بقلم / أبو ثلاب
يستغرب القليل كثرة رسائلي و الأسلوب الشديد و الذي يعتبرونه خطأ و الأصل في الدعوة اللين و الحكمة و اللطف , في الحقيقة اشاركهم هذا الفكر الطيب .. لكن ربما غاب عنهم أن أسلوب اللطف و اللين يستخدم لفئة دون فئة و لفاعل كبيرة دون فاعل صغيرة , فهل من العقل أن نساوي فاعل الصغيرة بفاعل الكبيرة في الأسلوب بمعنى هل نساوي الزاني القذر بحالق اللحية مثلا أو مستعمل المخدرات بمسبل الثوب .. قطعاً لا .. ناهيك أن بعض هؤلاء الذين نقصدهم برسائلنا يختلفون في فعلهم للكبائر , فمنهم من فعلها مرة و ترك و منهم من تراوده نفسه كل فترة و منهم من يفعلها كل يوم .. بل أكثر من مرة .. فكل هؤلاء له أسلوب خاص في دعوته و نصحه ,, و لا تغفل يا أخي أن بعضهم يعدون رؤوساً في الفساد و أهل ضلال و تضليل و مثل هؤلاء يفضح أمرهم و يكشف مخططهم بكل وسيلة كانت حتى لو ينفوا من الارض , و كل ذلك في كتاب الله سبحانه و تعالى . فنحن لا نأتي بشيء من عندنا , و لا نتهم أحداً بما ليس فيه . نعم هناك من يقر و يسكت و هناك من ينتقد للرسائل لأنها تتكلم عن واقعي الشخصي فهو لا يريد أن يفضح و يكشف أمره فتجده يتعذر بكثرة الرسائل من هذا الشخص أو بأن الاسلوب خطأ و ليس بصحيح .. يفرون من الحقيقة بطرق ربما فضحتهم . و انا أطلب من كل شخص أن يحتفظ بما اكتب ,, و سوف يأتي يوم و يعلم صدق الامر الذي ادعوا إليه و احذر الشباب منه .
إخواني الخير موجود و كثير و لله الحمد , لكن للأسف لا يظهر لنا إلا الشاذ , فهو الذي ينتشر و يتحدث فيه . و لهذا كانت رسائلنا قامعة و رادعة لهذا الشذوذ مستعينا بالله و أهل الخير . ونصيحتي لمن يراقب و يشاهد أن يدعوا بالخير أو يصمت , قال عليه الصلاة و السلام : (( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ))
إن الواقع أليم جداً , و البعض يجلس على كرسيه و في مكتبه و لا ينزل للواقع و للساحة . فلا تستغرب منه أن يقول عبارات تدل على فراغه : ( الاسلوب شديد , ليس من المفترض أن يكتب هكذا , نحن في عمل لسنا في دار عبادة ) .. و هكذا من التفاهات التي يطلقها الخامدون ..
و أقول لو يعلم بعض هؤلاء ربع من نراه و نشاهده و نسمعه و نقف عليه من المنكرات و الفساد العريض لصمت أو لربما بكى ألماً و حزناً .
نعم .. هناك من يشكر و يدعوا و يطلب الاستمرار , لأنه لا يوجد أحد يقوم بهذا .. و نحن لا نريد الشكر و المدح بقدر ما نريد مجتمع طيب و كريم و آمن يعيش حياة الشرفاء , و هناك من يقول ارح بالك و دعهم فهم لا يستحقون أن يلتفت لهم و لاتشغل نفسك بهم . و هذا هو الجهل بعينه .
إن الهدف من هذه الرسائل الردع و الزجر ووضع ثقافة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر في كل مكان نكون فيه .. في العمل و البيت و غيره ... ( ولو خليت .. خربت ) لنكن مسلمون عاملون لديننا . محافظون على كرامة إخواننا و أخواتنا . لتكن عندنا غيرة صادقة على دين الله و على أعراض المسلمين .
من الرائع و الجميل أننا عندما نعلم أن فلاناً صاحب منكرات و فساد و دعارة و مخدرات أن نطرده و لا يحشم و يهان و لا يحترم . اعلم ان الكثير سيرفضون هذه الفكرة .. لكن هي وسيلة لجعلهم يشعرون أنهم مفسدون و انهم خارجون على الله و رسوله و انهم لا يستحقون العيش فضلا عن الصداقة و السلام .
إذاً هل يرضى كل كريم و عاقل و رجل .. أن شخصاً نكرة يزني بالليل ثم يأتي في الصباح نسلم عليه و نقبله و نقدم له الطعام و السؤال عن الحال و العيال .. أجرم بحق الله في الليل و نضحك نحن له في النهار ,, من يرضى بهذا فهو ناقص القدر و العقل و الغيرة و الرجولة .. و الله لو عاملنا هؤلاء بالقسوة و البغض لنتهوا و تركوا خبثهم و فسادهم .. لكننا و للاسف الشديد نضحك لهم و نجالسهم و نحادثهم و كأنهم رجال !!!! صدق الله حيث قال ( يا حسرة على العباد )
إخواني هل تعلمون حديثاً عظيماً أخبرنا به رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام يتحدث و يختصر كل ما ذكرته : تفضلوا
(( و الذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر و لتأخذن على يد الظالم و لتأطرنه على الحق أطراً , أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض , و ليلعننكم كما لعنهم )) .. تخيلتم إخواني .. فكيف لعاقل يهدأ و يقر قراره و يهنأ بالعيش و رسول الله يحذرنا من ان ترك الامر و النهي وهو سبب للعنة كما لعن علماء بني إسرائيل الذي كانوا ينصحون بني إسرائيل من الفساد و المنكرات ثم يجلسوا معهم يؤكلونهم و يشاربونهم .. فلعنوا جميعاً مع علماءهم .. و الله المستعان
اللهم بلغت ,, اللهم فاشهد . و صلى الله على محمد الذي نبهنا و حذرنا من السكوت عن الحق .