بسم الله الرحمن الحيم
رمضان شهر القرآن
الحمد لله الذي أنعم علي هذه الأمة بالقرآن الكريم المعجزة الربانية التي أعطاها ربنا لنبينا محمد صلي الله عليه وسلم فصارت معجزة له علي مر الأزمان وتتابع الأيام تحدي الله به الثقلين أن يأتوا بمثله أو عشر سور منه أو حتي أقصر سورة من سوره العظام فعجزوا بل وأذعنوا له بالفصاحة والبيان حتي قال قائلهم إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وما هو بقول بشر وإنه ليعلوا ولا يعلا عليه ..
وصفه المتكلم به وهو الخالق سبحانه بقوله (( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد)) وقال فيه أيضا (( قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون))
ووصفه من أنزل عليه وهو سيدنا وإمامنا محمد صلي الله عليه وسلم بقوله (( هو حبل الله المتين من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن دعا به هدي واهتدي ))
ولنا مع القرآن الكريم حديث سنقسمه إلي عدة لقاءات نغوص فيها مع درر القرآن الكريم ومع أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته .
وسيكون لقاءنا الأول بمشيئة الله عن تنزلات القرآن الكريم وكيفية الجمع بين كونه أنزل علي النبي صلي الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة مدة بعثته عليه السلام وكونه أنزل في ليلة القدر
فمن المعلوم عند أهل السنة والجماعة أن الله تعالي أنزل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلي بيت العزة في السماء الدنيا جملة واحد في ليلة القدر مصداقا لقوله تعالي (( إنا أنزلناه في ليلة القدر)) وقوله (( إنا أنزلناه في ليلة مباركة)) وكما جاء في حديث ابن عباس عند الطبري والنسائي والحاكم والبيهقي قال ( أنزل القرآن إلي السماء الدنيا في ليلة القدر)) ليكون بذلك موافقا لسنة الله تعالي في إنزال الكتب السماوية فكما أنزل التوارة علي موسي والانجيل علي عيسي جملة واحدة وردا به علي أهل مكة الذين قالوا لرسولنا الكريم (( لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة)
وإلي اللقاء القادم مع التنزل الثاني من تنزلات القرآن الكريم
وصلي اللهم وسلم وبارك علي عبده ورسوله محمد وعلي أهله وصحبه وسلم