الأمير نايف بن عبدالعزيز ... السد المنيع
بقلم/ سعود ثلاب الخالدي
تحية طيبة مفعمة بالدعاء و الثناء إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية و النائب الثاني لرئيس مجلس الوزارء حفظه الله .. إليك اسوق الكلمات حباً و إعجاباً بمواقفكم المشرفة و قراراتكم الرشيدة المستمدة من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الأمين و قبل ذلك من دستور هذه الدولة الشريعة الإسلامية السمحة ..
إن مواقفكم يا صاحب السمو لترفع هامة المسلم الغيور على دينه تارة , و أخرى تعز المواطن السعودي بوطنه حيث أنكم أحد رجاله و صناع قراره و استقراره .. أميرنا الغالي إن قراراتكم و مواقفكم أكثر من أن تحصى و تعد , إنها بلسم لكل مواطن محب لبلاده التي تقوم على شرع الله و رسوله .
لقد وقفتم أيدكم الله بتوفيقه أمام أهل الإرهاب و التكفير و التفجير خير وقفة و أعقل موقف و أحكم قرار و أقوى عزيمة , عرفتم كيف توقفون بعض شبابنا الذين بغوا علينا .. و بعض رجالنا الذين ضلوا الطريق ووقعوا في الأخطاء الكبيرة و العظيمة .. و بعض نساءنا اللاتي غُيرت فطرتهن ... و ثلة من الذين أغراهم فكر التطرف و الجماعات الارهابية فتبشهوا بهم و ركضوا خلفهم عابثين لاعبين مخالفين لكل قيم الاسلام و الإنسانية . فكنتم سداً منيعاً لهؤلاء , عرفتكم كيف تردون بعضهم إلى الخير و جادة الصواب بالإرشاد و المناصحة و الآخرين منهم بالحكمة و القليل منهم بالقوة التي رحمتهم من واقعهم الأليم و المحزن . و بقراراتكم وفق الله ساعدكم الأيمن في وزارة الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف .. الرجل الهادئ الذي يعرف كيف يزن الأمور و يصبح اليد العليا التي تمد الخير و اللين لأولئك الذين حارت بهم السبل و تحيرت عقولهم . فرجع ولله الحمد كثير من أولئك الشباب إلى الخير و الحق , و كل ذلك بفضل الله ثم سياستكم الكريمة .
كذلك وقفتم يا صاحب السمو في وجه الذين أرادوا تهميش و تضعيف صورة العلماء الأجلاء .. علماء المملكة العربية السعودية و الذين يعتبرهم العالم الإسلامي بأسره هم أهل الفتيا , فدافعتم عنهم في كثير من حواراتكم و اجتماعاتكم و أكدتم في كل تلك اللقاءات على ضرورة احترام العلماء و توقيرهم ووضعهم في المنزلة التي أعطاها الله لهم و نبيه عليه الصلاة و السلام فقال (( العلماء ورثة الأنبياء )) و شنعتم على كل من كتب ضدهم او تكلم في فتاويهم و إرشاداتهم , و لا يعني هذا تقديسهم بل تقديرهم و احترامهم . و لا يخفى على كل عاقل مكانة العلماء عند ولاة الامر , فدائما ما نرى صورة العلماء بجانب ولاة الامر في كثير من اللقاءات . فكنتم سداً منيعاً لهؤلاء.
أما أصحاب التغريب ( تغريب المرأة و تغريب المجتمع ) فكنتم وربي خير من أوقف مكرهم و تغريبهم , و للأسف الشديد و أوقولها بكل أسى و حرقة أنهم من أبناء هذا الوطن الكريم و بني جلدته , يريدونها فساداً و الله يريدها خيرا , كم اكلوا من خيراته و تنعموا بنعمته ثم ينقلبون عليه بحجة تطور الغرب و تنوره , و لم يأخذوا من هذا التطور إلا خدش حياء المرأة و انتقاص الدين و ربط المجتمع بالماديات .. تركوا التطور العلمي و الصناعي و الطبي الموجود في الغرب و لم يأخذوا إلا الانحلال الأخلاقي و الفساد الاجتماعي , فأوصدتم باب هؤلاء بجهلهم و اغترارهم بحضارة ماجنة فاسدة لا تصلح لمجتمع مسلم محافظ كمجتمع بلادنا , فكنتم سداً منيعاً لهؤلاء.
و اما وقفتكم بل وقفاتكم لجهاز الفضيلة و الشرف .. هيئة الخير و الهداية الامر بالمعروف و النهي عن المنكر فهي البلسم الحقيقي لكل من يعيش الواقع و يرى كثير من المتغيرات و المتقلبات في المجتمع , فجهاز الهيئة هو صمام الأمان بل هو سبب خيرية هذه الأمة كما تعرفون .. و نتذكر دائما قوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ) و بما ان الهجمة دائمة و مستمرة على الهيئة من بعض أبناء هذا الوطن و بعض أعداءه من الخارج كانت ردودكم و مواقفكم دائمة و كثيرة بل في كل محفل و مكان .. و كثيرة هي المواقف المعلنة و المشهودة التي سمعنا و قرأنا عنها في ردكم على الصحفيين الذين يريدون قلب الحقائق و تغيير الواقع . و سر استمرار هؤلاء في الهجوم على الهيئة هو ان الهيئة تقض مضاجهم و تفضح أمرهم و أمر مشروع فسادهم الأخلاقي المنافي لكل القيم و الأخلاق . فالحمدلله الذي سدهم بك يا أميرنا الكريم .
صاحب السمو أبشركم بدفاعكم القوي الصارم لكل من أراد المساس بالنبي الكريم عليه الصلاة و السلام أو بأزواجه و سنته الكريمة التي تصدر من أراذل الناس و صغار الأمم و هذا مشهود لكم بالصحف و اللقاءات , و ما جائزتكم الكريمة السنوية للسنة النبوية إلا خير دليل و شاهد . فكل ما تفعلونه ستجدونه عند الله هو خيراً و أعظم أجراً . و لقد سبقني بهذا كثير من الناس .. منهم من كتب و منهم من دعى و رفع يديه لكم و منهم من ساند و دافع عنكم . و أنتم لا تنتظرون أمثالي في مدحكم . لأنكم جعلتموها لله خالصة . فرفع الله قدركم و أعلى شأنكم .
سمو أميرنا الكريم .. كم اتمنى أن تضاعف جهود هيئة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر في المجتمع .. فأنا من فئة الشباب و أرى فساداً أخلاقياً كبيراً , كم تمنيت و ربي أن تضاعف الجهود و تضاف إدارات و قرارات أكثر صارمة و حزم للشباب العابثين بأعراض المسلمين , لأن كثيراً منهم أمن العقوبة فأساء الأدب .. حفظكم الله يا سدنا المنيع و كتب لك جبال الحسنات و الخيرات . و صلى الله على محمد .