.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع
في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما بدا الفجر وأنور وسلم تسليما
أما بعد :
أيها الناس اتقوا الله تعالى وإن هاهنا مسألةً هامةً هامة ألا وإنها تقع من بعض الناس الجاهلين يوجد
بعض الناس يصوم ولكنه لا يصلى يزكي ولكنه لا يصلي يعتمر ولكنه لا يصلي يتصدق ولكنه لا يصلي
وإني أقول لهذا الرجل إن صومك غير مقبول وصدقتك غير مقبولة وعمرتك غير مقبولة وعملك مردود
عليك لو صمت الليل والنهار وتصدقت بكل مالك واعتمرت عدة مرات فإن الله لا يقبله منك حتى تعود
إلى دينك بالصلاة لأن الإنسان الذي لا يصلي كافر خارج عن الإسلام ، لا يقبل الله منه زكاةً ولا صوما ً
ولا حجاً ولا عمرة لأن الله يقول في الكافرين: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً)
ويقول : (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ
كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ) وقد دلت أدلة الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والنظر الصحيح على
أن تارك الصلاة كافر كفراً اكبر مخرج عن الملة ، وقد ذكرنا ذلك مراراً وتكراراً ، وفي هذا اليوم
نشرت جريدة الجزيرة فتوى صادرة عن اللجنة العامة للإفتاء في المملكة العربية السعودية تقول مثل
هذا القول إن هذا الصائم لا يقبل منه صومه إذا كان لا يصلي أيها المسلمون إن الصلاة أمرها عظيماً
ليس بالهين ،إنه من المؤسف حقاً أن يصوم بعض الناس و لا يصلي وهذا قد فرغ منه وصومه مردود
عليه وليس له من صومه إلا الجوع والظمأ وإن من الناس من يصوم ويصلي ولكن يصلي على
الفرغة متي استيقظ صلي ومتي فرغ من شغله صلي وهذا إذا تعمد إخراج الصلاة عن وقتها بدون عذر
شرعي فإن صلاته غير مقبولة بل هي مردودة عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(من عمل عملاً
ليس عليه امرنا فهر رد ) ومن صلي الصلاة خارج وقتها بدون عذر فقد فعل فعلاً ليس عليه أمر الله
ورسوله فيكون مردوداً عليه ، أيها الأخوة الكرام إنه بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك ينبغي
للإنسان أن يجدد التوبة بينه وبين ربه ينبغي له أن يقوى الصلة بينه وبين الله عز وجل عسي أن يوفق
لصيام رمضان إيماناً واحتساباً وقيامه إيمانا واحتساباً فيغفر الله له ما تقدم من ذنبه ، فحينئذٍ يعود
بعمر جديد ويعود بأعمال جديدة إنه إذا غفر له ما تقدم من ذنبه وجد له من نفسه انشراح الصدر
وطمأنينة القلب والرضا التام والأنس والسرور لأنه والله لا أنس ولا سرور حقيقة إلا بطاعة الله عز
وجل ، أيها المسلمون استمعوا إلى قول الله عز وجل : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) إن الحياة الطيبة سرور القلب ونعيم
النفس وليست والله كثرة المال ولا كثرة الأولاد ولا سكني المساكن ولا فخامة المركوب ولكنها سرور
القلب ، حتى قال بعض السلف لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف
الملوك أعلى من يكون تنعما في هذه الدنيا ولكنهم ليسوا كالذين آمنوا وعملوا الصالحات في سرور
القلب وانشراح الصدر وطمأنينة النفس ، أيها الناس اغتنموا شهر رمضان بالأعمال الصالحة ، كم من
إنسان في المقابر يتمني أن يدرك رمضان لكنه لم يحصل له ، كم من إنسان شارف الوصول إلى
رمضان لكن حال بينه وبينه ريب المنون كم من إنسان أدرك أول الشهر ولم يدرك آخره، كم من إنسان
أدرك آخر الشهر ولكن لم يدركه بعد ذلك، اغتنموا أيها المسلمون فرص الدهر اغتنموا هذه المواسم
العظيمة الذي اسأل الله لي ولكم خير نصيب ، إنه بمناسبة شهر رمضان المبارك أوجه كلمة إلى الأخوة
الذين يشربون الدخان لعل الله أن يعصمهم في هذا الشهر إنهم لم يشربوا الدخان في نهارهم
فليتصبروا في ليلهم ، وإذا مضي عليهم الشهر فإنه بحول الله سيزول عنهم ما كان في دمائهم من أثر
هذا الدخان الخبيث ثم يدخل عليهم بعد ذلك تركه على الإطلاق، إذا صحت النية وصدقت العزيمة
واستعانوا بالله عز وجل فإن الله عز وجل أقرب من عبده إذا اقبل العبد إلى ربه أقبل الله إليه أكثر،
اللهم إنا نسألك في مقامنا هذا أن تجعلنا من السعداء وأن توفقنا لاغتنام الأوقات بالأعمال الصالحة
وان تجعلنا من عبادك الصالحين وحزبك المفلحين وأوليائك المتقين المقربين يارب العالمين ،ربنا أغفر
لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل لنا في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا أنك رؤوف رحيم، ربنا
اصلح للمسلمين ولاة أمورهم ربنا اصلح لولاة الأمور بطانتهم ، ربنا انصر المسلمين المجاهدين في
سبيلك في كل مكان ، اللهم اجعلنا ممن جاهدوا فيك حق الجهاد، اللهم اجعلنا ممن جاهدوا أنفسهم
وجاهدوا شعوبهم على طاعة الله ، اللهم يسر لنا الطاعة وهيئ لنا من امرنا رشداً يا رب العالمين،عباد
الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله
يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم
ما تصنعون .
هذه جزئية من محاضرة فضيلة الشيخ \ محمد بن صالح العثيمين غفر الله له و لوالديه و للمسلمين
بعنوان \\\ بيان ابتداء الصوم وانتهائه و المفطرات - بيان حكم من لا يصلي ويصوم.
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_42.shtml