في
تالي الليل!
نسافر بتذكرة الخيال
إلى مدن جديدة
ربما تقع خيارات أكثرنا على
خرائط القلوب
ومدن الحب
وشواطئ العشق
وجزر الغرام
وحدائق الشوق
ومروج الهوى
وفوانيس الوله
إننا نشتكي لليل
معاناتنا
ونرتجي قدرته على أن
يفهرس الحب
فيقلبه
ثم يدير وجهه
إلينا
أو قد لا يفعل !
في
تالي الليل
تبحر أقلامنا في شرايين
العاطفة
فنواجه به ... علاتنا
في محاولة لكشف
منابعها
ربما استطعنا استئصال أوجاع
القلوب
في رحلة إنسانية
الليل
يجبرنا على أن نرتشف
التفكير
دونما حاجة إلى حجة
أو تبرير
لقد عودنا أن لا ننتظره في ساحة
المطار
حتى لا نعلم إن كان قد هبط علينا
أو طار
إنه يصحبنا معه دائماً
لنشاركه تذّوق روعة
التجربة !
في مساحات أبعادها من الهم
شاسعة !
فبصحبته يحيطنا حنان
جارف
وإحساس صادق لا يخيب
فنعود من رحلتنا معه
راضين
أو قد لا نعود كذلك !
إلا أننا نمجد اختيارنا
له
في
تالي الليل
نحاول إعادة أوراق الوردة
بعد سقوطها !
كما نحاول لملمة جناح فراشة
مزقته العاصفة
ليحلق من جديد
فيصّوب للأحاسيس
سهامها !
ويصلح للساعة
بندولها !
الليل
وحده الذي يرسم البداية من
خطوط النهاية
فيجعلنا نقرأ :
بوح العين
ونداء العاطفة
ووعي العقل .. أحياناً
ربما استطعنا تلمس
أشياؤنا
فيما وراء الصمت
إنها محاولة لامتصاص
الحزن
وملوحة الأيام !
سؤال في دائرة اليقظة :
هل
"عناق النظرة أجمل من طوق الكلمات "
؟
ربما كان كذلك
في
تالي الليل
نطرق باب المشاعر
ونصطفي شجن الذكريات
ونجلس الخداع على كرسي
الاعتراف
فنخلع عن الضعف البشري
غلالة سمو
ونزرع في أرض المرارة
بذور الكبرياء
ونسقي قفار الصبر
رحيق مزدهر اسمه
الأمل
لكننا لا نرتوي منه !
فالليل
يمضي في عظامنا
حتى النخاع !
باسم الصدق والوفاء
لا مجال للخداع !
فالنتيجة :
أدراج مليئة بأقراص
الصداع !
في
تالي الليل
حديث
لا يكون إلا مع
الذات
إنه الجمال والخصوصية
المستيقظتان أكثر!
بين ثناياه
وتحت ضلوعه
وفوق آهاته
في
تالي الليل
تسقط دمعه
تبلل أخره
على عاطفة رحلت
لم يبق منها إلا الخيال
وأفلام لا تقبل
التحميض
جميعها وقود
للظل
هذا الذي لا يزال
ينزف
ويعزف
على أوتار المشاعر
لحن الـ آه
في
تالي الليل
وحدها أجسادنا
ترقص على مسرح
العاطفة
بذاكرة مجهدة
وخاصرة مضطربة
من أشواق زائفة
ومشاعر غير صادقة
إنها تتجلى في قتل
الحنين !
ثم تنعيه على أوراق
الأنين !
بحروف تشبه أغصان
التين !
:
:
:
هكذا
يستمر النزف
قطرة قطرة
حتى تذوب في الأفق
من بقايا الليل
ملامحه
فلا يبقى منه
تالي