بقلم الكاتب / عبدالله مهدي الشمري ..
[align=center]كانت شوارع مدينتنا واحياؤها بلا اسماء لاكثر من ثلاثة عقود واتخذ السكان لبعض شوارعها اسماء فعرفت بها دون لوحات تشير اليها، وبمرور تلك السنوات، وبعد توسع المدينة وكثرة شوارعها اكتسبت الاحياء الجديدة اسماءها كذلك فسمي بعضها تبعا للاتجاهات، وبعضها سمى بناء لبعده عن مركز المدينة والآخر اخذ اسم اول محطة بنزين شيدت فيها وبعضها شيء آخر، وبتعاقب السنين تأصلت تلك المسميات لدى سكان المدينة، وانتقلت معرفتها الى الابناء، والى كل من يأتي المدينة ساكنا جديدا من المواطنين او المقيمين ومن تلك المسميات – على سبيل المثال لا الحصر- شارعان اثنان هما: شارع البلدية الذي سمى بذلك الاسم لان مبنى البلدية يقع عليه، وشارع الثقافة – وكي لا يظن القارىء ان مركزا ثقافيا او مكتبة عامة او ناديا ادبيا يزين هذا الشارع – فانني اؤكد ان تسميته اتت بسبب مقهى شعبي حمل هذا الاسم – وتلك من عجائب التسميات التي سمحت بها البلدية منذ ما يزيد على خمس عشرة سنة مضت – ثم توالت على جانبي هذا الشارع ورش الحدادة والنجارة وما شابهها من الانشطة الصناعية في البلدية ثم تلتها المفروشات والمطاعم والبقالات الا الثقافة فلم تجد لها موطىء قدم هناك.
ولعل بلدية الخفجي قد سعت بجد لتسمية احياء المدينة وشوارعها بعد ان سبقتها الى هذا العمل مدن اخرى في المنطقة فوضعت اللوحات الخاصة باسماء الاحياء والشوارع وهي بلا شك لوحات جميلة – ويبدو انها ثمينة كذلك – وقد تم وضعها في وقت تشهد المدينة حفريات في اغلب شوارعها لمشاريع البنية التحتية: (شبكات تصريف السيول والصرف الصحي والكهرباء والهاتف) وقد قطعت هذه الحفريات شوارع المدينة اوصالا في حركة دائبة للعمل لكنها بطيئة جدا فلم يعد سكان الحي يعرفون الجهة التي تزمجر معداتها في شارعهم وتتركه خرابا لعدة شهور فتضررت سيارتهم وملأت بيوتهم بالاتربة والغبار الذي يتصاعد متطايرا حتى يغطي اعمدة الكهرباء ولعل الشارع المسمى سابقا شارع البلدية من خير الشواهد على ذلك التخريب والبطء في الانجاز فلم يعده المقاول الى حالته السابقة بل اصر على ان يترك دليلا قاطعا على سوء التنفيذ وان يترك كذلك سؤالا مهما ومحرجا لبلدية الخفجي ومجلسها البلدي في القصور الوضح والفاضح للمتابعة والرقابة على تنفيذ المشاريع.
ولنعد الى عنوان الموضوع: الخفجي.. شوارع بلا أسماء أم أسماء بلا شوارع؟
نعم لقد كانت شوارع مديتنا بلا اسماء وكان كثير منها جيدا او اكثر من جيد فهي تسمى شوارع من الناحية العملية وان لم تكن تزدان بأسماء تميزها لمن لا يعرفها، وستعود هذه الشوارع بلا أسماء مرة اخرى بسبب اختفاء لوحاتها الجميلة واحدة تلو الاخرى فقد اختفت لوحات شارع الامام النووي وسيتبعها لوحات شارع الحسن البصري ما لم تتداركها البلدية قبل سقوطها واختفت بعض لوحات الاحياء كذلك.
ويبدو ان ذلك الاختفاء بفعل فاعل يمارس دوره في احترافية ملفتة للنظر حيث تميل اللوحة قليلا ثم ما تلبث ان ترى ساقطة على الرصيف، وتستمر في مكانها ليوم او يومين فيعقبها الاختفاء النهائي، واستطيع الجزم بأن البلدية ليست هي التي تقوم بأخذها لاعادة تركيبها في مكانها فلو كانت البلدية بذلك الحرص لما تركتها حتى تسقط ولو كانت البلدية حريصة لما سمحت للمقاول ان يقوم بتركيب هذه اللوحات بهذا الضعف الذي لم تستطع فيه الصمود امام عبث الصبيان او العمالة السائبة التي تتكسب ببيعها في سوق الخردة.
اما الشوارع الاخرى في مدينتنا فعلى الرغم من ان بعضها كان سيئا جدا وخاصة الشارع الذي تقع عليه كلية البنات وآخر يتعامد معه ويقع عليه مستشفى الخفجي العام في حي الخالدية المسمى سابقا الدخل المحدود ومختصرة البعض (المحدود) وقد اكتسب الشارعان اسماء جديدة كغيرهما من شوارع المدينة لكنهما الآن – وفي حالتهما الراهنة – اسماء بلا شوارع!
نعم اسماء بلا شوارع فهما لا يعدوان كونهما خطين متوازيين بينهما اعمدة للانارة ورصيف متهالك لكنهما مزدانين بلوحتين جمليتين في رأسيهما واعان الله من يسلكهما مضطرا لايصال ابنته الى الكلية وخاصة في فصل الشتاء او لايصال مريض الى المستشفى او ذهابا الى عمله وايابا الى بيته كل يوم.
تعاقب على رئاسة البلدية اربعة رؤساء ولم ينجح واحد منهم في تأهيل هذين الشارعين للعمل وكأنهما من معضلات المدينة، ولم يفلح المجلس البلدي في شيء من ذلك رغم الوعود التي قطعها البعض للناخبين اثناء حملته الانتخابية وكأن الوعد بحل مشكلتي الشارعين او المعضلتين سبب لجلب الاصوات والفوز في مقعد من مقاعد المجلس.
ارجو الله ان تتدارك بلدية الخفجي ومجلسها البلدي بالتعاون مع الجهات الامنية المعنية بحماية اللوحات التي تحمل اسماء احياء المدينة وشوارعها كما أرجو وان يتداركوا شوارع المدينة من عبث المقاولين وان يشددوا الرقابة لتعود الشوارع بعد هذا التقطيع الى سابق عهدها فلقد كانت المدينة شوارع بلا اسماء وارجو الا تصبح اسماء بلا شوارع!.
ولا يفوتني ان اذكرهم بالكلمة السامية التي قالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله: (لا عذر لأحد فالمال موجود) وهي كلمة سمعها المسؤول والمواطن وترددت في وسائل الاعلام المختلفة كثيرا.
نعم لا عذر لمن يريد أن يعمل بإخلاص فالمال موجود[/align]!
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12487&P=10
جريدة اليوم ..
نشكر الكاتب على هذا المقاااااال الاكثر من رائع ,,, مع تمنياتنا للكاتب بالاستمرار لما فيه مصلحة
وتقبلواا اصدق تحياتى ..
ابو تركي