مدرسة العُزْلَة الحديثة .. حالات تتطلب التدخل

[إنسان بسيط]

http://www.alyaum.com/issue/article....3&I=679680&G=1

اليوم الإلكتروني
www.alyaum.com
السبت 1430-06-06هـ الموافق 2009-05-30م العدد 13133 السنة الأربعون
________________________________________

عزيزي رئيس التحرير
نوهت اليوم بنماذجها
مدرسة العُزْلَة الحديثة .. حالات تتطلب التدخل


عبد الله الشمري
عزيزي رئيس التحرير
تعد المدرسة مؤسسة ذات أهداف تربوية وتعليمية ، وهي ضرورة اجتماعية إذ ليس بمقدور الأسرة أن تقوم بالدور نيابة عنها ، والإنسان اجتماعي بطبعه ، ومدارس اليوم على اختلافها تقوم بدورها تبعا لمجتمعاتها ، وفكرها التربوي السائد ، وإمكاناتها ، ودرجة تقدم البلد الذي توجد به ، الذي ينعكس على مخرجاتها من الناحية العلمية والثقافية.
ويتطلع كل مجتمع على الدوام إلى قيام المدرسة بدور أكبر ، ويضع على عاتقها مسؤوليات كبيرة كالتقدم التقني ، والصناعي ، والاقتصادي ، والثقافي ، وما زالت المجتمعات على اختلافها تتهم المدرسة بالتقصير في واجبها التربوي والتعليمي ، وهناك من يحملها كثيرا من أسباب التردي الاجتماعي ، والسلوكي ، والأخلاقي ، وهناك من يحملها أوزارا لم تكن لها علاقة بها أحيانا.
أب في العقد الرابع يمتنع عن إلحاق أبنائه في المدارس النظامية حكومية أو أهلية مبررا إحجامه بخوفه على أبنائه في الجوانب السلوكية والتربوية ، فالمدارس جميعها - دون استثناء - لا تلبي طموحاته ، ولا تحقق أهدافه التي رسمها لأبنائه ، ويضيف ما تقوم به المدارس هو مضيعة للوقت في تدريس ما لا ينفع ، بل هي جالبة لكل شر وخطر ، وأن الأفضل لأبنائه هو إبعادهم عنها ، ويضيف أنه لا فائدة لهم من دراسة العلوم ، والرياضيات وغيرها من المواد ، بل يكفيهم أن يتعلموا القراءة ، والكتابة ، والعمليات الحسابية الأربع ، ويجب أن يركز كل جهوده على تعليمهم العلوم الشرعية التي ستنفعهم في حياتهم وآخرتهم ، وأنه قادر على توفيرها لهم بعيدا عن المدارس النظامية.
إن أكبر أبنائه اليوم قد تجاوز العاشرة ولم يدخل المدرسة ، ولعله قادر اليوم على توفير احتياجات ابنه التعليمية والتربوية في العزلة التي اختارها له ولاخوته إلى حين ، ولكن ماذا سيفعل عندما يكبر هؤلاء الأبناء ، وتتعدى احتياجاتهم التعليمية قدراته ومخزونه المعرفي والثقافي ، وهل سيكونون راضين عن تصرفه بمصيرهم بهذه الدرجة من العناد والمخالفة الشديدة بل الفريدة عندما يكبرون؟
إن في عصر يحتاج فيه الفرد إلى كثير من المعارف والمهارات والعلوم المختلفة التي تؤهله ليكون عضوا فاعلا في عالم المعرفة ، ومع اعتزازي بكل من يحفظون كتاب الله ، وغبطتي لهم ، وتقديري لكل من يتعلمون العلوم الشرعية إلا أنني أجزم أن لهؤلاء الأبناء الحق في معرفة العلوم الأخرى إلى جانب ما ألزمهم به أبوهم من علم - حسب رؤيته الفردية - في مدرسة العزلة التي فرضها عليهم .
يسوق هذا الأب الأدلة على نجاحاته ، ويؤكد بالبراهين ما حققه ابنه من حفظ لأجزاء من القرآن ، والسنة ، والفقه ، وما يتميز به من مستوى ممتاز في القراءة والكتابة والحساب ، وما يتحلى به من أدب رفيع ، وبيان ، وشخصية قوية ، ولعل من العجيب أن هذا الأب – هداه الله – قد تعلم في المدارس النظامية بمراحلها المختلفة ، ونال حظه من التعليم فيها لكنه حرم أبناءه – حسب زعمه - خوفا عليهم من أضرارها وشرورها ومفاسدها.
وقفة : إن دورا مهما يجب أن تضطلع به اللجنة الوطنية السعودية للطفولة في وزارة التربية والتعليم لتتبع مثل هذه الحالات وغيرها ، وأن مسؤولية كبرى تقع على المجلس الأعلى للطفولة في وضع الضوابط لتلافي مثل هذه الحالات ، ولعل من أنسبها التوجه إلى مجلس الشورى لسن نظام للتعليم الإلزامي.
عبد الله بن مهدي الشمري

________________________________________
وقت وتاريخ الطباعة: 10:19:03 30-05-