أكثر ما يغيضني في تلك البرامج الجريئه التي تبثها القنوات الفضائيه هي تلك التناقضات التي ترميها
علينا بين الحين والآخر كل فنانه ومطربه تم جلبها لتكون وجبه دسمه للمشاهد القصد من إستدعائها
هو إثارتها ببعض المواجهات والإدعاءات في الوقت الذي تتغلب عليهم فيه بجلستها ولبسها المثير .
خرجت علينا إحدى المطربات في أحد البرامج الجديده المستحدثه التي لم أفهم حتى الآن الهدف منه
ولا حتى مضمونه , فهو لا يخدم المشاهد في أي شيء سوى في إستهلاك سعرات حراريه من جراء
إنحراق الآهات الخارجه عن طوره , فالضيفه المتغنجه فهمت إسم البرنامج بشكل خاطيء فقد كشفت
عن المستخبي في لحظة( قياس) مفاجأه لينفجر البارود في وجه المشاهد ويصبح الصندوق الأسود
عفواً الفستان الأسود هي من يبحث عنه المخرج لمعرفة تفاصيل الحدث وأسباب غرق الجمهور في
الصياح , أيضاً شاهدت في إحدى الحلقات لقاء مع ( راقصه) على سن ورمح كانت تتربع أمام المذيع
وهي تزهو بشكل راقص ولباس ناقص وتدعي أن التمايل امام الناس ( الغلبانين والمليانين) مهنة
شريفه و ( اكل عيش) ونسيت او تناست أن الحره تموت ولا ( ترقص ) بثديها , وكيف تدعي أيضاً أنها
من ( عيله محترمه وتخاف ربنا ) وهي تترك الألسن تتدلى من طريقة اللبس من غير هدوم واللحم
المفروم !!؟؟
وبالأمس القريب أيضاً تربعت في نفس مكانها مطربه كانت سبباً رئيساً لإرتفاع مؤشر سوق
( المصاصات) ذلك أنها(على حد زعمها) مازالت تعيش طفولتها ولا تريد ان تتخلى عنها إلا بمزاجها
وكنت وقتها أترك لناظري حرية التجول بالإستديو بحثاً عن وسيلة قدومها لأنني جزمت يقيناً أنها
حظرت عن طريق وسيلة المواصلات الطفوليه المفضله ( المشايه) وربطتها طفلة زمانها في أحد
أركان الإستديو كما توقعت فقد تناقضت تلك الفنانه حينما قالت في إجابتها أن حركاتها وكليباتها ليست
فاضحه حتى ملابسها لم تكن( متعديه الحدوود) وإنها بكل بساطه عكست طبيعتها و(برائتها) ذلك أنها
برأيي لا ترغب لا هي ولا مدير أعمالها أن تخرج هي وفديو (كلبها) بالمظهر المعقول والمتحشم لأن
هذا الشيء في نظرهم لن يخدم العرض والمشاهدين الذين يرون أن أغلبيتهم أصبحوا من النوع الذي
يشاهدون بشغف أكثر من إهتمامهم بالإستماع كذلك المخرجون يريدون ببذائة عرضهم أن يتركوا
المشاهد( يروح وطي ) بعد أن يثقلوا بوطأتهم على لقطات متواطأ عليها من قبل , وهنا لو سلمنا أن
المشاهد أصبح ( في خبر كان ) وأن الفن بكل أنواعه هبط إلى أدنى درجاته وأصابتنا أسهمه في مقتل
فما هو ذنب الطفل البريء حينما يكون ضحيه لما يحدث من فوضى وعلى ( عينك يا تاجر)؟ لماذا
يقحمون براءته في أمورهم الخادشه للحياء ؟ لماذا نضطهد براءته ونتركها تترنح في مشاهد موجعه
لا تمت للبراءه بصله ؟ لماذا نرميه في وجه الحدث البائس ونطلب منه أن يردد مع الفنانه الهابطه
إحدى أغنياتها ؟ لماذا نرمي الطفل بين جموع ساقطه متراقصه ليقوم بنفس عملهم المشين بين
المعازف والرنين ؟ ولماذا أصبحت أغلب البرامج التي إدعت أنها خاصة بالطفل لا تقدم سوى
مسلسلات كرتونيه هابطه تؤثر سلبياً في سلوكه وتعامله وملبسه بين لقطات غراميه وسرقات حراميه
ومابين حركات ( أكشنيه) يطبقها بعد نهاية العرض في ( الديوانيه) وعلى أحد إخوانه والمشاهد
الواقعيه كثيره . والادهى وبعد كل هذا أتت القشه التي قصمت ظهر الطفل وأصبحت في طريقها للتجاوز
والتمادي حينما صرحت الفنانه الهابطه الذكر أنها تريد تربية الأطفال على طريقتها البذيئه ليكون
خريج مدرستها الشيطانيه تحت إسم جيل ... حيث أنها لم تجد من يمانع في رمي طفل بين يديها
وناظريها لتعيلمه بعضاً من سلومها و ( سهومها)