بسم الله الرحمن الرحيم
الوطن ماهو الا حياة في دائرة مغلقة من أبنائه ، يحافظون عليه ويؤمنون معيشتهم فيه ، ويخلصون له ويفتخرون به ، ويعتمدون على حبه في سرد القصص عنه والذود عن كل ما يمسه من شر ، وبما أننا ولله الحمد في وطن الحرمين الشريفين ( المملكة العربية السعودية ) فقد أمن الله علينا بهذه النعمة ، ونشكره ماحيينا ، ولأن وطننا ( السعودية ) يمتلك بداخله أوطان مختلفه ومتشعبه ، يرمي كل وطن منها بما يتميز به عن الآخر ، فلقد برزت أوطان في المملكة جعلت من اسمها وبناء سكانها وعمرانها مجالاً يحتذى به ، ويحترم ويوضع بالحسبان وفي مصاف التقدير .
ولأننا هنا في موطن المودة والإخاء ( الرائدية ) ، فينصب التركيز على وطن من أوطان المملكة المتعددة ، وطن كان خالي السكان ، خالي الثروات الطبيعية والإنسانية ، وطن بلا هوية ولا إحداثيات جغرافية سياسية ، وطن يعتمد على كرمه لـ كل عابر سبيل يمر ويمكث فيه لـ أيام وشهور معدوده ، إنه ( وطن الخفجي )
وطن انتظر من يصادقه ويشاركه مايحتويه ، وطال إنتظاره ، إلى أن وجد ضالته ، وعَرَف وتَعرف وعَـرّف عن أوائل القاطنين به ، إلى أن تعدد بالاستمرار على وجوه جديده تتعرف عليه ويتعرف عليها .
حكايته جعلت من سكانه التفكير وسرد التحاليل والأسئلة ، فكان التردد في توثيقه كــ وطن ، أمرٌ محير ؟
فكل من سكن به لايعترف بهويته كــ وطن جديد ومستقل ، فالعطل الصيفيه كانت خارج أسواره والإعتراف العرقي والعائلي كان لــ المرجع الأساس فقط ، فلا أحد يعترف به ويقول : ( أنا من الخفجي ) !!
بل يكتفي بــ القول : (أنا من المدينة الفلانية أو المرجع الفلاني) ، ولأن الخفجي مجهول مغمور لايكاد يعرف .
ومع بروز ثرواته ورقيه ومكانه الصناعي وتعداده السكني الذي يتزايد سنة بعد سنة ، أصبحت النظرة منقسمه ومترددة بالإعتراف والرضوخ لــ وطنيته ، فاختلف البعض في السؤال المعتاد ، أنت من وين ؟
ويقول : ( هااااهـ .. امممممم ... انا من الخفجي .. تعرفها ؟ )
يردون عليه : ( لا مانعرفها ...) وهناك آخر يقول : ( لا.. لا نعرفها هي اللي جنب الكويت ، اللي فيها البترول ؟)
ويبتسم صاحبنا ويدرك بأنه وطنه الجديد ، أصبح معروف .
كل ماسبق من آنف الذكر ، هو في أواسط الثمانينات الميلادية ، ومع مرور السنين يتخرج لنا جيلاً جديداً من أبناء وطن الخفجي ، على إعتبار أن الجيل كما هو معروف (ثلاثين) سنة ، ويأتي دور أبناء الجيل الجديد ، ليرفعوا قيمة هذا الوطن ويعترفوا به ويذودون عن وصفه بالصغير وأنه معروف ، ويشاركهم الجيل السابق الذي لديه ( أجندهـ ) و ( رزنامه ) كافيه ووافيه للوطن الجديد ، ويوماً بعد يوم تكبر الثقة والإعتراف الوطني لــ خفجي الوطن ، ويزداد الغلا والحب مع إكتمال ذلك بالوطن الأم ( السعودية ) ، إلى أن تعدلت الأقوال وأصبح أولاد صاحبنا يقولون : نحن من الخفجي لكن الجماعة والأهل من المدينة الفلانية !!
يا لحظورك يا الوطن الجديد ، أصبح لك جيل جديد يعترف ويفخر بك ويحبك ، فمن سمات الخفجي هي التواصل الإجتماعي الملحوظ ، فلا ( حارهـ ) تخلو من جيران يتواصلون ويتشاركون الأفراح والأحزان ، والتمسك بالعادات القديمة المحافظة ، وأيضاً يجمع أغلب قبائل وعوائل وحمائل المملكة قاطبه ، وهذا مكسب كبير في التعارف وتبادل المعرفة بين بعضهم البعض بكل ود وإحترام ومحبة وتآلف .
الغالبيه الآن من أبناء الخفجي لو سُألوا في أي مكان في العالم من أين ، يقول : السعودية / الخفجي .
ولا يتردد في ذلك ، لثقته ومعرفته بأنها عرفت كمدينة ووطن جديد لحد كبير من المعرفة .
فلقد توالت الأسباب لزيادة الرقعة السكانية لهذا الوطن وهي واضحه ومعروفه .
هنــاك نقاط و استفهامات يجب أن توضع بالحسبان فهي المحك الحقيقي
لهذا الوطن الجديد المحبوب لدى قاطنيه ، فمنها :
* يجب أن تفكر دائماً بأنك تحمل مسؤولية هذا الوطن ، كفرد صالح .
و عليك أن تخدم هذا الوطن الجديد لأنك من مؤسسيه وجيله الجديد .
* هل تعلم بأنك من أعمدة هذا الوطن الجديد ؟
* ماذا فعلت لكل من سكن يوماً أو شهر أو فترة عمليه محدده في الخفجي ؟
* آن الأوان أن تصبح شخصاً مؤثراً في وطنك الصغير ،
وتدعم بيئة إيجابية فعاله لحب الوطن الأم ( المملكة )
في النهاية ،
حب الأوطان شغف يمتد عبر السنين ، ولمكانة الخفجي حظور في كل من وُلد وعاش بها ، ولاينسى عرقه ومرجعه الأساس ،
ولكن لـــ ولع الولادة والطفولة مجالاً كبيراً في النفس وحياة كل فرد منا .
كنت معكم