تركت التصابي عامداً غير عائد ... ووجهت جُلّ الشعر نحو المحامد
وأقسمت أن ألقى الحياة مكافحا ... عليّ دروعُ الصبر عند الشـدائـد
وإن تجـرِ الأيام جُـرت كجـورها ... وإن كايـدتـني كــدتًها بالمكائـد
وإنـّي وإيّـاها كشـخـصين أُحنـقا ... وكل لـه فـي صفّـه ألـف شاهد
ولـولا اصطباري في أمور كثيرة ... لشيـبنني الأيام في يوم واحد
ولما طلبت الدهر يصرف شرّها ... تأ بّت وإنّـي كالحـديد المعاند
إذا دلفت نحـوى بجيش عرمرم ... دلفت إلى الرحمن خــير المساعد
فينصفـني من ظلمها ثمّ أنثني ... وضيءَ المحيّا كاسفٌ وجهُ حاسدي
فقدتُ بها بالأمس خــلا أُحبُّـه ... سليمانُ بن هادي حسامي وساعد ي
فإن ألق قوما بعـده أو أزرهمو ... أراه على تلك الوجـوه كشا هــد
كريم رحيب الكف يبرق وجهه ... أصيل شجاع عاشق للمســاجد
إذا كان لغبٌ قد بكته بحســرة ... فما حال حِلف من بكيل وحاشد
لقد كان في صدر المجالس حِـكمةٌ ... فما نطقت منه اللسان بفاسد
ويرأب صدعـا قـد تفاقـم شَـعـبُه ... ويدفع من أمواله في المقاصد
عليه سلام الله في اللحد والثرى ... وذكـراه تبقى في تليد وتا لـد
وها هو عبد الله شبها لوالــد ... عليه سمات النبل شهـم العوائـد
شبيه له في كل أمر أخـالُه ... يحثُّ الخُطى في عزم إقدام قائد
وقد كان ردفا للفـقـيد مجرّبا ... كسـيــف تحـاشـاه سنــانُ المبـارد
وماقصّرت يمناه في الخيروالنّدى ... ونحـن وإيّاه على قلب واحد
وإنا لنرجو أن يـكـون مـباركا ... كبيرا فيسمو عن صفيق وبارد
هو الشيخ وابن الشيخ لله درُّه ... تسامت به العلياء فوق الفراقـد
ولو أنّ أمرا في القبيلة همّـها ... لكان لــه في اللين أحكـمُ ذائــد
وإن كان في عرف القبيلة رائد ... فأنت هو في عرفنا كلُّ رائـد
نطيعك بالمعروف أيّان تبتغي ... ففاخر بنا في كل وفـد ووافد
عبادلة كالأنجـم الزهـر أوجها ... دماءهمُ لم تمـتزج بالأبــاعــد
كأن إله الكون أكرم نسلـهم ... فمن نازل نحو الحطــيم وصـاعد
لهـم جبل سام وأرض خصيبة ... غنيون لم يجرون بعد الـروافد
ولو أمّهم في هجمة الليل خائف ... لكانــوا لـه مـا بين أم ووالــد
أُســود تحامـاهم أســود كمـثلـهم ... أساود في تلك الصخـور الأساود
وسل عنهم الملحي وكيف تعاهدوا ... على طرد ة الحوثي عند الشدائد
فطار هباءً مازقا جيب ثوبه ... كمرملة من نكبة الحرب حارد
ولولا جبال بالنضير ادّرى بها ... لكان أسـيرا فـي صـفاد الحدائـد
أيعدى مـليـكا كـثّر الله خيره ... جـسورا ومعـطـاء كثيرَ المــوائـد
ويحسب جازان الأبية طعمة ... لـكل دعـي ناكـر الفضل جـاحد
فباء بذل في النزال وخيبة ... وأعوانـه جــزر الضباع الطوارد
ولما رأى الموت الزؤام محققا ... أفاق وألقى السلم نصحا لراشد
فأُبقىَ لم يُلمس ذماما وجيرة ... لشعب سبا ذو المكرمات الخوالد
أيا شيخ عبد الله دمت موفقا ... وأوصيك تقوى الله أسمى العقائد
بها ترتقي عند الأنام ولم تزل ... وجيها وأوف العهد عند التعاهد
ولا تصــغ أذنـا للمنافـق إنه ... كإبـلـيس خنّـّاسا عــديم الفـوائد
ولا تستمع إلا لقلبك والذى ... إلى الحق والإنصاف أقربَ واحد
وخالط شيوخا بالجوار ولاتكن ... وحيدا فإنّ النصر عند التعاضد
ولا تبح السر الدفـين وكن به ... حـفيا فـقــد تلقــاه عـنـد الأباعـد
فإني رأيت السر يثقل حملُه ... وأنت بهــذا الأمر أفهـــم نــــاقـد
أجزني فقد حان الرحيل مودعا ... وكان بودي أن تطول قصائدي
ليسعد حفل جاء من كل بقعة ... فمن واقف يرنو بطرف وقاعـد
أتوك احتراما لابن هادي أبوكم ... فريدا ويجزي بالعظام الفرائد
وما مـلكت كـفّــاه مــالا وإنــما ... تمـلّـك معروف الرجال الأماجـد
فـكن مثـله أ وزد عليه ولاتكن ... جـبانا وهيّـابا بـســاح الـتجــالـد
صديقك من يصفيك بالود نصحـه ... وتلـقاه فــزّاعــا ولـيس براقــــد
وغضّ عن الجهّال طرفا مسهّدا ... وأقص ســفيه الرأي عند التواجـد
فما قتل الإنسان شيئ كنــطـقه ... بلا، ونعـم، كل الأذى والمـصـائـد
حماك إله الكون من كل حادث ... وأبقاك ذخرا مـمـطرا غير راعـد
ويا شيخنا يهناك ختما وشيخة ... نشـأت بهـا في حـضـن جــد ووالـد
وقـد زدتها فخرا وزدت تواضعا ... فلـم تلتـفت فـي تـاجـها والقلائــد
كذا فليكن من كان مقدامَ أمـة ... يصبه الأذى والماء كدر الموارد
ولكنه بالصبر والحـلم والأنا ... ينال المنى عن رغــم نذل وحـاقـد
تعاتبني ليلى وقد خنت نصحها ... فحبّرت شعري بالقريض الشوارد
فقلت لها ياليل ويحك فارعوى ... فإن اشتياقي اليوم نحـوك عامـدي
ألم تعلمي أني تركت صبابتي ... وأهديت هذا الحـفل جزل القصائد
وجئت ولم أخش المفاوز والردى ... مرورا على أرض الحجاز وغامد
ولما وصلت الأهل هشوا ورحّبوا ... فكفي عتابا واصدحي بالزغارد
تذكرت أيّام الشـبـيـبة والصبـا ... مراتع في نعمـان خضر الفدافــد
وأصوات أوبُرِها تردد جُـوقـة ... فتـطـربـنى والنبع صفو الموارد
سُقـىيت ديـار العزّ سحا ووابلا ... هجـرتُك إدلالَ المـحبّ المـباعـد
وأنــت بقــلبي قد نقشت محبــة ... أحــنُّ إليـك إنـّـما البعــدُ وائـــدى
إذا لاح برق فوق نعشاو أُرجـفت ... أضــالــع قـــلـب مثـل بركان خامد
صحبت بها هادي ومشقي وزاهرا ... وحوشا ويقروا الضيف لحم المثارد
فلا تزعجـي يا لـيـلُ نفسك بعدنا ... ونوحي كما شئت وصيحي وزائـدي
وجدت هواك بعـد عشــرين حجة ... بـدت نارُه تخبو كجمـر المــواقد
ومن أصعبِ الأشياءِ تجريحُ شاعر ... هواك بإحساس الصبي والولائـد
فلا تسألي عـنّي ولا حـزن بعـدك ... فـهـجـرك أنكاني ولــسـت بـعـائـد
وصلت لـعـبـد الله من بعـد غـربة ... لـقيت بهـا جور الظلوم المعاند
فأنزلنى في وسط دار فسيحة ... وصبّ كُـئـوسا من عصيــر وبارد
وسامرني حتى ارتدى الليل ثوبه ... وغادرني والليل هجع المراقد
وكان ضحوكا مازحا يستفزّني ... ويسـأل عن حـب قــــديـم وبائـد
فقلت معـاذ الله أنشـر ما مـضى ... وأكشـف سـرا للغـواني الخــوارد
فسر راشدا يا بن الشيوخ فإنني ... كبرت على الغيـد الحسان الجواحـد
فشاهد نجوم الليل تضوي بمفرقي ... وكيف أداري الشيب عن كل ناهد
وأصبحت في عمــر تمرّ سـنينه ... مرور كــــرام ينــشــدون لــفــاقد
( ألـم ترني بعت الضلالة بالهدى ) ... وأصبحت من حب لليلى كزاهـد
واكرمت نفسي أن تزل بشعرهـا ... وحاشاك تُـلقي من طريفى بكاسد
وفي الحفل أشياخ رزان عقولها ... وقد عـرفوا في الشعر صيد الأوابد
وجاءت كمثل الشمس تختال رفعة ... وفوق السها والمشتري وعـطارد
ولولا اشتياقي نحو وجهك مارتقت ... بأبيـاتهـا أوباح بالشعـــر مـاردى
وقد كنت بالأمس القريب مسدّمـا ... مـعـنى أإنّ بـيـن ثلــج المـكامـد
فعذرا إذا لم يبلغ الشعر شأوه ... قصورا ولم تلق به نجـع قاصــد
فأنت به وحي الخيال وجمـلة ... تصاغ ضياء في عـيـون الأرامد
عدمت عداك فاتئد لست بالذي ... يجازي على المعروف نكران جاحد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شعر /محمد علي العبدلي
الأحد بتاريخ / 5/ 10 /1432هـ
المواضيع المتشابهه
بمناسبة تنصيب شيخ قبايل العبادل:عبدالله سليمان االعبدلي..
العرض العادي
