حَيّوا أُمامَةَ وَاذكُروا عَهداً مَضى " = "قَبلَ التَصَدُّعِ مِن شَماليلِ النَوى
قالَت بَليتَ فَما نَراكَ كَعَهدِنا " = "لَيتَ العُهودَ تَجَدَّدَت بَعدَ البِلى
أَقِلّي اللَومَ عاذِلَ وَالعِتابا" = "وَقولي إِن أَصَبتُ لَقَد أَصابا
أَجَدِّكَ ما تَذَكَّرُ أَهلَ نَجدٍ" = "وَحَيّاً طالَ ما اِنتَظَروا الإِيابا
أنا الموتُ الذي آتى عليكم = فليسَ لهاربٍ مني نجاءُ
عفا نهيا حمامة َ فالجواءُ = لطولِ تباينٍ جرتِ الظباءُ
فمِنْهُمْ مَن يَقولُ نوى ً قَذوفٌ؛ = وَمنهُمْ مَنْ يَقُولُ هوَ الجَلاءُ
بكرَ الأميرُ لغربة ٍ وتنائى = فلقدْ نسيتُ برامتينِ عزائي
إنّ الأمِيرَ بذي طُلُوحٍ لمْ يُبَلْ = صدعَ الفؤاد وزفرة َ الصعداءِ
لَقَدْ هَتَفَ اليَوْمَ الحَمامُ ليُطرِبَا = و عنيَّ طلابَ الغانيات وشيبا
وَأجْمَعْنَ منكَ النَّفْرَ مِن غيرِ رِيبَة = ٍ كما ذعرَ الرامي بفيحانَ ربربا
سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا = وَأمسَى الشَّيبُ قَد وَرِثَ الشّبابَا
غدتْ هوجُ الرياح مبشراتٍ = إلى بِينٍ نَزَلْتِ بهِ السّحابَا
بَانَ الخَليطُ فَمَا لَهُ مِنْ مَطْلَبِ = و حذرتُ ذلكَ من أميرٍ مشغب
نَعَبَ الغُرابُ فقُلتُ بَينٌ عَاجِلٌ = ما شِئْتَ إذا ظَعَنُوا لبَينٍ فانْعَبِ
عجبتُ لهذا الزائرِ المترقب = و إدلالهِ بالصرم بعدَ التجنب
أرى طائراً أشفقتُ من نعبائه = فان فارقوا غدراً فما شئتَ فانعبِ
أهَاج البَرْقُ لَيْلَة أذْرِعاتٍ = ، هوى ما تستطيعُ لهُ طلابا
فكَلّفْتُ النّواعِجَ كُلّ يَوْمٍ = مِنَ الجَوْزاءِ يَلتَهِبُ التِهابَا
ألاَ حيَّ المنازلَ بالجناب = فقدْ ذكرنَ عهدكَ بالشبابِ
أما تنفكُّ تذكرُ أهلَ دارٍ = كأنّ رُسُومَها وَرقُ الكِتابِ
هل ينفعكَ إن جربتَ تجريبُ = أم هل شبابكَ بعدَ السيب مطلوب
أمْ كلمتكَ بسلمانينَ منزلة = ٌ مَنْ لا يُكَلَّمُ إلاّ وَهوَ مَحجوبُ
أتطربُ حين لاحَ بكَ المشيبُ = وذَلكَ إنْ عَجبتَ هوى ً عَجيبُ
نأى الحيُّ الذينَ يهيجُ منهمْ = على ما كانَ منْ فزعٍ ركوبُ
أقادكَ بالمقادِ هوى عجيبٌ = وَلَجَّتْ في مُباعَدَة ٍ غَضُوبُ
أكلَّ الدهرْ يؤيسُ منْ رجالكم = عدوٌّ عندَ بابكِ أو رقيبُ
أمّا صُبَيْرٌ فإنْ قلّوا وَإنُ لَؤمُوا = ، فلستُ هاجيهمْ ما حنت النيبُ
أمّا الرّجالُ فَجِعْلانٌ وَنِسْوَتُهُمْ = مثلُ القنافذِ لا حسنٌ ولا طيبُ
لَقَدْ كانَ ظَنّي يا ابنَ سَعدٍ سَعادة = ً و ما الظنُّ إلاَّ مخطئٌ ومصيبُ
تَرَكْتُ عِيالي لا فَوَاكِهَ عِندَهمْ = و عندَ ابنِ سعدٍ سكرٌ وزبيبُ
لو كنتُ في غمدانَ أو في عماية = َ إذاً لأتَاني مِنْ رَبيعَة َ راكِبُ
بِوَادي الحُشَيفِ أوْ بِجُرْزَة َ أهْلُهُ = أو الجوفِ طبٌّ بالنزالة َ داربُ
لَستُ بمُعطي الحكم عن شَفّ منصبٍ = وَلا عَن بَناتِ الحَنْظَلِيّينَ رَاغبُ
أراهُنّ ماءَ المُزْنِ يُشفى َ بهِ الصّدَى = و كانتْ ملاحاً غيرهنَّ المشاربُ
تُكَلّفُني مَعيشَة َ آلِ زَيْدٍ، = وَمَنْ ليَ بالصّلائِقِ وَالصِّنَابِ
و قالتْ لا تضمَّ كضمَّ زيدٍْ = و ما ضمى وليسَ معي شبابي
إنَّ الفرزدقَ أخزتهُ مثالبهُ = عبدُ النهارِ وزاني الليلِ دبابُ
لا تهجُ قيساً ولكنْ لوْ شكرتهمْ = إنَّ اللئيمَ لأهلِ السروِ عيابُ
غضبت طهية ُ أنْ سببتُ مجاشعاً = عضوا بصمَّ حجارة ٍ من عليبِ
إنَّ الطريقَ إذا تبينَ رشدهُ = سَلَكَتْ طُهَيّة ُ في الطّريقِ الأخيبِ
ما للفرزدقِ منْ عزّ يلوذُ بهِ = إلاّ بَنُو العَمّ في أيْديهِمُ الخَشَبُ
سروا بني العمَّ فالأهوازُ منزلكمْ = ونَهْرُ تِيرَى فَلَمْ تَعْرِفكُمُ العرَبُ
يا طعمَ يا ابنَ قريطٍ إنَّ بيعكمُ = رِفْدَ القِرَى ناقِصٌ للدّينِ وَالحَسبِ
لَوْلا عِظامُ طَريفٍ ما غَفَرْتُ لكُمْ = يومي بأودَ ولا أنسأتكمْ غضبي
أبَني حَنيفَة َ أحكِمُوا سُفهاءكُمْ = إني أخافُ عليكمُ أنْ أغضبا
أبَني حَنيفَة َ إنّني إنْ أهْجُكُمْ = أدعِ اليمامة َ لا توارى أرنبا
يَقولُ ذَوُو الحُكومة ِ مِنْ قُرَيشٍ = : أتَفْخَرُ بَعْدَ جارِكُمُ المُصابِ؟
غدرتَ وما وفيتَ وفاءَ حزنٍ = فأورتتَ الوفاءَ بني جنابِ
أليسَ فوارسُ الحصباتِ منا = إذا ما الحربُ هاج لها عكوبُ
أصْبَحَ زُوّارُ الجُنَيْدِ وَجُنْدُهُ = يحيّونَ صَلتَ الوَجهِ جَزْلاً مَوَاهبُه
بحَقِّ امرىء ٍ يَجري فيُحْسبُ سابِقاً = بنو هرمٍ وابنا سنانٍ حلائبهْ
ألا حَيِّ لَيلى إذْ أجَدّ اجْتِنابُهَا = و هركَ منْ بعدْ ائتلافٍ كلابها
وَكَيفَ بِهِنْدٍ وَالنّوَى أجْنَبِيّة = ٌ، طَمُوحٌ تَنَائيها، عَسيرٌ طِلابُهَا
تَضِجُّ رَبْداءُ مِنَ الخُطّاب = مِنْ قَطَرِيّينَ وَمِنْ ضَبَابِ
وَمِنْ أبي الدَّعْجَاءِ كالصُّؤابِ = و منْ مجيبٍ فاتحِ العيابِ
قالَ الأمِيرُ لعبد تَيْمٍ: بِئسَما = أبْلَيْتَ عندَ مَوَاطنِ الأحْسابِ
و لقدْ خرجتَ منَ المدينة ِ افلاً = خرعَ القناة َ مدنسَ الأثوابِ