عندما يحل المساء .. أذهب مسرعاً و أدخل لغرفتي الصغيرة .. كالعاده .. لكي أعيش بضع سويعات مع قلمي البسيط .. تاره أشكي له .. تاره يشكي لي .. ولكن في هذا المساء .. وجدت قلمي مختلف كلياً عن الأيام السابقه .. وكأنه يحضر لي شيئاً غريباً .. ذهبت ألية ووجدته قلم لا يريد الحراك .. لا يريد السير .. لا يريد الكتابة .. فقلت لنفسي .. لعلئ بروده الطقس .. هي السبب في ذالك الصمت الرهيب .. جلست أترقب حراكه من بعيد .. لعلئ ينهض مجدداً .. لكي يعود ويكتب .. لكي يخط خط صراحتي .. مرت الدقائق سريعاً .. ولم أشاهد من قلمي الا أبتسامه (( ساخرة )) ... مرت الساعات الواحده تلوا الأخرى ووجدت عيني اليمنى قد أحمرت وعيني اليسرى قد ماتت من الغرق .... !!!
عندما كان نصفي الاول نائماً ونصفي الأخر مستيقظاً ..
سرحت في عالم غريب ولكنه ليس ببعيد ..
وجدت نفسي أمام مسرح كبير ...
وقد كتب على بوابة المسرح /
......... (( مسرح الحرامي الحر )) ......
في يومالثلاثاءالموافق25 يناير 2012 ...
صحيت مبكراً و الفرحه تملئ وجهي ... ليس عاده أصحوا من النوم فرحاً بهذا الشكل .. ولكن هذا اليوم بالذات و مع كل شهر .. يكون جميلاً و رائعاً ويمثل لي هذا اليوم وبكل صراحه : ( طوق نجاه ) أو ( فرحه حياه ) .. ذهبت و الأبتسامة تملئ وجهي ... ركبت سيارتي الصغيرة و أنطلقت مسرعاً ... ومن شده الفرحه لم أنتبه لسيارات ساهر واذا نوراً يكبس على عيناي حتى خفت حينها أنني قد فقد بصري ... تعديت ساهر و حال لساني يقول ( الى متى و فلوسي أسيرك ) ........ !!!!
ذهبت الى أقرب صرافة ... وكانت جميع الصرافت مزدحمة ... فأبتسمت ... لم أعرف الى كتابة هذا المقال ماهو سبب تلك الأبتسامة .. هل هي أبتسامة فرح أم هي أبتسامة قهر ....... !!!!
صرفت من صرافتي بعد طول أنتظار ولكن أكون صادق معكم ... كنت صبوراً حينها ولعلئ الزمن علمني كيف أكون صبوراً و أتحمل ملل الأنتظار ....... !!!!
ركبت سيارتي و أنطلقت عبر شوارع المدينة والتي كانت ومازالت شوارع نظيفة وشوارع لا زحمه فيها وتجد السيارات تسير من غير توقف و تجد كيف الطرق أصبحت بلا مطبات وبلا عثرات وكله هذا راجع الى أمانة المسئوالين و من تحتهم من ناس تخاف الله وتعمل للمواطن بكل جهد ومثابره ومن دون تقصير أو حتى الدخول في نظام ( أقطعني و أقطعك ) ........ !!!
بعد أكثر من ساعة في شوارع المدينة وصلت لعملي ... وصلت و ذراع سيارتي يصيح ( أرحمني يا شيخ ) .... بعد نزولي من سيارتي الصغيرة ... تذكرت أنني لم أقفلها جيداً .. فعدت مسرعاً و أقفلتها مره ومرتين وثلاث و تأكدت حينها بشكل قاطع أنها تقفلت ... طبعاً خائف من بعض أخوائننا الصالحيين ... !!!!
مرت الساعات ببئط في العمل .. لا أعلم هل السبب أن السوالف خلصت مابيني وبين زملائي بالعمل أم أن صبغة العمل لم تتغير و أصبح العمل لا يطاق .. أم أنني أعمل وفكري مشغول في أمور خارجية ومنها ... كيف أجمع مهر الزواج .. كيف أسدد أقساط سيارتي .. كيف وكيف وكيف .......... !!!!
في تمام الساعة الثانية بعد الظهر ... خرجت من العمل وكالعاده تؤجهت الى أقرب بخاري رز ... برغم أني أكل كثيراً الا أن وزني لم يزداد ولا ينقص ... ممكن الحالة النفسية لها دور بذالك ... خرجت من المطعم البخاري و معي حبة بخاري على كيف كيفك ... وتؤجهت مسرعاً الى سوبرماركت في الحي ... ولكن هذه المره سرعه بحذر من ساهر أبو نور أجنان ... دخلت السوبر ماركت و شريت بعض الأغراض ومن دون شك شريت كعادتي جرائد ... لم تمضي عشر دقائق الا أنني في غرفتي الصغيرة والغداء أمامي والجرائد كالعاده هي سفرتي ... !!!! ... تستغرب ( صح ) يا عزيزي أنها ( سفرتي ) ... كل يوم أدفع ريالين لجريدة ( .؟؟؟؟. ) ولم أستفيد منها شيئاً .. نفس الكلام ونفس الأفكار ونفس الأحلام و نفس الأنهيار ونفس .......الخ ..... لم أجد منها فائده غير أنها تكون في النهاية ( سفرتي الغبيه ) ........... !!!
مرت ساعه ساعتين ثلاث ساعات أربع ساعات .. وأنا أمام مسرح كبير ... لست الوحيد الذي ينتظر ... فهناك الكثير من معي ينتظر ... طبعاً لم أحزن ولم أتظايق .. فقد أخذت خبره في هذا الأنتظار المميت ... فقد تعلمت كل هذا الصبر عند التقديم على أي وظيفة وكيف أصف مع الالوف من الناس لكي نستلم ورقة نمؤذج وظيفة ... !!!! ... في النهاية تم دخولي الى هذا المسرح الكبير ولكن بعد مادفعت 20 ريالاً ... وبعد ما شربت 30 علبة ماي ... دخلت الى المسرح الكبير وفرحتي بلا شك كبيرة ... دخلت وعيناي تراقب المسرح الكبير وكيف الى الأن مازال ( حياً ) ... دخلت أتجول في أرجاء المسرح برغم كل ممر أمر فية هناك نقاط تفتيش ( تطفيشية ) ولكن مع كذا هذا ( وسيع صدر ) و كنت أتقبل أي حاجه برحابة صدر ... تجولت في أرجاء المسرح ووجدت مسرحاً قد ( شاخ ) و أصبح مهدد للسقوط في أقرب وقت ... !!!!!!
ذهبت و حال لساني يقول ( يا دكتور ... الشيخ شاخ .. و مايفيد معه أيه تجميل... خلك عن يادكتور الاصباغ ... ... هات للساحه بسرعه شيخ بديل ) ... !!!!
ذهبت الى مقعد الجلوس ولم أجد مقعدي والسبب أن شروط الدخول يقول ( من سبق لبق ياحبيبي ) ... تقبلت هذا الشرط ( غصباً عني ) وذهبت الى كرسيً بعيدً عن المشهد في هذا المسرح الكبير ... جلست هناك وعيناي تراقب الموقف ... مرت الدقائق الممله بسرعه البرق ... و لا أعلم ما سبب هذا الممل المفاجئ .. هل بسبب المواد المقدمه بالمسرح الكبير أو من شي أخر .......... !!!!
خرجت من المسرح الكبير بعد سويعات طويلة مع التعب والملل والطفش والفرح الكذابي .... !!! ... خرجت وركبت سيارتي و أنطلقت مسرعاً الى أقرب مخرج والسبب أن المخارج كلها تتكلم ( زحمه ياحبيبي زحمه ) .... !!!!
في الطريق كنت أتسئال مع نفسي ... وكنت أقول لنفسي ... لماذا ندفع 20 ريالً على مواد غير جيدة وعلى أشياء عادية جداً ....؟ لماذا ندفع مالاً ولا نجد مكاناً نظيفاً و محترماً و غير أستفزازياً ... حتى بالمسرح نبقى فية لفترة طويلة ونحن صائمين عن الأكل .... !!!!
أسئل نفسي سؤال عريض ................
كل مشجع يدفع 20 ريال .... مع هذا نجد مسرح مهدد للسقوط بأي وقت و خدمات صفر بل صفرين على الشمال ..... لماذا ... !!!!
في المسرح الكبير .. عاده يحضر أكثر من 4500 االالف مشاهد ... !!!
يعني ( 4500 الالف مشاهد ) ... يدفع كل مشاهد 20 ريال ... النهاية تكون الحسبه ( 90000 ريال ) ....
لو نضرب هذا المبلغ عشر مرات على سبيل المثال ... سوف يطلع المبلغ ( 9.00000 ) ........ !!!! ...... الرقم كبير جداً ولكن ياترى أين تذهب تلك الأموال ............ !!!!!
منذو أكثر من عشرين عاماً و جميع المسارح كما هي لم تتغير ................. !!!!
منذو سنوات و المسئوالين يتأخروا في تسليم ما عليهم من أموال ......... !!!!!
المال موجود و أكثر من يجلب المال هم المشاهدين ولكن الى الأن لم يصرف المال بالشكل الصحيح ولم نعلم ماهي الأسباب بكل ذالك ......... !!!
المشاهد يدفع و يصنع و يرفع من قوه مسارحنا ... وفي الجانب الأخر ... هناك من يسرق و يغرق و يحرق من ثمر مسارحنا .... !!!!
فجأة .. وجدت نفسي أمام لوحه كبيرة أمامي تقول : ( مسرح الحرامي الحر ) ...
فقلت .. أي حرامي .. أي مسرح يتحدث ..
أخاف أنه سمع كلامي .. حسب أنني هنا أعبث ..
. فخفت على أعظامي .. وووووو طوط وط وط وط .......... !!!!
......... مازال طوط الى الأن يوطوط ........
مازال المسرح الحرامي حراً ... حراً ... حراً ........................ !!!!
بقلم فيحان العتيبي ( كاتب البسطاء )