الحمد لله المحمود على ما له من الأسماء الحسنى والصفات الكامله العظيمة العليا وعلى أثارها الشاملة للأولى والأخرى
وأصلي وأسلم على محمد أجمع الخلق لكل وصف حميد وخلق رشيد وقول سديد القائل يوم سمع هيهة الله تراعو الله تراعو وعلى آله وأصحابه واتباعه بإحسان إلى يوم الدين .
أيها الأخوة والأخوات :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
إن الكوارث والمصائب من أقدار الله تعالى قال تعالى " ما أصاب من مصيبة فمن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم "التغابن 12
وإن الزلازل تكثر في أخر الزمان وفيها عبرة لمن اعتبر وذكرى لمن ادكر قد سمعنا في الأيام الماضية القريبة الزلازل التي وقعت في العيص في المدينة النبوية
وفيها تذكير لنا بالعودة والرجوع إليه سبحانه كما قال تعالى " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون " العنكبوت
مر بنا سبحانه وتعالى يستعتبنا بهذه الزلازل التي تزداد شيئاً فشيئاً وحمداً لله أننا لم نؤخذ غرةً لعلنا نتوب ونستغفر فيرفع ويدفع عنا العذاب قال تعالى " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " الأنفال
إخوة الإيمان :
هذا وقت تضرع وإنطراح بين يديه سبحانه وإلتجاء إليه فإنه لا مفر منه الإ إليه قال تعالى " ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين "
يامن إليه جميع الخلق يبتهل *** وكل حي على رحماه يتكئ
أنت المنادى في كل حادثة *** وأنت ملجأ من ضاقت به الحيل
أنت الغياث لمن سدت مذاهبه*** أنت الدليل لمن ضلت به السبل
إنا قصدناك والآمال واقعة *** عليك والكل ملهوف ومبتهل
فإن غفرت فعن طول وعن كرم *** وإن سطوت فأنت الحاكم العدل
وبذلك ننجو مما أصاب الأمم السابقة التي لم تعتبر بإلايات الكونية بسب قسوة قلوبهم قال تعالى " ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبإساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون "
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع
ومما يحزن القلب أن بعض المتحدثين في الإعلام يسعون لتهوين أمر الزلازل بربطه بعوامل جيولوجية وأسباب عاديه في تهميش غريب للسبب الشرعي
الذي دل عليه قول مرسل الآيات سبحانه وتعالى " وما نرسل بالايات الا تخويفا "
فأين هؤلاء هداهم الله من هذا الحصر " الا تخويفا " إنها آية لم يشهد بلدنا المبارك حماها الله مثلها
فقد بلغت الهزة 5.7 من درجات رختر وأقفت الدراسة في عدد من المدارس .
اللهم ارزقنا الاعتبار واحفظنا وإخواننا في العيص وما حولها بحفظك
ومن أجمل الأدعية المناسبة لمثل هذه الحالة الدعاء الوارد من رسولنا صلى الله عليه وسلم في كل مجلس يجلسه
فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما لم يكن رسول الله يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح " اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ، واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي " رواه أبو داود وأحمد والحاكم وهو حديث صحيح
.
وأما الذكرى فيه فإنه تذكرة لنا بيوم القيامة يوم تزلزل الأرض زلزالها وتخرج أثقالها فتشهد على من كان عليها بما فعل من خير ومن شر .
قال تعالى " إذا زلزلت الأرض زلزالها ، وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها ، يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ، يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ".
وفي صحيح مسلم أن كثرة الزلازل علامة على قرب قيام الساعة قال صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل "
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم ويتقارب الزمان وتكثر الزلازل وتظهر الفتن ويكثر الهرج – قيل الهرج أي ما هو يا رسول الله ؟
قال " القتل القتل "
وفي عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه " زلزلت المدينة فجمع الناس وقال لهم ما رجفت المدينة إلا بذنب احدثته أو احدثتموه والله لئن عادت لا أساكنكم فيها أبداً " رواه ابن أبي شيبة
لله در عمر لم يقل ذنب احدثتموه وإنما بدأ بنقسه فقال احدثته أواحدتثموه فلم يزكي نفسه مع أنه أهل للتزكية بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالجنة وأنه ما سلك طريقاً الا سلك الشيطان طريقاً أخر .
فما أحوجنا إلى هذه العمريات في محاسبتنا لأنفسنا مع دعوتنا للأخوين ونحن من الغرور لإنه مدخل شيطاني
وعن قتادة رحمه الله قال :
ذكر لنا أن الكوفه رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه فقال :
ايها الناس إن ربكم يستعتبكم ماعتبوه أي يطلب منكم العتبى وهو الرجوع إلى ما يرضيه سبحانه وتعالى
لإن الغني نتفع مادمنا في دار الامهال وأما اذا انتقلنا إلى دار القرار فلا معذره من العنف ولا عتبى قال تعالى " فيؤميذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولاهم يستعتبون " اللهم أت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها .
اللهم احفظنا وبلادنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام راقدين
واحفظنا بالإسلام قاعدين ولا تشمت بنا اعداءنا ولا الحاسدين
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين