"العبد القادر" يدعو إلى صياغة استراتيجية شاملة لـ"هندسة المجتمعات"
حذر خبير متخصص بالأمن الاجتماعي، من التأخر في طرح رؤية مستقبلية للأسرة السعودية، تتناول حلولًا إرشادية مبتكرة لتعزيز قيم التعاضد والتكافل الأسري في مواجهة ظواهر التفكك والعنف والعنوسة.
وشدّد الدكتور محمد العبد القادر أمين جمعية (وئام)، على ضرورة وجوب صياغة ما سمَّاها استراتيجية لـ"هندسة المجتمعات" ترتكز على منهجية بحثية ميدانية، ينفذها خبراء ومختصون بمجال الدراسات السكانية والتعليمية والصحية وعلم الاجتماع وعلم النفس ورجال القضاء وخبراء في المجال الأمني.
وبمناسبة الاستعدادات التي تجريها جمعية (وئام) لتنظيم الملتقى السابع لجمعيات الزواج ورعاية الأسرة بالمملكة 11و12 فبراير المقبل في الدمام؛ نبّه الدكتور العبد القادر على أن "هندسة المجتمعات" علم حديث لم يتم تسخيره في العالم العربي جيدًا حتى الآن، لافتًا إلى أن من أهداف الهندسة المجتمعية هو الطرح الشمولي للقضايا المجتمعية.
ومثالًا لذلك، قال أمين جمعية وئام الدكتور العبد القادر: "إن المجتمع السعودي يشجع منذ فترة على تأصيل مفهوم (الزيجات الجماعية) لمحاربة العنوسة"، موضحًا أن هذه المبادرات تتم في إطار اجتماعي يغلب عليه القالب التطوعي والمبادرات الفردية، مطالبًا بأن تُوضع هذه المهرجانات التي تهدف إلى الحد من ظاهرة "العنوسة" ضمن استراتيجية "هندسة المجتمعات" عبر مفهوم إصلاحي اجتماعي أشمل وأعم، يراعي خطط التنمية في المناطق والمحافظات والمدن السعودية.
ويرى العبد القادر في هذا الإطار، "أنه لا يمكن أن نبادر إلى حل مشكلة العنوسة لنجد أنفسنا وقد وقعنا في مشكلات أكبر وأخطر، ترتبط بالتأثير السلبي لخطط التنمية المجتمعية. فالزيجات الكثيرة والمتتالية على شكل مهرجانات جماعية مسألة في غاية الأهمية بكل تأكيد، لكن يجب أن يصاحبها تخطيط استراتيجي سليم في إطار صياغة شمولية لهندسة المجتمع، بحيث يتم التنسيق مع خبراء بمجالات الأسرة والسكان، والأمن والصحة والبلديات والإسكان والتربية والتعليم وغيرها من القطاعات الحيوية، لتقدير معدل الخصوبة في كل منطقة، ومعدل المواليد المتوقع، وكم ستبلغ نسبة الكثافة السكانية بعد 10 سنوات، وما هي الاحتياجات الخدمية التي ستحتاجها المنطقة بناء على ذلك".
كما أكد أن إدارة جمعيات الزواج لا تزال تركز على الجانب التنظيمي من الناحية الإدارية التي تهتم بتوفير حفلات الزواج الجماعي، ومنح المتزوجين المستلزمات المنزلية، مثل غرف النوم والأجهزة الكهربائية، والهدايا العينية ودفع أجور وتكاليف الزواج، مطالبًا بالبحث في حلول ذات صبغة مجتمعية تضمن استقرار الزواج وديمومته، بتوفير فرص وظيفية وخلق استثمارات مشتركة للزوجين عن طريق مبادرات مدعومة من قبل الشركات الوطنية الكبرى في القطاعين العام والخاص.
واستعرض العبد القادر عددًا من الإحصاءات والدراسات المحلية والعربية التي تحذر من خطر العنوسة، ومنها ما أعدَّته وزارة التخطيط السعودية، وتشير إلى أن عدد اللواتي لم يتزوجن في العشرية الماضية وتخطين عمر 30 عامًا في السعودية، وصل إلى مليون و529 ألفًا و418 فتاةً، بنسبة تصل إلى 33.45% من إجمالي عدد النساء في المملكة البالغ 4 ملايين و572 ألفًا و231 فتاة، مبينًا أن الملتقى السابع لجمعيات رعاية الأسرة السعودية سيقدم نحو 30 بحثًا حديثًا لم تعلن في ملتقيات سابقة.