اكتشافات جديدة حول سمنة الرجل«الكرش» وراثيا السمنة تؤثر في ذكائه أكثر من المرأة!
ليعذرنا قراؤنا الرجال عن سوق هذه الاكتشافات، فالعلم لا يعرف التحيز، وهذه الاكتشافات جاءت مفاجئة للوسط العلمي، حيث كان من المعروف دائما ان السمنة تسبب السكري والكولسترول وامراض القلب واحيانا العقم. اما تأثيرها على الذكاء فهو بعد جديد لهذه المشكلة الصحية.
فيما يتعلق بكون الكرش الرجالية وراثية، فهذا الاكتشاف بالتأكيد سيريح العديد من الرجال الذين يلومون انفسهم على كروشهم، وكما تقول الدراسة انه لا الأكل ولا الشرب مسؤولان عن نمو الكرش، انما جين محدد موجود عند ذوي الكروش.
هذه الدراسة نشرت منذ مدة في الصحيفة الطبية Annals Of Internal Medicine
وقد استغرقت 20 عاما امكن خلالها متابعة 314 رجلا، حيث ظهر ان نسخة محددة تدعى DD من احد الجينات الذي يأتي بثلاث نسخ، هي السبب وراء اصابة الرجال الذين لديهم تلك النسخة بالكرش.
ويقول الدكتور باسكويلا سترازولو من جامعة نابولي في ايطاليا الذي اشرف على الدراسة، ان تلك النسخة من الجين، اي نسخة DD، مرتبطة ايضا بالاصابة بضغط الدم العالي وبالبدانة عند الكبر، كما انها تنتج انزيماً يدعى Angiotensinconverting enzyme الذي يلعب دورا في تنظيم ضغط الدم.
ان الكرش تحول شكل الجسم الى شكل التفاحة. وهذا الشكل، الذي يعني تراكم الشحوم حول الخصر تحديدا وليس على الافخاذ مثلا، يعتبر بالنسبة للاطباء مؤشر خطورة عالية.
وتشير الاحصائيات الى ان معدل خصر الرجل عموما اتسع خلال الثلاثين عاما الماضية بمقدار سبعة سنتميترات تقريبا.
الكرش والسكري!
في الظروف الطبيعية يكون الخصر اصغر من الحوض. ولكن عندما تتراكم الشحوم يتضاءل الفرق بين الخصر والحوض حتى يتساوى الاثنان. عند هذه النقطة يدق ناقوس الخطر وعلى الرجل ان يعرف خطورة ما وصل اليه.
ويقول الدكتور جعفر علاوي استشاري الغدد الصماء ومرض السكري في لندن، الذي كان قد اجرى بصحبة الدكتور جاريت دراسة حول علاقة الكرش بتطور مرض السكري استمرت 10 سنوات ونشرت في عام 1990 في المجلة الطبية Diabetes Complications، ان تعادل الخصر مع الحوض يعني ان المريض معرض للاصابة بمرض السكري خلال السنوات العشر المقبلة من عمره.
ويفسر الدكتور علاوي هذه العلاقة بالقول: ان الكرش حتى يبدو واضحا للعيان يحتاج الى طبقات وطبقات من الشحوم التي تتراكم على الكبد والطحال والامعاء وجدار البطن.
والخلية الشحمية خلية كسولة تحتاج الى كمية كبيرة من الانسولين حتى تحرق السكر لنحصل على الطاقة، على عكس الخلية العضلية التي تحتاج الى انسولين اقل. وبالتالي فإن كثرة خلايا الشحم في الجسم تعني كثرة الحاجة للانسولين.
وقد تكون غدة البنكرياس قادرة على افراز الكميات المطلوبة من الانسولين في البداية. ولكنها بعد فترة تتعب وتصاب بالاستنزاف والعطل فيقل افرازها للانسولين ويصاب الانسان بالتالي بالسكري.
هناك اذن علاقة وطيدة بين نمو الكرش وظهور مرض السكري. وهذه العلاقة تعرف طبيا بمتلازمة اكس ـ X Syndrome وحلقات هذه المتلازمة تبدأ بالكرش فالسكري فالكولسترول فالضغط فأمراض القلب.
لم يصدق الكثير من الرجال المتفوقين والمرتفعي الوزن هذه الدراسة التي هي جزء من دراسة شاملة يقوم بها مركز Framingham heart study منذ عام 1950، ربما لكونها تتحدث عن البدانة الشديدة وليس مجرد ارتفاع الوزن، اي عندما يكون ما يسمى بمؤشر كتلة الجسم Body mass index اكثر من 30. على سبيل المثال عندما يكون طول الشخص 177 سم ووزنه 90 كيلوغرام.
هذا المستوى من الوزن وجدت الدراسة انه يسبب انخفاضا في القدرات الذهنية بنسبة 23%، وبغض النظر عن المستوى التعليمي.
ذكاء المرأة لا يتأثر
والمدهش في هذا الاكتشاف انه لم يشمل النساء المشاركات في الدراسة! وتفسر البروفيسورة ميريل الياس من جامعة بوسطن سبب عدم تأثر القدرات الذهنية للنساء البدينات بالطريقة التي يتوزع بها الشحم في جسم كل من المرأة والرجل.
فالشحم في جسم الرجل يتركز حول البطن ليصبح كرشاً بينما في جسم المرأة يتوزع في عدة مناطق.
وهذا يعيدنا الى الدراسة الايطالية التي اشرنا اليها في بداية الموضوع حول اضرار الكرش، فالكرش تؤدي الى تطور مرض السكري فارتفاع الكولسترول فأمراض القلب.
اما بالنسبة لتأثيرها في الذكاء، فيأتي كما تقول البروفيسورة ميريل من تأثير الشحم على الدورة الدموية في المخ، والذي يضعف بالتالي القدرات الذهنية.
ذكاء الطفل في خطر
وأكثر ما يثير قلق البروفيسورة ميريل هو سمنة الاطفال وتأثيرها على قدراتهم الذهنية وبالتالي تحصيلهم الدراسي.
والمعروف ان سمنة الاطفال من الظواهر الآخذة بالاتساع والتي تعزى الى اعتماد الاطفال على الوجبات الجاهزة والحلويات والمشروبات الغازية وعدم تناولهم للوجبات الصحية المحضرة في المنزل والمصحوبة بالخضر.
والمشكلة الأخرى التي اشارت اليها البروفيسورة ميريل، ان التخلص من الوزن الزائد عند البدينين قد يمنع المزيد من التدهور في القدرات الذهنية ولكنه لن يعيد القدرات التي فُقدت!
وتشير الدلائل الأولية إلى ان هذه الدراسة تركت تأثيرا ايجابيا في أوساط البدينين، حيث انها جعلتهم أكثر اهتماما بالتخلص من اوزانهم وذلك حفاظا على قدراتهم في العمل او الدراسة.