هي كلها نعوت ليست أعلاماً محضة لمجرد التعريف , بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح
والكمال ... فمنها :
* محمد :
هو أسم مفعول من حمد فهو محمد إذا كان كثير الخصال التي يحمد عليها فهو أبلغ من محمود .
* أحمد :
هو أيضا مشتق من الحمد ،ومعناه على قولين ، أحدهما : أحمد الناس لربه .. والآخر : أنه أحق الناس وأولاهم أن
يحمد , فيكون كمحمد في المعنى , إلا أن الفرق بينهما :
أن محمدا هو كثير الخصال التي يحمد عليها , وأحمد هو الذي يحمد أفضل مما يحمد غيره , فمحمد في الكثرة والكمية
وأحمد في الصفة والكيفية .
* المتوكل :
هو صلى الله عليه وسلم أحق الناس بهذا الاسم لأنه توكل على الله في إقامة هذا الدين توكلا لم يشركه فيه غيره .
* الماحي :
هو الذي محا الله به الكفر ولم يمح الكفر بأحد من الخلق ما محي بالنبي صلى الله عليه وسلم .
* الحاشر :
فهو الذي يحشر الناس على قدمه ، فكأنه بعث ليحشر الناس .
* العاقب :
الذي جاء عقب الأنبياء ، فليس بعده نبي ، فإن العاقب هو الآخر .
* المقفّي :
هو الذي قفى على آثار من تقدمه من الرسل فكان خاتمهم وآخرهم .
* نبي التوبة :
فهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض , فتاب الله عليهم توبة لم يحصل مثلها لأهل الأرض قبله .
وكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس استغفارا وتوبة , حتى كانوا يعدون له في المجلس الواحد مائة مرة :
" رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور ".
وكذلك توبة أمته أكمل من توبة سائر الأمم وأسرع قبولا وأسهل تناولا ، حتى إن بني إسرائيل كانت توبتهم من
عبادة العجل قتل أنفسهم , أما هذه الأمة فلكرامتها على الله تعالى جعل توبتها الندم والإقلاع .
* نبي الملحمة :
فهو الذي بعث بجهاد أعداء الله ، فلم يجاهد نبي وأمته قط ما جاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمته والملاحم
الكبار التي وقعت وتقع بين أمته وبين الكفار لم يعهد مثلها قبله .
* نبي الرحمة :
فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين , فرحم به أهل الأرض كلهم مؤمنهم وكافرهم .
* الفاتح :
فهو فتح الله به باب الهدى بعد أن كان مرتجا , وفتح به الأعين العمي والأذان الصم والقلوب الغلف وفتح الله به
أمصار الكفار وفتح به أبواب الجنة وفتح به طرق العلم النافع والعمل الصالح , ففتح به الدنيا والآخرة والقلوب
والأسماع والأبصار والأمصار.
* الأمين :
فهو أحق العالمين بهذا الاسم فهو أمين الله على وحيه ودينه وهو أمين من في السماء وأمين من في الأرض.
* الضحوك القتّال :
اسمان مزدوجان لا يفرد أحدهما عن الآخر ،فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين غير عابس ولا مقطب ولا غضوب ولا فظ ،
قتّال لأعداء الله لا تأخذه فيهم لومة لائم.
* البشير:
فهو المبشر لمن أطاعه بالثواب , والنذير لمن عصاه بالعقاب.
وقد سماه الله عبده في مواضع منها : " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده " ، وثبت عنه في الصحيح أنه قال :
" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر "وسماه الله سراجا منيرا .
منقول من كتاب زاد المعاد لابن القيم رحمه الله تعالى
م / ن