بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
يسعدني أن أشارك معكم بعرض بعض الموضوعات - التي يمكن أن ينتفع بها المسلمون - من كتاب ( نصائح طبيب إلى كل مريض وصحيح ) لمؤلفه الدكتور أسامه عبد الرحمن فوده
* وقد عرضنا قبل ذلك من خلال شبكة الإنترنت موضوعات :
العلاج بالصيام ، والعلاج بالدعاء ، والعلاج بالحج والعمرة وماء زمزم (من الأسباب الشرعية للشفاء). وكذلك التداوي بعسل النحل ، ثم في هذا المقال نعرض لكم :
لاستشفاء بالحبة السوداء
(من الأسباب المادية للشفاء والتي لها أيضا بعداً شرعياً )،
وسوف نستعرض – إن شاء الله وبإذنه - المزيد من أبواب وفصول الكتاب _ مجاناً _ لتعم الفائدة ، نسأل الله القبول ، ونسألكم الدعاء .
ومن فاته أحد هذه المواضيع فيمكن أن نعرضها له مرة أخرى في هذا المنتدى أو أن نرسلها له على الإيميل ، أو يمكن - إذا رغب -أن نرسل له الكتاب الذي يحتوي على كل هذه المواضيع (نصائح طبيب) بالطريقة التي سنذكرها في آخر هذا المقال ، مع ذكرنا أيضاً نبذة عن الكتاب.
* وننبه في هذا الكتاب علي أنه بنبغي علينا الحرص على ألا يكون الأخذ بالأسباب الشرعية التعبدية في الشفاء مجرد عادات نتعود على فعلها ، أو أننا نفعلها لمجرد فائدتها الصحية أو غير ذلك من الفوائد فقط ، وإنما يجب أن تكون نيتنا - في كل عباداتنا - الإخلاص لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته وامتثالاً لأوامره واجتناباً لنواهيه.
وأن معرفتنا لبعض فوائد هذه العبادات الشفائية - التي لانشك في أن فيها كل الفوائد علمنا ذلك أم جهلناه - يجعلنا نزداد إيماناً مع إيماننا ويقيناً مع يقيننا بعظمة هذا الدين القيم وأن هناءنا وسعادتنا وشرفنا وعزتنا وقوتنا واطمئنان قلوبنا وصحتنا في انتسابنا إليه وعلمنا وعملنا به.
* وفي هذا الكتاب نلفت النظر إلى الحرص على الأخذ بالأسباب الشفائية جميعها : الأسباب الشرعية جنباً إلى جنب الأسباب المادية ( والتي منها الذهاب إلى الطبيب الحاذق المتخصص ، والتشخيص الصحيح للمرض ، وتنفيذ التعليمات الطبية بدقة ) مع إعتقادنا الجازم بأن الشافي هو الله ولاشفاء إلا شفاؤه ، فهو الذي أوجد الشفاء وخلق الأسباب وأمرنا بالأخذ بها.
وقد ذكر الإمام ابن القيم في كتابه "زاد المعاد"، فصل الطب النبوي : "إن الطبيب الحاذق هو الذي يراعي في علاجه عشرين أمراً" وذكر الأمر السابع عشر فقال: "أن يكون له خبرة باعتلال القلوب والأرواح وأدويتها وذلك أصل عظيم في اعتلال الأبدان، فإن انفعال البدن وطبيعته عن النفس والقلب أمر مشهود، والطبيب إذا كان عارفاً بأمراض القلب والروح وعلاجهما، كان هو الطبيب الكامل، والذي لاخبرة له في ذلك، وإن كان حاذقاً في علاج الطبيعة وأحوال البدن، نصف طبيب.
وكل طبيب لا يداوي العليل بتفقد قلبه وصلاحه، وتقوية روحه وقواه بالصدقة، وجعل الخير والإحسان، والإقبال على الله والدار الآخرة فليس بطبيب بل متطبب قاصر، ومن أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان والذكر والدعاء، والتضرع والابتهال إلى الله، والتوبة، ولهذه الأمور تأثير في دفع العلل وحصول الشفاء أعظم من الأدوية الطبيعية، ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها وعقيدتها في ذلك ونفعه.
فصل
الحبه السوداء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : * فى الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام * رواه البخاري ومسلم. ( السام هو الموت ).
فوجب علينا الإيمان بذلك ، وبكل ماأخبر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
فمن شروط تأثير الدواء وانتفاع العليل به ، قبوله واعتقاده النفع به - بإذن الله - فتقبله الطبيعة عنده ، وتستعين به على دفع العلة وتفرح النفس به ، لهذا كان تأثير الأدوية التى أخبرنا بها صلى الله عليه وسلم ثأثيراً مضاعفاً أو مزدوجاً ، فبالإضافة إلى تأثيرها الطبى الشافى الذى أودعه الله فيها عاماً لكل الناس ممن يناسب هذا العلاج مرضهم ، هناك أيضا التأثير الخاص للمؤمنين ، وهو التأثير النفسى المريح المطمئن للاعتقاد الجازم - الموثوق به ، والمصدوق فيه - لكلام الصادق المصدوق - إن هو إلا وحى يوحى - نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، وماأشار إليه من دواء فيُقبِل عليه المريض بنفس فرحة مستبشرة مطمئنة ، فيتهيأ الجسم لتقبله والاستفادة منه أقصى استفادة وهذا التأثير لايكون إلا للمؤمنين .
وقد قيل فى معنى أنها شفاء من كل داء :
* أنها لاتستعمل فى كل داء صرفاً ، وإنما فى كل داء يناسب طبعها لأنه فى طب الأعشاب يؤخذ فى الاعتبار مناسبة طبيعة العشب مع طبيعة المرض مع طبيعة العضو المصاب .
( وهذا أمر من ضمن عشرين أمرا يأخذه المعالج فى الاعتبار عند معالجته للمريض كما ذكر ذلك العلامة ابن القيم - رحمه الله - فى كتابه زاد المعاد فصل الطب النبوى ، وذكر أن الطبيب الحاذق هو الذى يراعى ذلك فى علاجه وننصح كل من يتصدى لعلاج المرضى أن يقرأ هذه الأمور ويتعلمها ويعمل بها ففيها فوائد عظيمة للطبيب وللمريض . ولم نجد - على مانظن - فى المواثيق الطبية الحديثة مايصل إلى ماوصل إليه هذا الكلام القيم لابن القيم رحمه الله- منذ أكثر من حوالى 700 سنه - من دقة فى فن المعالجة والتداوى ).
وليس الطب هو مجرد معرفة قائمة طويلة عريضة من الأدوية ومثلها من الأمراض وتشخيصها ، وإنما أيضاً هو فن اختيار الدواء المناسب لكل حالة مرضية بذاتها ، فليس الطب قوالب علاجية ثابتة لكل المرضى بأمراض مختلفة أو حتى بمرض واحد .
* وقيل أن كلمة ( شفاء ) جاءت نكره غير مُعرفة بالألف واللام مما يوحى بأن المقصود هو بعض أسباب الشفاء وليس كل الشفاء ، أوأنها شفاء من كل داء إذا كانت جزء من تركيبة علاجية مع مواد أخرى.
* ولأن طبع الحبة السوداء حار يابس فهى مفيدة - بمفردها - فى كل الأمراض الباردة الرطبة . وهى تنفع من الأمراض الحارة اليابسة أيضاً - مركبة - مع غيرها لتسرع تنفيذها.
قال ابن القيم - رحمه الله - في كتابه زاد المعاد :
( وهى نافعة من جميع الأمراض الباردة ، وتدخل فى الأمراض الحارة اليابسة بالعَرَض فتوصل قوى الأدوية الباردة الرطبة إليها بسرعة تنفيذها ، إذا أخذ يسيرها ، وقوله شفاء من كل داء على سبيل العام المراد به الخاص مثل قوله تعالى - فى الريح التى سلطها على قوم عاد - ( تدمر كل شئ بأمر ربها ) أى كل شئ يقبل التدمير ونظائره ).
* أو أن هذا الإطلاق الكلى يراد به الأكثر والغالب مثل قوله تعالى
(وأوتيت من كل شىء ) . وهكذا تكون الحبة السوداء شفاء من كل داء كما قال الإمام الذهبى فى كتابه الطب النبوى ، وقال أيضاً :
( ويجوز أن يكون لهذا الدواء هذه الصلاحية ، وهو فى علم الله تعالى وفى علم رسوله صلى الله عليه وسلم كذلك ، وامتنع علم ذلك لنا وإخباره صلى الله عليه وسلم بذلك هو مثل إخباره أنه :
* من اصطبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل * ومن إخباره صلى الله عليه وسلم بأن فى
* ..... أحد جناحى الذباب داء والآخر شفاء *.
ومثل هذا كثير ، وهذه الأخبار من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، فإن كان الأطباء قد علموا فيها هذه المنافع الكثيرة فما ظنك بعلم الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وأين علم الأذلين الأقلين من علم سيد المرسلين سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ؟ !!. ) انتهى كلام الذهبى رحمه الله.
وسوف نستعرض بعض الأبحاث الطبية الحديثة على الحبة السوداء :
على الجهاز المناعي :
وُجد أن للحبة السوداء ثأثير إيجابى فى تحسين مناعة الجسم.
ومن المعلوم فى الطب الحديث أن المادة التى تعالج كل داء لابد وغالباً أن تفعل ذلك من خلال جهاز المناعة الذى يتحكم فىكل الأمراض.
وهذا وجه من أوجه الإعجاز لكلام النبى صلى الله عليه وسلم وهو الذي قال الله تعالى فيه :
(وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم.
وكما نعلم أنه : ) ... وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ( يوسف.
لايسعنا إلا أن نقول كما قالت الملائكة لله الواحد الأحد : (قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) البقرة.
* ويُستحب أخذ مطحون الحبة السوداء ، أو زيتها بعد عصرها ( وقد ذُكر أن هناك أيضاً فوائد للتفل الناتج من العصر مثل استخدامه لخفض ضغط الدم المرتفع وغير ذلك من الفوائد ) ، وعند استعمال مطحونها يتم طحنها بكميات قليلة حسب الاستعمال لأن تخزينها مطحونة لفترة طويلة يفقدها بعض خواصها ، كما يُراعى تجنب غليها لأن الحرارة تفقدها الزيت الطيار الموجود بها والمفيد خاصة فى معالجة حساسية الجهاز التنفسى. ( والأفضل أن يكون الطحن والعصر على البارد حتى لاتفقد الحبة السوداء بعض خواصها الشفائية ).
( ويوجد حالياً بالصيدليات كبسولات تحتوى على مطحون حبة البركة على البارد ، وكبسولات تحتوى على زيت حبة البركة ).
وبسبب المحتوى العالى لحبة البركة من الدهون والبروتينات بما فيها من أحماض دهنية وأحماض أمينية ، وكذلك إحتوائها على الأملاح المعدنية مثل الحديد والفوسفات والكالسيوم ، واحتوائها أيضاً علىفيتامين أ ، والنياسين (ب 1 ) ، وفيتامين ج ، وألياف. فإنها يمكن أن تكون مصدراً غذائياً مفيداً ويُضاف إلى هذا قيمتها كمكسبة للطعم والرائحة فى العديد من أنواع الأطعمة.
هذا وقد كشف لنا التحليل الكيميائى للحبة السوداء عن مكونات كثيرة قد يُعزى إليها بعض التأثيرات الطبية مثل : الزيت الثابت ، والزيت الطيار الذى يحوى المواد النشطة ( النيجليون ) ، استيرولات ، صابونين ، ألكلويدات فلافونويدات ، أنزيمات كومارينات ، أحماض أمينية ودهنية، فوسفات ، حديد ، فوسفور ، كربوهيدرات.
* وفى دراسة أجريت على تأثير الحبة السوداء على المناعة الطبيعية فى الإنسان ( فام بهذه الدراسة باحثان مصريان " القاضى وقنديل " فى معهد أكبر للطب الإسلامى للتعليم والأبحاث بمدينة بناما تحت إشراف الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد ورابطة العالم الإسلامى بمكة المكرمة وقد ألقى هذا البحث فى المؤتمر الدولى الأول للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة باسلام آباد عام 1987 م ) :
ثبت أن تناول الحبة السوداء بالفم بجرعة جرام واحد مرتين يومياً له أثر مقو على وظائف المناعة ، وقد تكون لهذه النتائج فائدة عملية عظمى - والكلام هنا للباحثين اللذين أجريا الدراسة - حيث من الممكن أن يلعب مقو طبيعى للمناعة مثل : الحبة السوداء دوراً هاماً فى علاج السرطان والأيدز، وبعض الظروف المرضيـةالأخرى التى ترتبـط بحـالات نقص المنـاعة ، وهذا موضوع دراسة مستقبلية وعد بها الباحثين .
El Kadi, A, Kandil O and Tabuni A.M. : Arch of Aids. Vol. 1,232,19990.
على الجهاز التنفسي :
أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية الحديثة أن حبة البركة مفيدة فى علاج حساسية الصدر لاحتوائها على مادة النيجليون ( التى تمنع انطلاق الهستامين وغيره من المواد المنشطة للحسـاسية من الخلايا الماستية ).
لهذا ترجع أهميتها أساساً فى الوقاية من حدوث نوبات الحسـاسية.
ومن الدراسات التي أجريت في هذا المجال : دراسة لمحفوظ والدخاخني 1960 ، ودراسة لمحفوظ وعبد المجيد والدخاخني 1965 ودراسة للباحث الأجنبي تشاكرافارتي 1993.
على الجهاز الهضمي والطفيليات :
أجريت دراسات علمية حديثة على تأثير حبة البركة المضاد لديدان البطن نستخلص منها مايلي:
وُجد أن زيت حبة البركة يُسبب شللاً لديدان الأرض والديدان الشريطية ويقتلها في زمن أقصر مما يُحدثه دواء الببرازين .
أما بالنسبة للديدان الخطافية فقد كان تأثير زيت حبة البركة أقل قليلاً أو مماثلاً للدواء القياسي في قتل هذه الديدان ( أجاروال وآخرين1979).
Agarwal, R, Kharya, M.D. and Sherivstsva, R. : Indian J. Exp-Biol. Vol. 17,1264,1979.
كما وجد أن مسحوق حبة البركة والمستخلص الإيثانولي منها له تأثير إيجابي في علاج الأطفال المصابين بالديدان الشريطية ( تينيا ساجيناتا وهيمينوليبس نانا ) بجرعة تتراوح مابين 20 - 40 مجم / كجم من وزن الطفل ، وهذا التأثير يضاهى تأثير الدواء القياسى المستعمل (يوميزان) مع الأخذ فى الاعتبار ميزة العشب الطبيعى الخالى من الأعراض الجانبية عن الدواء الكيميائى ( أختر ورفعت 1991 ).
كذلك وجد أن المستخلص الكحولي لزيت حبة البركة له تأثير فى علاج طفيل الجيارديا ( في حيوانات التجارب ) - والمعروف أن هذا الطفيل يصيب الأطفال والكبار ، ويسبب آلاماً فى البطن وحالات إسهال حاد خاصة فى الأطفال ويؤثر على امتصاص الغذاء من الاثنى عشر مما يؤخر نمو الأطفال وبسبب لهم فقدان الشهية للطعام وقد يحدث لهم نوبات إسهال متكرر - وهذا التأثير يضاهى تأثير الدواء القياسى المستعمل ( ميترونيدازول ) بل وبنفرد زيت حبة البركة بأن له تأثير واقى من العدوى بهذا الطفيل من خلال تأثيره المنشط للجهاز المناعى ( بشارة ومسعود 1992 ).
كذلك هناك العديد من الأبحاث التى تجرى على تأثير حبة البركة على عدوى البلهارسيا فى مراحلها المختلفة ، ومنها :
- تأثير زيت حبة البركة موضعياً وداخلياً على اختراق الطور المعدي لديدان البلهارسيا
( السركاريا ) للجلد ( في حيوانات التجارب ) وقد وُجد أنه يمنع أو يقلل اختراق السركاريا للجلد ، وتوقع الباحثان ( قدري وعمارة 1994 ) اللذان قاما بهذا البحث أن يكون هذا التأثير من خلال تنشيط الجهاز المناعي في الجلد.
وهناك نتائج مُبشرة - بإذن الله - لأبحاث ( تحت إشراف الدكتور عبد الرحمن النجار أستاذ علم الأدوية والعلاج كلية الطب جامعة القاهرة ) تُجري على زيت حبة البركة وكبسولات مسحوق حبة البركة في علاج الديدان أو الطفيليات المختلفة في حيوانات التجارب وفي المرضى المصابين بها ، وكذلك أبحاث أخرى تُجرى عن تأثير الحبة السوداء على طفيل التوكسوبلازما ( وهو المعروف كأحد أشهر أسباب حدوث الاجهاض المتكرر عند السيدات ، كما أنه يصيب شبكية العين ).
أبحاث عن تأثيرات حبة البركة المضادة للميكروبات والفطريات :
وجد الباحثون ( أجاروال وآخرون 1979 ) أن لزيت حبة البركة تأثيراً مضاداً لنمو البكتيريا المختلفة خاصة إيجابية صبغة جرام وقد انعكس ذلك على التأثير المفيد والإيجابي لزيت حبة البركة فى:
- علاج الالتهابات البكتيرية فى الجلد ( حنفي وحاتم 1991 ).
- وفي علاج الجهاز التنفسى العلوى ( ساكسينا وفياس 1986 ).
- وأيضاً في علاج التهابات الأذن الخارجية المزمنة عند استعمالها بتركيزات 1% ، 2%، 5% ، وكذلك في التهابات الجيوب الأنفية المزمنة وأضاف الباحثون أن هذا العلاج أقوى في تأثيره من المضادات الحيوية المعروفة وأقل منها سمية وليس له تأثير ضار على الدم أو القلب أو الجهاز التنفسي ( توبوزادا وآخرون
1964 ، و الألفي وآخرون 1973 ).
كذلك وجدوا أن لها تأثيراً جيداً على ميكروب الكوليرا والذي يفوق تأثير الاستربتومايسين ( أجاروال وآخرون 1979 ).
وأيضاً وجد الباحثون ( ساكسينا وفياس 1986 ) أن لها تأثيراً مضاداً لبعض الميكروبات التى تصيب الجهاز الهضمى والبولى.
وكذلك وُجد لزيت حبة البركة تأثير مضاد لنمو الفطريات ... خاصة فطر الاسبرجيليس المعروف أنه أحد أسباب حساسية الصدر وأحد أسباب الالتهابات الشُعبية الرئوية الحادة. ( أجاروال وآخرون 1979 ).
وفى إحدى الدراسات للدكتور عبد الرحمن النجار أستاذ علم الأدوية والعلاج -كلية الطب جامعة القاهرة - والتي أجريت عام1992 :
وُجد أن مسحوق حبة البركة يزيد من سيولة الدم عند الجرذان ، وتفسير ذلك كما ذكر الباحث أن مسحوق حبة البركة يحتوى على نوعين من ( الكومارينات ) وهى مجموعة دوائية من أصل نباتى تمنع فيتامين ك من تكوين عناصر التجلط فى الكبد وتمنع تنشيط عوامل التجلط وبالتالى تؤدى إلى سيولة الدم .
وهذا التأثير لحبة البركة يمكن أن يكون مفيداً فى مرضى الجلطات فى الأوعية الدموية والقلب وفى حالات الصمامات
الصناعية فى القلب ، وهذا يحتاج إلى ضبط دقيق للجرعة
اللازمة لإحداث هذا التأثير . كذلك يجب أخذ ذلك فى الاعتبار فى المرضى الذين عندهم استعداد للنزيف .
وهناك أبحاث تجرى على تأثير الحبة السوداء على التهاب
الكبد الفيروسى والنتائج الأولية لهذه الأبحاث مبشرة بإذن الله.
- كما وُجد - فى حيوانات التجارب - أنه عند تناول زيت حبة البركة
( بجرعة 1,125 جم لكل كجم من وزن الجسم يومياً ولمدة 6 أسابيع ) لم يكن هناك أى اختلاف ملموس في وظائف الكبد : ( ASAT, ALAT,
S. alkaline phosphatase, S. biliruben and Prothrombin activity )
بعد العلاج عن فبل العلاج ، وكذلك في وظائف الكلى (S. urea, Creatinin clearance. (. ( الدخاخني وآخرون 1994 ).
El - Dakhakhny , M and Madi, N : Annual Meeting of the Egyption Soceity of pharmacology and Experimental Therapeutics. Cairo. 1994.
- وفي تجارب أخرى وُجد أن زيت حبة البركة بالجرعة السابقة يحمي الكبد من تأثير السموم والمواد الضارة التي تؤذي الخلايا الكبدية.
El - Dakhakhny , M and Madi, N : Al-Azhar First InternationalConference of recent Advances in phrmaceutical Tecnology and biological Sciences: Cairo-December1995 - Congress Book p.37.
- بل وأكثر من هذا في دراسة على مرضي التليف الكبدي عند تناولهم الحبة السوداء بكاملها وُجد تحسناً ملحوظاً في وظائف الكبد والتي عادت - في الغالب - إلى وضعها الطبيعي
( سالم وآخرون 1995 ).
Salem N.S, El-Taeb S.W, Hassan, M. and Mahdi H.E.A.1995, under publication.
وجدير بالذكر التنبيه على أن يكون استعمال حبة البركة لمرضي الكبد تحت الإشراف الطبي لأن هناك أنواع ودرجات مختلفة للإصابات الكبدية والتليف الكبدي وانعكاس ذلك على وظائف الكبد المختلفة ( ومعلوم أن من وظائف الكبد تصنيع بعض عوامل التجلط في الدم ، فإذا اختلت هذه الوظيفة يكون الدم عرضة للنزف ، وقد سبق التنبيه على أن حبة البركة تزيد من سيولة الدم ).
- وكذلك وُجد أن زيت حبة البركة مدر للصفراء
( الدخاخني وآخرون 1962 ).
وأبحاث أخرى تُفيد بأن زيت حبة البركة مدر لللبن
( أجاروال وآخرون 1986 ).
وفى بحث آخر وجد أن لها ثأثير - مع خليط من الأعشاب - لخفض السكر فى الدم .
أما هى بمفردها فلم يكن لها نفس مستوى التأثير ( العوضي وجمعة 1987).
وقد تبين أن هذا الخليط بما فيه حبة البركة يعمل على تقليل قدرة الكبد على تصنيع السكر من مصادر غير نشوية ( العوضي وآخرون1991 ).
- وفي دراسة عن تأثير حبة البركة على السكر في الجرذان : وُجد أنها تأخذ وقتاً طويلاً ( بعد ثلاثة أسابيع من إعطاء حبة البركة للجرذان المصابة بالسكر) لكى تُحدث انخفاضاً ملحوظاً -ذو دلالة احصائية- في سكر الدم ( د/ عبد الرحمن النجار- كلية الطب جامعة القاهرة -1992 ).
وهنا يجب التنبيه على :
عدم استعمال الأعشاب كروتين فى علاج
كل حالات مرض السكر (لاختلاف أنواع هذا الداء)
ويجب أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبى .
وللحبة السوداء ومشتقاتها - أيضاً - تأثير خافض لحمض البوليك بالدم ( الذي يُحدث ارتفاعة في الدم مرض النقرس ) في الجرذان ( الدخاخني1965 ).
ومن الخصائص المسجلة منذ زمن طويل للحبة السوداء : تأثيرها المدر للبول ( كركوبر1941).
كما أن لها تأثير اً مضاداً للالتهابات :
وقد أشار الباحث فى هذا الصدد إلى إمكانية استخدام زيت حبة البركة كدهان يفيد فى بعض حالات التهاب وآلام المفاصل خاصة في داء النقرس.
وقد وُجد أن لزيت حبة البركة تأثير اً مسكناً
ومهدئاً للجهاز العصبي المركزي في حيوانات التجارب ( كانَا وآخرون 1993).
وقد أشار أحد الباحثين إلى أن لحبة البركة تأثير اً خافضاً لضغط الدم ومضاداً للتقلص فى العضلات الملساء اللإرادية فى حيوانات التجارب ( د / الظواهري-أستاذ علم الأدوية -1964).
Kanna T, Zaidi FA and Dandiga P.C : Fitoterapia, 64(5), 407-10 ( 1993 )
وأظهرت بعض الدراسات أن تناول زيت حبة البركة لمدة 6 أسابيع لها تأثير اً إيجابياً ومفيداً على الدهون في الدم
( عند استعمالها في حيوانات تجارب ضغط دمها مرتفع تلقائياً )
لوحظ انخفاض في نسبة الكوليستيرول الكُلِّي والدهون خفيفة الكثافة ، والدهون الثلاثية في صورة ذات دلالة إحصائية .
El - Dakhakhny , M and Madi, N : Al-Azhar First International Conference of recent Advances in phrmaceutical Tecnology and biological Sciences: Cairo-December1995 - Congress Book p.37.
وأظهرت بعض الدراسات أن للحبة السوداء تأثير اً إيجابياً على عدد وحركة الحيوانات المنوية ،
وكذللك يمكن استعمالها فى حالات القذف السريع.
( دراسة ماجستير بكلية الطب جامعة القاهرة تحت إشراف : د/ عبد الرحمن النجار- كلية الطب جامعة القاهرة ).
وبالمناسبة فقد أكد بحث علمى أجرى مؤخراً علىأن حبة البركة الطازجة لها تأثيركبيرعلى تنمية الثروة الداجنة فهى تزيد نسبة الفقس عند الدجاج كما تزيد نسبة الخصوبة عند الديوك.
تأثير حبة البركة القابض للرحم :
ففي دراسة على الجرذان للدكتور عبد الرحمن النجار - كلية الطب جامعة القاهرة - 1992- وجد أن من بين مكونات حبة البركه حمض يُسمى أراكيدونيك ، وهو المادة التي تتكون منها مادة البروستاجلاندين التي تُسبب انقباض الرحم ، لذلك :
لا يجب استعمال حبة البركة للحوامل
إذ أن تعاطيهن لها قد تؤدي لإجهاضهن .
وقد لاحظت من خلال عملى فى تخصص الأمراض الجلدية التأثير الإيجابي لزيت حبة البركة عند استعماله لبعض مرضى السنط ( الثآليل ) :
داخلياً ( فى صورة كبسولات بالفم ) ، وموضعياً ( إما بمفرده أو مع دهانات أخرى مثل حمض فيتامين أ ، أو حمض الساليسيلك 3% أو خل التفاح أو صمغ النحل ).
وقد يرجع ذلك لتأثير زيت حبة البركة داخليا وموضعيا على تحسين المناعة ضد الفيروسات والتي منها بالتالي الفيروسات المُسببة للسنط. ، وهذا ماأكدته الأبحاث الطبية ( القاضى وقنديل 1987 ).
وقد وَجدت - أيضاً - أن هناك مؤشرات إيجابية لاستعمال زيت حبة البركة داخلياً وموضعياً ( خاصة مع خل التفاح والصبار ) فى علاج بعض حالات البهاق ( البرص ) Vitilligo.
وهناك دراسات مُقترحة لاستعمال حبة البركة في علاج أمراض جلدية أخرى - خاصة التي يكون لاضطراب المناعة دور هام في حدوثها - مثل الحزاز.
لها - أيضاً - تأثير مانع ومضاد للأورام :
مثل سرطان الجلد في الفئران ( سالومي وآخرون 1991 ).
وقد ثبت أن الاستعمال الموضعي على الجلد لزيت الحبة السوداء - فى حيوانات التجارب - يمنع حدوث الأورام الجلدية
( المفتي وآخرون 1995 ).
El - Moufty M.M, El - Dakhakhny , M, Shawaireb, M.H, Abdel Galil, A.M., and El-deen M.H: under publication. 1995
وأنواع أخرى من السرطانات في الحيوانات (سالومي وآخرون 1992).
وقدأشار الباحثون فى هذا المجال إلى أن حبة البركة تعمل من خلال تأثيرها على مستوى الأحماض النووية وعلى DNA الذى هو عقل وقلب خلايا الجسم المختلفة.
وقد وًجد أن حبة البركة تُقلل وتمنع التأثيرات الجانبية للكيماويات المُعالجة للسرطان ( خاصة انخفاض نسبة الهيموجلوبين وانخفاض عدد كرات الدم البيضاء ) كما ذكر ذلك مجموعة من الباحثين ( ناير وآخرون 1991 ).
وقد ورد ذكر الكثير من الفوائد العلاجية للحبة السوداء في كتب التراث القديمة والتي توافقت إلى حد كبير مع ماأثبتته الدراسات الحديثة عن حبة البركة. ومازال هناك الكثير والكثير من الكنوز التراثية العلاجية للحبة السوداء ... والتي لم تلق الاهتمام بعد لدراستها.
ويمكن - أيضاً - تفسير بعض تأثيرات الجبة السوداء - السابقة - على ضوء ماتم اكتشافه فيها من مواد الفيتو المُكتشفة حديثاً :
فقد أضيفت حبة البركة مؤخراً إلى قائمة الأغذية التي أُطلق عليها أغذية ( أمل مكافحة السرطان ) ، ضمن ألأبحاث التي شارك فيها معهد السرطان الوطني في أمريكا عن دور بعض الأغذية في مقاومة السرطان والتي ذكر منها :
الثوم والكرنب والعرقسوس وفول الصويا والزنجبيل والجزر والكرفس والبصل والشاى الأخضر وحبوب البن الأخضر والينسون والشمر والكراوية والبردقوش والكركم والبرتقال والليمون والجريب فروت وغيرها من الموالح وحبة القمح الكاملة وبذور الكتان ( والزيت الحار ) والأرز البني والسمسم وزيت السيرج والطماطم والباذنجان والفلفل الأخضر والقرنبيط والنعناع والقرفة والخيار وحصالبان والساج ( المريمة أوالناعمة المخزنية ) والبطاطس والزعتر والريحان والجرجير والفجل والكرات والشبت والكمون والكسبرة والتوت والفراولة والعنب والرمان وغيرها.
وليس اكتشاف التأثيرات الصحية المفيدة والمضادة للأمراض للحبة السوداء ولغيرها من الأغذية ... هو بالاكتشاف المثير .
ولكن المثير حقا أن هذه التأثيرات الصحية والفوائد الغذائية لاترجع فقط إلى المكونات المعتادة والمعروفة من قبل في الأغذية مثل الفيتامينات والمعادن والألياف والبروتينات والدهون والنشويات والسكريات، بل أيضاً - وكما ذكرنا من قبل - إلى مواد أخرى فعالة تتواجد طبيعياً في الأطعمة النباتية ... والتي أطلق عليها اسم مركبات الفيتوphyto- chemicals) ) أى المركبات النباتية ، ارتباطاً بمصادرها الغذائية النباتية. فهى توجد في نوعيات كثيرة من الخضروات والفواكه والحبوب والبقول والتوابل والأعشاب وغيرها من الأغذية النباتية.
وكما سبق بيانه فمركبات الفيتو تعتبر صيحة تغذية القرن الحادي والعشرين ، فهى قسم جديد - أضيف حديثاً - من مكونات الوجبة الغذائبة ، تواجده ضروري لضمان الصحة المثالية للجسم وتدعيمها وللوقاية من الأمراض المزمنة. حيث أن أهميتها الصحية وتأثيراتها البيولوجية المفيدة تتميز بأنها أكثر دقة وأعظم تأثيراً في الآداء داخل الجسم مقارنة بالفيتامينات والمعادن. فهى تتميز بأنها مقوية للمناعة ومضادة للأكسدة ، ومضادة للسموم ، ومانعة ومضادة للأورام.
( انظر ص 154 ومابعدها في باب طيبات أخرى من الأغذية ).
وهكذا تعرضنا لبعض الأبحاث الطبية الحديثة عن الحبة السوداء وليست كل الأبحاث ، والأبحاث مستمرة لاتتوقف .
أما الفوائد العلاجية للحبة السوداء فلاتعد ولاتحصى - وهى ليست قاصرة على ماقد تم بحثه بالوسائل الطبية الحديثة - وقد ذُُكر الكثير منها فى كتب التراث فى العلاج بالأعشاب وقد كان هناك - كما سبق أن ذكرنا - تطابقاً كبيرا بين ماتوصل إليه العلم الحديث وبين هذا التراث العظيم .
لهذا يجب أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين الأطباء والصيادلة والمُعالجين بالأعشا ب ليستفيد كل منهم من خبرة الآخر فى مجاله وللوصول إلى علاج آمِن مناسب للتشخيص الدقيق للمرض ، وفى النهاية تعود الفائدة على المريض بما يعينه على الشفاء بإذن الله.
ونود أن نجمل بعض الفوائد المجرَّبة للحبة السودء - التي وردت في كتب التراث - والجديرة بالذكر والبحث :
* فاتحة للشهية ، ومقوية للمعدة ، ومفيدة فى حالات القرحة والحموضة وبها انزيمات هاضمة ، وطاردة للغازات ، وهى لطرد الديدان المعوية وقاتلة للشريطيات منها. ومخلوط ملعقة من مسحوق حبة البركة وملعقة عرقسوس بعسل النحل صباحاً ومساءً يُفيد فى علاج القولون.
* وملعقة من مسحوق حبة البركة وعسل النحل كل صباح يُفيد فى الوقاية من تصلب الشرايين وأمراض القلب ويساعد فى العلاج ، وهذا ماأكدته الأبحاث الطبية الجديثة ، ونوصي بها كل من بلغ الأربعين أو حتى قبل ذلك.
* مقوية ومنشطة ومخصبة. ومهدئة للأعصاب المتوترة.
* وهى مدرة للبول وللبن الأم المرضع ، وللطمث وللصفراء ، ومع عسل النحل تفيد الكبد .
* ومفيدة فى علاج الكحة ( خاصة مع ورق الجوافة ) وفى علاج الأزمات الصدرية الناتجة من البرد والانفلونزا وتفيد مرضى الربو ، وطاردة للبلغم ( خاصة إذا أضيفت للشمرأو الزعتر - الذى يفيد أيضا فى علاج السعال الديكى والتهابات الحنجرة وبحة الصوت مثل الينسون - مع النعناع ).
* وتُستعمل فى علاج حصى الكلى ، مع الخلة البلدى والحلفابر، ومفيدة للبروستاتا.
* ويُستعمل مسحوق حبة البركة مضافاً له خل التفاح موضعياً فى علاج البهاق والبثور والجرب والقمل ، ويستعمل أيضاً في علاج حب الشباب.
* ويُفيد فى تسكين آلام الأسنان ( مضمضة ).
* ويستعمل بخوره استنشاقاً ، أو منقوع مطحونه
فى الزيت تقطيراً لعلاج الزكام والعطاس والجيوب الأنفية .
* ويستعمل أيضاً فى علاج الصداع النصفى ، وكترياق للعضات السامة.
* كما يُستعمل زيت حبة البركة مع زيت الزيتون وزيت السمسم والعسل بنسب متساوية ويخلط الجميع ، ويدهن به جذور الشعر فيقويه .ويُستعمل زيت حبة البركة مع زيت الزيتون بنسب متساوية وملعقة عصير جرجير وملعقة خل ويدلك بها فروة الرأس مساءً لتقوية الشعر وللتقليل من تساقطه.
* كما يُستعمل بخور حبة البركة لطرد الحشرات والهوام . وهذه النقطة وغيرها ، تستحق البحث والدراسة لاستخدام مادة غير ضارة - بل مفيدة أيضاً - بدلاً من مواد كيماوية تُلحق الضرر الجسيم بالإنسان والحيوان والنبات.
* هذا بالإضافة إلى تنشيط مقاومة الجسم للأمراض.
وتستعمل ضد الخمول والكسل والدوخة والدوار وطنين الأذن.
---------------------
من كتاب نصائح طبيب إلى كل مريض وصحيح