السلسة الثانية من :-
البداية على طريق النهاية .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد
التقوى
قال تعالى : ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله )
وقال تعالى : ( يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما )
قال ابن كثير – رحمه الله - : إذا كان الله يأمر عبده ورسوله بهذا فلأن يأمر من دونه بذلك بطريق الأولى والأحرى .
إن التقوى كما قال الفقهاء : هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بفعل الواجبات وترك المحرمات ... )
وعن عطاء بن أبي ر باح عن أبيه قال : قال كعب الأحبار :-
والذي فلق البحر لبني إسرائيل إني لأجد في التوراة مكتوباً : يا ابن ادم , اتق ربك وصل رحمك , وبرّ والديك يمدّلك في عمرك , وييسر لك يسرك ويصرف عنك عسرك .
قيل لأبي هريرة – رضي الله عنه –
ما التقوى ؟ فقال : أجزت في أرض فيها شوك ؟ قال : نعم قال : كيف كنت تصنع ؟ فقال كنت أتوقّى , قال : فتوقّ الخطايا .
وقال الشاعر :
عليك بتقوى الله في كل مرةٍ
تجد غبها يوم الحساب المطوّل
ألا إن تقوى الله خير بغيةٍ
وأفضل زاد الظاعن المتحملِ
ولا خير في طول الحياة وعيشها
إذا أنت منها بالتقى لم ترحلِ
. . .
قال تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا )
قال ابن كثير : أي يسهل له أمره وييسره عليه ويجعل له فرجاً قريباً ومخرجاً عاجلاً .
وقال تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب )
قال : أي من يتق الله فيما أمره به وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب
أي من جهة لا تخطر بباله .
والتقوى سبب لتحصيل العلم
قال تعالى : ( واتقوا الله ويعلمكم الله )
والتقوى سبب لصلاح العمل ومغفرة الذنوب
قال تعالى : (يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما ً )
قال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - ( المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالستهم زيادةً )
وقال تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم )
قال ابن القيم – رحمه الله – ( ضمن لهم سبحانه بالتقوى ثلاثة أمور .
أولاً : أعطاهم نصيبين من رحمته نصيباً في الدنيا ونصيباً في الآخرة .
فيصير نصيبين
ثانياً: أعطاهم نوراً يمشون به في الظلمات .
ثالثاً : مغفرة ذنوبهم وهذا غاية التيسير . )
فقد جعل الله سبحانه التقوى سبباً لكل يسر
وترك التقوى سبباً لكل عسر .
هذا ما أحببت أن أقول وصلى الله وسلم على نبينا محمد ...