في طريقي الى قرية الجهمة مسقط رأس الشهيد محمد آل مريع القحطاني الذي استشهد امس اثناء محاصرة الجهات الامنية لمجموعة من المفسدين في الارض وقتلهم جميعاً كانت تدور في مخيلتي تداعيات الحوادث الاجرامية التي ارتكبها هؤلاء المفسدون والضالون عن جادة الصواب وكيف ان الوطن كله أصبح اعينا مفتوحة لاجتثاث الارهاب وتجفيف منابعه وقطع دابرهم.
وفي موقع العزاء كان الاسى هو سيد الموقف على الشهيد غير ان عددا من اقربائه اوضحوا انهم يشعرون بالفخر لاستشهاده. وقال عبدالهادي معيض آل مريع عم الشهيد انه فخور بنيل الشهيد محمد والذي عاش يتيماً وكنت بمثابة الاب له واضاف: ان هناك الكثيرين من اسرة الشهيد يعملون في الشرطة والجهات الامنية وهم يقدمون ارواحهم رخيصة في سبيل الحفاظ على أمن الوطن.
واضاف: ان الشهيد ترك العمل المكتبي وكان يطلب الشهادة حتى نالها. واضاف: ان الشهيد محمد هو الابن الاكبر لاخيه وله عدد من الاخوة من والدته كما ان له خمسة ابناء ثلاثة اولاد وبنتين وفي السياق نفسه قال خالد محمد عبدالهادي اخو الشهيد من امه ان الشهيد طلب تحويل عمله من المكتب الى الميدان حتى نال الشهادة. ومن جانبه قال خالد محمد احد اخو الشهيد من امه والحزن يعتصر قلبه: ان ابناء الشهيد اصبحوا ايتاماً من بعده وهم خالد وخلود وخولة واحمد واسامة حيث انهم سوف يعيشون حياة اليتم كما عاشها والدهم عقب وفاة والده فيما كان صغيراً. وتابع والدموع تقفز من عينيه انهم كانوا يستعدون لزواج اخيه عبدالهادي وكتبوا بطاقة (الدعوة) باسم الشهيد محمد لأنه اكبرهم وقد بادر بارسال ابنائه على ان يلحق بهم ولكن اغتالته يد الارهاب ومضى شهيداً. وقال خالد الابن الاكبر للشهيد محمد والذي قال انه فخور باستشهاد والده وسيظل فخوراً بذلك هو واخوته طيلة حياتهم. خلود الصغيرة بنت الشهيد اكتفت بكلمات قليلة قالت فيها: انا احب بابا.. وخنقتها العبرات ولم تستطع مواصلة الحديث. اما أم الشهيد فمنذ ان علمت باستشهاده لازالت تذرف الدموع وتترحم عليه.
منقول عند جريد عكاظ