استغرب كثيرا عندما أجد كاتبا له اسمه ووزنه يتطرق لموضوعات حتى القراء في مشاركاتهم ومقالاتهم اصبحوا يتجاوزونها ويعتبرونها موضوعات ساذجة ليس من مصلحة أحد إثارتها, ففي كل يوم يطالعنا كاتب من كتابنا الأعزاء بمقال تعصبي يقارن فيه بين نجم وآخر وخصوصا تلك المقارنة التي مللنا منها بين نجم التسعينات سامي الجابر ونجم الثمانينات ماجد عبدالله التي تعتبر اشهر واكثر المقارنات استفزازا وإثارة لجماهير الفريقين فعندما ينزل المقال الذي يحمل العنوان نفسه في كل مرة منذ اكثر من ثمان سنوات (سامي احسن من ماجد, أو ماجد احسن من سامي) ترى الجماهير تصرخ لدرجة انك ترى (لسان المزمار) ذلك اللسان الصغير الواقع في اعلى الحلق يرتفع وينزل من شدة الحماس ولكننا في النهاية لا نخرج بشيء جديد ولا اخفي عليكم اني احس بالتهاب شديد في (القولون) في كل مرة اقرأ فيها مقالا من هذا النوع فإلى متى ونحن نجتر هذه المقارنات التي اصبحت تردد للاستهلاك الاعلامي والاثارة الفارغة فالبعض يريد ان يطرح موضوعا مثيرا يتحدث عنه الناس ولكنه في نفس الوقت لا يريد ان يتعب نفسه ويأتي بفكرة جديدة وهذا يذكرني (بهالة سرحان) مقدمة البرامج التي لا تتحدث إلا عن مواضيع الاثارة الفارغة حبا في استقطاب الجماهير ولكنك بعد ان تتسمر امام التلفزيون لساعات نجد انك لم تخرج بشيء كذلك بعض كتابنا تندم احيانا انك قضيت عشر دقائق في قراءة مقاله, صحيح ان لكل منا انتماءه فأنا هلالي والآخر نصراوي وذلك الشاب الصغير النحيل يشجع الاهلي واخونا الواقف هناك اتحادي ولكن في النهاية يجب ان نشجع دون ان نستفز الآخرين فمن المستفيد من المقارنة بين سامي وماجد أو بين الخليوي وعبدالله سليمان وعلى أي اساس نقارن بين نجم وآخر إلا اذا كنا نريد نقاشات قريبة من برنامج (الاتجاه المعاكس) نقاشات تعلوا فيها الاصوات وتختفي مقابلها العقول, قد يكون هذا الفكر مقبولا أيام الانجيلة الصناعية أي قبل خمسة عشر عاما أو اكثر ولكن ذلك العصر انتهى دون رجعة الآن بعد ان تحولت كرة القدم من هواية لصناعة لها أسسها ومبادئها ولكن مشكلتنا الكبيرة هي وجود (كتاب الانجيلة) الذين لم ولن يتطور فكرهم لأنهم يدورون في فلك كتاب السبعينات معتقدين ان هذا الاسلوب هو الأمثل للوصول ولكن صدقوني ان ما كان جميل ومدهش قبل عشرين عاما اصبح ممسوخا ولا طعم له الآن, أتمنى ان تنتهي هذه المرحلة ونرى طرحا راقيا يساهم في تطورنا وليس طرحا يزيد عن عدد العلب الفارغة التي تـرمى على لاعبي الفريق الخصم, أو طرح يزرع الضغينة والحقد والحسد بين اللاعبين وتجعلهم لا يتعاونون مع بعضهم سواء في النادي أو المنتخب وهذا بالتأكيد لن يكون في مصلحة أحد إلا كتاب (الدرجة الثانية) الذين يكتبون وكل واحد منهم يحمل (الغترة في يد وكيس الفصفص في اليد الثانية).
للمرسله الناقد