الجزء الاول (1)
و حُكي ... يرحمك اللّه ... أنّ أبي الهيجاء و العبد ميمون و أبي الهيلوج مشهورين و قصتهم معروفه، و حكايتها هي أن الشيخ النّاصر لدين اللّه قال: كان فيما مضى قبلكم من سالف الأزمان و قديم العصر و الأوان ملك عظيم السلطان كثير الجنود، و كان له سبع بنات بارعات في الحسن و الجمال و البهاء و الكمال و الدّلال، و سبعة على رؤوس بعضهم بعضاً ليس بينهن ذكر؛ خطبهن ملوك الزمان فأبين أن يتزوجن و كنّ يلبسن ملابس الرجال و يركبن على الخيول الموسومه و يتبارزن بالسيوف و يقاتلن الرجال في ميدان الحرب و كان لكلّ واحده منهن قصر عظيم و خدام و عبيد قائمون بأمور القصر في كل ما يحتجن اليه من أكل و شرب و غير ذلك، فاذا أتى خطيب إلى أبيهن يبعث اليهن و يشاورهن، فيقلن هذا لا يكن أبداً، فأخذ الناس يتكلمون في أعراضهن، فبعض الناس يقول فيهنّ الخير و بعضهم يقول فيهنّ الشر و ذلك مدة من الزمان، و لكن لم يطلع أحد على أخبارهن إلى أن توفي أبوهنّ فأستولت البنت الكبيره على الملك و كان إسمها فوتر و إسم الثانية سلطانة الأقمار و الثالثة البديعه و الرابعة ورده و الخامسة محموده و السادسة الكامله و السابعة الزهره و هي أصغرهن و أرجحهن عقلاً و أوفقهن رأياً و كانت مولعةً بالصيد فبينما هي يوما في صيدها و قنصها إذْ إلتقت في طريقها بفارس و معه عشرون مملوكاً فسلم فردت عليه السلام امرأه ثم أتى لبعض عبيدها و استخبرهم فأخبروه بالقضيه كلها فسار معها فسمع كلامها و هي ضاربة النقاب؛ فقال : ليت شعري من يكن هذا ؟ أهو رجل أو امرأة ؟، إلى أن أتى فصل الغداء