رفض النجم مايكل بالاك دعوة لارتداء شارة قيادة المنتخب الألماني لكرة القدم للمرة الأخيرة، في المباراة الودية المقررة أمام المنتخب البرازيلي اليوم الأربعاء، مع خوف القائد السابق للمنتخب الألماني من عدم الحصول على نهاية لائقة لمشواره الكروي وعلى مستوى الأندية أيضا.
وبعد إبقاء مايكل بالاك لأكثر من ساعة على مقعد البدلاء في مباراة فريقه باير ليفركوزن أمام دينامو دريسدن في كأس ألمانيا وعدم إشراكه طوال المباراة الأولى للفريق في الموسم الجديد للدوري الألماني (بوندسليجا) أمام ماينز، يبدو أنه لم يعد له مكان بليفركوزن.
واقترح أسطورة الكرة الألماني فرانز بيكنباور، الملقب باسم "القيصر"، يوم الأحد الماضي أن يعتزل بالاك /34 عاما/ اللعب نهائيا، بينما رفض يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني أمس الثلاثاء مناقشة هذا الأمر مجددا.
وصرح بيكنباور لشبكة "سكاي" التليفزيونية قائلا "يجب كتابة نهاية لائقة (لمشوار بالاك). فاليوم أصبحت كرة القدم مختلفة. الأندية تحاول أن تحاكي برشلونة. وهو (بالاك) صانع ألعاب يريد الحصول على الكرة ولعب تمريرات طويلة. لكنه ليس لائقا لكرة القدم الحالية بتمريراتها القصيرة".
وقال لوف "قدمنا له عرضا شرفيا. والآن الوضع مختلف. وليس لدينا شيئا آخر نقوله بهذا الشأن".
والتزم بالاك الصمت على مدار الأيام القليلة الماضية بشأن موقفه من المنتخب الألماني الذي لعب ضمن صفوفه في 98 مباراة، قبل أن يتأزم موقفه خلال الشهور ال15 الماضية.
وبدأ تدهور الأمور بالنسبة لبالاك في 15 أيار/مايو 2010 عندما تعرض اللاعب لإصابة في الكاحل إثر التحام قوي مع كيفن-برينس بواتينج خلال المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي مع تشيلسي، وهي الإصابة التي حرمته من المشاركة في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وجاءت إصابة بالاك بمثاب صدمة قوية للأوساط الكروية في ألمانيا حيث لم يكن أحد يتخيل أن يقدم المنتخب الألماني عروضا جيدة في جنوب أفريقيا بدون القائد بالاك.
والجدير بالذكر أن شبكة "إيه.آر.دي" التليفزيونية الألمانية بثت حلقة خاصة عن بالاك في برنامج يتناول الكوارث الطبيعية أو الأعمال الإرهابية والأحداث الكبيرة الأخرى.
ولكن خلال كأس العالم، تقلصت أهمية بالاك سواء داخل الملعب أو خارجه.
ويبدو أن اليأس بدأ السيطرة عليه عندما زار المنتخب الألماني وحضر المباراة التي فاز فيها الفريق على نظيره الأرجنتيني 4/صفر في دور الثمانية بكأس العالم ، قبل أن يحرز الفريق المركز الثالث في البطولة.
وظل بالاك بعدها القائد الرسمي للمنتخب رغم استمرار غيابه وتزايد المعارضة على قيادته للفريق، وهو ما ظهر بالفعل في عام 2009 عندما تعرض لصفعة على الوجه من قبل لوكاس بودولسكي خلال إحدى المباريات بسبب خلاف حول التكتيكات.
وبعدها لعب بالاك مع ليفركوزن ولكن انتهاء مشواره مع المنتخب الألماني جاء من خلال حرب كلمات في شهر حزيران/يونيو.
وأعلن لوف أن بالاك أخفق في تلبية الدعوات، وأوضح أنه أبلغ اللاعب في آذار/مارس بأن مهمته مع المنتخب الألماني انتهت، رغم أنه سيحصل على مباراة وداع غير رسمية مع البرازيل اليوم الأربعاء.
وقال بالاك إنه كان قد تلقى وعدا بالإعلان بنفسه عن اعتزاله وأن لوف شجعه في آذار/مارس على العمل بجدية للعودة إلى صفوف المنتخب حيث كان يأمل اللاعب الاستمرار في المشاركة الدولية حتى كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012).
وفي ظل عدم وضوح الحقيقة، فإنه من المؤكد أن لوف لا يعتزم التراجع عن موقفه كما أنه قلل من أهمية بالاك في المنتخب.