النباتيون أقل عرضة للإصابة بالمياه الزرقاء في العينين
النباتيون أقل عرضة للإصابة بالمياه الزرقاء في العينين
مقارنة بمتناولي اللحوم الحمراء
أثبت علماء بريطانيون أن النباتيون أقل عرضة للإصابة بالـ cataracts أو المياه الزرقاء
التي تصيب العينين خاصة عند كبار السن. وقد اعتمد العلماء على بيانات مسح واسع للنظام الغذائي الذي يتبعه الأشخاص لفترة امتدت لخمسة عشر عاماً
تبين منها أنه من بين كل 50 شخصا ممن يتناولون اللحوم في نظامهم الغذائي هناك ثلاثة يصابون بالمياه الزرقاء (كدرة العين) بالمقارنة باثنين فقط من بين كل 50 شخصا نباتيا.
وقد ترجمت النتائج أن 30 إلى 40% أقل في مخاطر الإصابة بالمياه الزرقاء بين النباتيين مقارنة
بمن يتناولون الكثير من اللحوم في أطعمتهم.
"الأشخاص الذين لا يتناولون اللحوم يواجهون مخاطر أقل في الإصابة بالمياه الزرقاء".
صرح ناعومي ألين عالم الأوبئة بجامعة أكسفورد الذي شارك في كتابة هذه الدراسة.
ويشخص المرض عندما تتكون سحابة على العين تغشى الرؤية وهو المرض الأكثر شيوعاً
بين كبار السن. فهناك ما يزيد عن نصف الأمريكيين يصابون بالمياه الزرقاء بوصولهم لسن الثمانين أو يكونون قد خضعوا بالفعل لجراحة إزالة هذه السحابة من عدسة العين.
"الدراسة البريطانية لا تعني أننا علينا جميعاً أن نصبح نباتيين لتجنب الإصابة بهذا المرض," حسب تصريح ألين لصفحة الصحة بوكالة رويتر.
وأضاف أن الدراسة لم تثبت كذلك أن من يتناولون اللحم يساعدون على الإصابة بالكتاراكت.
ولكن الهدف هو نصيحة الأفراد بتناول الكثير من الخضروات للحماية من هذا المرض وغيره من الأمراض المتعددة.
فهناك دراسات سابقة ربطت بين أطعمة نباتية بعينها وبين تقليل مخاطر الإصابة بالكتاراكت.
كما أن النظام الغذائي النباتي قد يصبح علامة على السلوكيات الصحية الأخرى التي تساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالمرض.
وقد ثبت أن التدخين ومرض السكر والتعرض للضوء المبهر لأشعة الشمس يرتبط كذلك بزيادة مخاطر الإصابة بالمرض.
كما صرح د.جاك دوديك الذي يرأس قسم علم الرمد بالمركز الطبي بجامعة نيويورك
حيث قال "الغريب هو أن نتائج هذه الدراسة البريطانية تتعارض مع دراسة أخرى قدمت في الهند وأثبتت وجود صلة بين النظام الغذائي النباتي وبين زيادة حالات الإصابة بالمياه الزرقاء على العين".
"هذا يعني أننا حتى اليوم لا نعلم بشكل قاطع مسببات مرض الكتاراكت فقد يكمن الأمر في أسلوب حياة هؤلاء المرضى .
وربما تكون هناك عوامل أخرى مسببة للمرض أكثر من مجرد النظام الغذائي".
وقد قام الباحثون البريطانيون بسؤال أكثر من 27,600 شخص أكبر من 40 عاما وطلبوا منهم ملء قائمة استبيان عن نظامهم الغذائي في الأعوام بين 1993 و 1999
ثم قاموا بمتابعة التقارير الطبية لأفراد العينة بين عامي 2008- 2009 لمعرفة ما إذا ما أصيب أي منهم بمرض المياه الزرقاء.
ووجدوا أن ما يقرب من 1,500 شخص قد أصيبوا بالمرض أثناء فترة المتابعة.
وقد سجلت أعلى مخاطر الإصابة بين المكثرين من تناول اللحوم بشكل يومي بينما المعتدلين في تناول اللحوم أقل عرضة لمخاطر الإصابة بالمرض,
في حين أن النباتيين أقل عرضة للإصابة بالمياه الزرقاء.
مع ذلك يرى د.دوديك ضرورة القيام بمزيد من الأبحاث للتأكد من تأثير النظام الغذائي على الإصابة بالمرض.
هناك قناعة عامة أن الشخص الذي يعيش أكثر يكون لديه قابلية للإصابة بالمياه الزرقاء.
ويتم علاج هذا المرض بالجراحة وهي الأكثر شيوعاً بالولايات المتحدة. فهناك ما يقرب من 3.5 مليون عملية إزالة مياه زرقاء تجري كل عام بالولايات المتحدة.
لتقليل احتمالية الإصابة بالمياه الزرقاء ينصح الخبراء بعدم تعريض العين للأشعة فوق البنفسجية عندما نكون خارج المنزل وذلك بوضع نظارات شمس.