ضاعت الأمانة ، وضاعت الحقوق ، لم يعد هناك حياء ، ولم يعد هناك مروءة ، تشتت القيم والأخلاق ، لا تسامح ولا تصاف ، حسد وحقد ، غيبة ونميمة ، وشاية وتملق ، تبدد الإيمان من القلوب وغدت إلى الهوى والشيطان .
من منا لا يعلم أن هناك يوم يطول وقوفه ، هناك أمام ملك الملوك ، العظيم الجبار ، رب الأرباب الذي لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء ، ذا البطش الشديد .
فأنت يا أختي المسلمة يا من تمضي عليك الأيام محفوفة بالكذب والتملق ، والتجسس ونقل الحديث من أخت إلى أخت ، فرقت بين الجماعات ، زرعت الحقد في النفوس ، زرعت الشحناء بين أختين ، أتحسبين ذلك هينا ؟ وهو عند الله عظيم ، أما علمت أن الذي يرى دبيب النملة السوداء على صفاة سواء في ظلمة الليل يراك ، كم هي عادة سخيفة قبيحة ، فبعض النساء هداهن الله ليس لهن هواية إلا تصيد الأخطاء ، ونقل الأخبار تظهر المحبة والمودة لأختها المسلمة وإذا غابت عنها لسعتها بأسواط السباب والشتائم فقلبها بركان متفجر من الاضنان ، ونفسها الأمارة بالسوء تشد بها إلى الغيظ ، وإلى الاستماع إلى وسوسة الشيطان ، فلا تهدأ حتى توقد نار الفتنة بين اثنتين .
ولا تتلذذ إلا بتكدير الخواطر وبث روح العداوة بين المسلمات ، وتتحرك فيهن غريزة الثأر والانتقام لأتفه الأسباب نسيت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : { لا يدخل الجنة نمام } والحديث الأخر : { إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ، ولكن في التحريش بينهم } رواه مسلم
فطهري قلبك يا أختي المسلمة فلا تجعلي الأيام تضيع عليك هباء بقلب ملئ بالحقد على أختك المسلمة فوالله إنه لشر عظيم ، يغض المضاجع ويشغل القلوب بسفاسف الأمور عن ذكر الله ويشوش على الصدر سلامته ,,,,
فنصيحتي إليك يا أختاه أن تبتعدي عن أمثال هؤلاء خوفا من أن يصحبك إلى جهنم وإياك أن تصدقي ما ينقل إليك من نبأ حتى تتبيني ، وأحذري ممن جاءتك به ، فهي كما بلغتك ستبلغ عنك فهذا طبع بها وكما قيل ( الطبع يغلب التطبع ) واستمعي لقول الحق تبارك وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } الحجرات آية 6
وأنتن يا أخواتي المسلمات يا من فرق بينكن إليك حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه { لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار } .
فاجعلي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوتك ، فلقد كان يملك قلبا لا يعرف الحقد ولا الأثرة ولا المسكر ، وهكذا ربى صحابته على السماحة والعفو ، فليتنا نقتدي بك يا سيد الأنام فنكون من الفائزين بإذن الله .
منقووول