أمعني النظر جيداً..
حدقي في كل مكان..
إبحثي عنه خلف تلك الأشياء المرئية..!
هل ترينه..؟!
أرهفي السمع ملياً..
لا تنشغلي بصوت الوقت..!
ثمة صوت لا رتابة فيه..
هل تسمعينه..؟!
أمسكي بجناح النسيم عندما يعبر..
ودعيه يرفرف بالجناح الآخر..!
هل تشمينه..؟!
في ليالي الصيف..
هل سألتي نفسك :
لماذا لا أشكو من أرق الحر الشديد..؟!
وأنام مثل الطفل الوليد..؟!
وفي ليالي الشتاء..
عندما ينزاح عنكِ الغطاء..
هل فكرتي :
لماذا لا أستيقظ من البرد..؟!
لماذا أبقى دافئة..؟!
وعندما تسلكين الدروب الموحشة
وتلمحين أطياف الذئاب الجائعة :
ما الذي يمنع تسلل الخوف إلى قلبكِ..؟!
ما الذي يبقيكِ آمنة..؟!
ما الذي يجعل الغد مشرقاً..؟!
والليل مقمراً..؟!
والطيران ممكناً..؟!
هو حبي يا سيدتي..!
هالة من نور تحفكِ بالأمان وتغمركِ بالدفء..
وترسم إطلالة الشروق على الدوام في مرأى مقلتيكِ..
هو المرج الذي ترينه وتسمعين صوت الريح يعزف على أوتار عشبه ويحمل إليكِ رائحة زهوره..!
هو الحيوية التي تملؤكِ في الصباح..
والطمأنينة التي تغمركِ في عتمة الليل..
فتمهلي قبل إتخاذ القرار..
لا تنظرى إلى ساعتكِ..
لا تستعجلي المشيب..!
لا تجهضي الأحلام..
لا تنعتيها بالسراب..
لا تديري الدفة نحو اليابسة..
وواصلي الإبحار..!