.
الحجاج بن يوسف الثقفي .. حياً وميتاً ... !!!
--------------------------------------------------------------------------------
المقال متجدد ومـُنـقح ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله وحده وبعد ،،
إيــــهٍ يا حجاج ... فإن مقابلتك ... هي الغوص في الكتب والمراجع .. ولكن للإنصاف يا حجاج .. فمقابلتك أسهل بكثير من مقابلة وزيراً في وزارته أو حتى مدير صغيرون في إدارته ..
ولاتثريب على الوزير ولا على المدير .. فهم دائماً في إجتماعات نهاراً ويقومون ( الليل ) في خدمة المواطن العزيز ..
ودخلت ... على الحجاج بن يوسف الثقفي في مجلسه ..
وقبلت ( الموكيت ) بين يديه وقلت له :
السلام عليكم يا أبا يوسف .. ورد السلام وقال : ماذا ورائك يا هذا ؟؟
والتفت إلى الوراء .. ولم أجد شئ ...
فقلت : جئت إليك مُـسَـلّماً وشاكياً ..
فقال : حـيـهـلا ..
قلت : بدايه دعني يا حجاج أن ( امسح جوخاً ) وأن ( أدهن السير ) فقاطعني قائلاً :
سبحان الله .. حتى في عصركم لازال مسح الجوخ ودهن السير .. فقلت نعم يا مولاي ..
إنه الموروث وال ( دي إن إيه ) أي الخلايا المورّثه فينا ..
قال : أكمل حديثك ... قلت له .. دعني أولاَ أن أسجل أعجابي بك وبأعمالك ... مثل : تشكيل ( تنقيط ) القرآن الكريم .. ووقوفك بحزم من ( الخوارج ) وإدارتك وفصاحتك ..
إلا أن لي عليك مأخذ كبير .. وهو قتلك .. التابعي الجليل سعيد بن جبير ... ومن بعدها يا حجاج ... لم ترى خيراً أبداً .. وكأني أشبهك بما فعله الرئيس ( عبد الناصر ) بالشهيد سيد قطب .. فلم ير عبد الناصر خيراً بعدها .. فقد أنتهى حكمه بنكسه ومقدسات محتله ..
فقال الحجاج :
لقد إعترفت في حياتي بهذه الغلطه الشنيعه .. وقلت مراراً .. مالي وسعيد .. وكنت أراه في منامي .. إلى أن أنتقلت إلى رحمة الله ..
ثم إلتفت إلي غاضبا وقال :
يبدو لي بأنك جرئ في الكلام وتخاطبني دون لقب بقولك .. يا حجاج .. قلت : المعذره يا سيدي .. فهذه الجرأه وقلة الأدب في بعض الأحيان .. فمرجعيتها أني أتيت إليك من هذا العالم ( المتمقرط والمتعلمن ) .. الذي يعتبر التمقرط والتعلمن هو التطاول على أنظمة الحكم ويأخذون من العلمنه والتمقرط قشورها فقط للوصول إلى الحكم ..
وهؤلاء لا يعجبهم العجب ولا الصيام في شهر رجب ..
قال : ومن أين لكم هذا التمقرط والتعلمن ؟؟
قلت : جاءنا من التغريب .. ونشره بين ظهرانينا بعض الصلعان العرب ..
وهذا ما جئت أشكوه إليك ..
وهنا .. أراد الحجاج ان يعجل لي بالجائزه .. قائلاً :
يا غلام .. أعطيه خمسون بعيراً وعشرة تيوس ..
فقلت له :
يا حجاج أنت وين والناس وين .. ألله يهديك ..
أما عن ( الأباعر ) فيكفيني أباعر قومي ..
وأما ( التيوس ) فيا كثرها .. كثراه ..
ولكن :
ألا أمرت لي بأرض على شارعين وعلى الكورنيش ؟؟؟
وأستدار الحجاج وجمع قواه قائلاَ :
ألست أنت من جماعة أبا شليويح يا هذا ؟؟
قلت مستبشراَ .. نعم يا سيدي ..
فقال : كل تبناَ .. أزين لك .. فأين أنت وأرض الكورنيش ..
وأضاف متعجباَ .. شف ... مواطن ويقول .. كورنيش .... يا للهول ...
وهنا أدركت أن الحجاج قد ( مصخها ) فكان لا بد أن ( أردح ) له ردحا شرقيا بديعا .. كما هي العاده ..
فقلت له : أنت اردت التقليل من شأني .. ولكن بما أنك بدأتها يا أبا ( جوزيف ) .. أين أنت من غزاله الخارجيه التي أحرجتك وهزأتك ..
بقولها : أسد علي وفي الحروب نعامةً .......... قال : لا تكمل .. أعترف بهذا .. ثم أضفت :
أين أنت من ( القرشيه ) التي تزوجتها .. ثم طلقتها غصبا عن خشمك .. بناءا على الأوامر التي أصدرها إليك أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان .. حيث خطبها لنفسه .. وعندما أراد خطبتها .. قالت له : أن الإناء قد ( ولغ ) به كلب .. وهي تعنيك بالطبع ...
وأجابها عبدالملك بن مروان .. لا بأس بغسل الإناء سبعا .. إستنادا الى الحديث الشريف ..
ولكنها وافقت بشرط ... أن تسير أنت حافيا وتقود بنفسك القافله الى بلاد الشام .. ووافقت وتهزأت مره أخرى عندما أسقطت القرشيه في الطريق .. دينارا من الذهب .. وقالت لك : لقد سقط مني درهم فابحث عنه .. وبحثت ووجدته دينارا من الذهب ..
فقلت لها هذا دينار من الذهب وليس درهماَ .. فقالت لك : الحمد لله الذي أبدل درهمي بدينار ..
وعند هذا الحد .. إستوقفني .. قائلاَ :
على رسلك يابن أخي .. كفى .. كفى .. ردحاَ .. لكن أرجوك أن توضح مخاطبتك لي .. بأبي جوزيف ..
من هذا الــ ( جوزيف ) ؟؟
قلت :
إنها المعاناه يا حجاج .. فقط .. فهذه الأسماء مثل : جوزيف و ديفيد و بوش وأولمرت ورامسفيلد .. والكويحا كونداليزا .. تتردد على مسامعنا .. وأصبحت تقلق مضاجعنا .. ونحن مشرذمين ..
فاعتدل في جلسته وقال :
والله أن الخلل في أنفسكم أنتم وليس في الذين ذكرتهم ..
دام أن كبيركم لا يرحم صغيركم .. وصغيركم يتطاول على كبيركم .. وغالبيتكم تتعاطون في السياسه دون درايه .. وكلكم ( زعماء ) ما شاء الله عليكم ..
وأفاء الله عليكم من نعمائه .. فلم تحمدوا الله عليها بل فسقتم بنعمته في نشركم هذا الكم من الفضائحيات الملوثه والصحف والمجلات الملونه ..
ولم تحجروا على سفهائكم ..
فكيف ستنتصرون على عدوكم ؟؟
أليس منكم ( الصايع السفيه ) الذي أهدر 30 مليون دولار على صايعه مثله ؟؟
فسكت ولم أجبه .. من الإحراج ..
ولكنه سألني عن ماذا تساوي الــ 30 مليون دولار ..
فأجبته من باب تقريب المسأله له .. فقلت :
أن 30 مليون دولار تساوي خراج العراق لأكثر من 10 سنوات في أيامك ...
ولما سمع جوابي .. رمى عمامته على الأرض وقال لي :
إنــقلع من هنا .. قبل أن أقلع رأسك من جسدك ..
لقد أقلقتني في قبري .. حسبي الله على بليسك ...
وأنقلعت سالما بحمد الله ..!!!