلكة. والحقيقة أن كثيرا من حوادث الطرق التي تقع كل عام ينجم عن التعب.
تحول هذا الأمر إلى مشكلة كبيرة حدت بشركات صناعة السيارات إلى ابتكار تقنية جديدة تنبه السائقين عندما تخفق رؤوسهم أثناء القيادة. ومسألة النوم أثناء القيادة تقف وراء 25 في المائة من حوادث الموت في ألمانيا حسبما جاء في دراسة لمعهد التأمين الألماني.
وتظهر الخطورة بشكل خاص عند القيادة على الطرق السريعة الألمانية حيث تزيد المسافات الطويلة المستقيمة من احتمال النعاس.
ويعتقد خبراء مثل فولكر هارجوت أخصائي الطب النفسي في مركز علوم النقل في جامعة فورتسبورج أن 20-25 في المائة من جميع الحوادث الخطرة تنجم عن الإجهاد.
ويضيف فيرنر سويرهوفر من المجلس الألماني للسلامة على الطرق "الإجهاد سبب مهم في الحوادث المرورية لكن الرقم قد يكون أكبر من المتصور لعدم وجود إحصاءات موثوقة".
وليس هذا بالأمر المفاجيء إذ نادرا ما يجد المرء سائقا يعترف بأن رأسه أخفقت من النعاس وقت القيادة.
وتعكف شركات صناعة السيارات فعليا على اختبار وسائل لمكافحة حالة عدم التيقظ والنعاس التي يمر بها سائقو السيارات على الطرق.
ومن الشركات الرائدة في هذا المجال شركة صناعة السيارات السويدية فولفو التي طورت نظاما لمراقبة يقظة السائق "دي إيه سي".
يقول أولاف ميدت وهو متحدث باسم فولفو ألمانيا ""النظام " يشمل أساسا كاميرا تعرض ما يجري أمام المركبة". تسجل الكامير نمط القيادة لدى السائق فإذا كان في حالة يقظة وتركيز فإنه يقود عادة بشكل مستقيم وواضح. وهو ما يتغير بمجرد أن يصيبه التعب أو يتشتت انتباهه.
في بداية الرحلة يجد السائق "بيانا كاملا" يظهر على مخطط مقطع رقمي على لوحة العدادات. وإذا قاد سيارته بطريقة مستهترة فإن المقطع يصغر إلى أن يقرر نظام الـ/دي إيه سي/ أنه كفى ما كفى.
وما إن يحدث هذا حتى يطلق النظام إنذارا صوتيا ويظهر رمز قدح القهوة على مخطط لوحة العدادات. ويقول ميدت "قدح القهوة هو رمز معترف به دوليا يشير إلى ضرورة أخذ راحة".
ونفس الفكرة ولكن بشكل مختلف يقدمها نظام مراقبة السائق الذي طبقته تويوتا في طرازات سيارتها الفخمة ليكزس إل إس. يقول كارستن ريمان وهو متحدث باسم ليكزس في مدينة كولونيا "يأخذ الأمر شكل كاميرا بالأشعة تحت الحمراء في وحدة التحكم بعجلة القيادة".
والكاميرا تراقب الوضع المواجهي للسائق اليقظ وتسجل ملاحظة إذا لم يكن معتدلا في جلسته منتبها للطريق أمامه فترة محددة من الوقت.
وما إن يحدث هذا حتى يعمل النظام على كبح السيارة بشكل طفيف لكي يرتج السائق ويفيق من سهوه وتأمله الحالم.
وتعتزم مرسيدس إدخال تقنية مشابهة تسمى مساعد التنبيه في طرازيها الجديدين إس و إي كلاس اللذين سيظهر أول إنتاج منهما هذا العام.
يستخدم النظام جهاز استشعار يرسم صورة لحالة السائق خلال الدقائق الأولى في رحلته. وإذا ما تغيرت صورة القيادة بسبب الإجهاد أو تشتت الانتباه فإن النظام يلفت انتباه السائق بإشارة صوتية.
كما تومض رسالة على لوحة العدادات تقول "مساعد التنبيه - توقف!". وبالنسبة لمن لا يستطيعون شراء سيارة غالية بها جهاز تنبيه إلى الإجهاد فإن هناك أيضا طريقة تقليدية قديمة جيدة للتعرف على بدايات النعاس.
يقول ألموت شوينرمارك وهو طبيب يعمل في نادي السيارات الألماني "آداك" "حرقان العين أو شعور المرء بالحاجة إلى حك عينيه أو التثاؤب هي أعراض نمطية للتعب".
ومن المؤشرات الأخرى الارتعاش أو الفشل في تذكر الكيلومترات القليلة الأخيرة من الرحلة. وحينما يحدث هذا يكون من الواضح أن السائق متعب وعليه أن يأخذ راحة.