إنهم محترفون يسرقون روحانية الشهر وفرص الأجر ويفتحون أبوابًا للوزر!!!
يهل شهر رمضان المبارك على أمة الإسلام في كل مكان
وتهل معه نفحات الأجر والمثوبة لمن يلتمس فرص الخير
ممن تعتمل في صدورهم بذرة الخير استجابة لداعي الله
هذا الشهر العظيم الذي كان يبشر بمجيئه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه :
[ إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب
وصفدت الشياطين وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ]
فيما يتأهب الكون لولوج هذا العالم الروحاني الرحب في مدارات الرحمة والبركة والمغفرة والأمن والأمان
يتأهب ما تبقي من شياطين الإنس في التحضيرات السنوية الهائلة من عام إلى عام
لصرف القلوب إلى فضاءات البث المباشر في الفضاء الذي أدركه ما كسبته أيدي الناس من الفساد الذي ظهر في البر والبحر
وما يكاد يقترب رجب وأخوه شعبان
حتى تنفرد وسائل الإعلام في مهمات التبشير بالأعمال الإعلامية الجديده
تلك التي توصف بأنها أعمال رمضانية
وهو وصف لا علاقة له بعبادة رمضان وطاعة الله فيه!!
بل على اكتساب حصص الأسود والذئاب من اهتمامات الساحة الشعبية
حيث يتولى قطاع ممن تشربت قلوبهم فتن الليل والنهار من سائر عامة الناس الذين اختلط في حياتهم اليومية ما في هذه الحياة حق وباطل!!
تتوسع وسائل الاعلام في إفراد المساحات من وقت البرامج المبثوثةوصفحات الوسائل المقروءة لعرض تفاصيل مهازل اللهو
تحت مسميات " الفوازير " و " المسلسلات " و " المسابقات "
وبرامج " النجوم " و " الكاميرات الساخرة " وبرامج " المنوعات "
وما يطلبه المتفرغون لاستقبال ومتابعة غثاء المتفرغين لإشغال الناس
وإحالة حياتهم إلى حياة اللهو والهزل وهدر الوقت بل هدر العمر!!
واكتساب النجومية والشهرة والمال والمكانة بأرصدة الغثاء المتجدد
فيما تتردى أحوال الأمة من عام إلى آخر وتتخلف وتضعف وتؤكل وقد انتقصت من أطرافها
وتمكن منها أعداؤها وساموها سوء العذاب
يقتلون رجالها وأبناءها ويستحيون نساءها
ويستبيحون الممتلكات والأعراض
ويحيلون بلاد المسلمين إلى خرائب ومقابر فردية وجماعية وأعزة أهلها أذلة
وما تبقى منهم إلى مشردين ولاجئين
فيآ اسفاه على حالنا وحال امتنا وما وصلت اليه