الطفل علي "التركي" لدى الأسرة السعودية
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]
أعلن أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمس أن نتائج التحاليل أثبتت أن الطفل الذي يعيش مع أسرة تركية هو طفل سعودي، فيما ينتمي طفل الأسرة السعودية إلى الأسرة التركية.
وتأكيدا لما انفردت به "الوطن" مطلع الأسبوع، جاء إعلان الأمير ليحسم الجدل حول هوية طفلي نجران اللذين شغلت قصتهما الرأي العام، بعد أن قادت شكوك مقيم تركي هو "يوسف جوجا" وزوجته "فوندا" حول صحة نسب ابنهما "يعقوب" إليهما إلى البحث عن الحقيقة، لتُظهر نتائج فحص حامض نووي أجرته الأم في تركيا صحة شكوك الأسرة حين أثبتت عدم نسبة الابن الذي ربياه طوال أربع سنوات لهما.
وعقب رفعه شكواه إلى وزارة الصحة، قادت أبحاث مستشفى الملك خالد بنجران لتضييق دائرة الشكوك التي باتت تحتوي على طفلين فحسب: يعقوب، الابن بحوزة الأسرة التركية، وعلي، الابن بحوزة الأسرة السعودية؛ فيما جاءت نتائج الفحوصات التي أجرتها إدارة الأدلة الجنائية في العاصمة الرياض لتؤكد انتساب علي إلى أبويه التركيين، ويعقوب إلى أبويه السعوديين، ما يعني أنه بات من الواجب مغادرة كل طفل للأسرة التي تربى لديها، إلى أسرته الطبيعية.
وتمنى الأمير مشعل ألا تتكرر مثل هذه الأخطاء "لأنها تتعلق بمصير وحياة البشر"، مضيفا، عقب رعايته افتتاح مبنى فرع الهلال الأحمر السعودي بنجران أمس، أن "الخطأ في جميع الأحوال وارد، غير أننا سنسعى وراء المتسبب فيه، وسنحاسبه حتى لا يتكرر ذلك مستقبلا".
وتطرق أمير منطقة نجران في إعلانه إلى الإجراءات النظامية والشرعية التي قال إنها ستتخذ لتسليم الطفلين لأسرتيهما الحقيقيتين.
----------------------------------------
مازال والد الطفل المتنازع عليه محمد آل منجم والذي يسكن في حي آل منجم بمدينة نجران، يعيش قسوة حتمية فراق ابنه "علي" الذي بات وشيكا.
وشهدت قضية تبديل طفلي نجران تطورات كبيرة من طرف المواطن السعودي محمد سالم آل منجم، الذي احتضن "علي" ورباه لتتداعى الحيثيات ويتضح أن ابنه "علي" ليس ابنا له.
وأشارت مصادر "الوطن" إلى أنه وكل محاميا بالرياض عن طريق وكالة لأحد أقاربه هناك لرفع دعوى قضائية ضد وزارة الصحة التي تسببت له في ما يعانيه من متاعب نفسية هو وعائلته.
واعتبر آل منجم أنه ضحية التصرفات غير الإنسانية، مبديا عدم قناعته بما يحصل، وأنه يقدر متابعة أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن سعود للقضية.
وأثنى آل منجم على اهتمام مجلس الشورى والشؤون الاجتماعية، مؤكدا أنه معتصم عن مخالطة الناس وعن كل شيء بهذه الحياة حتى تتضح الحقيقة ويعاقب المتسبب وأنه مازال يؤمل في عودة حياته إلى مجراها الطبيعي.
وأكد عدم تلقي عائلته أي اتصال من اللجنة التي تتابع القضية.
وأكدت المصادر أن الدعوى التي سيقوم المحامي برفعها تتلخص في المطالبة بتعويض مالي قدره خمسون مليون ريال، إضافة إلى معاقبة الكبير والصغير بمستشفى الملك خالد بنجران ومعاقبة المدير الذي حينما اتجه له المقيم التركي موضحا أنه يشك في أبوة هذا الطفل قابله بالاستهجان.
ويصر آل منجم على المطالبة بالكشف عن المتسبب في تسريب القضية من اللجنة للمجتمع. وأشارت المصادر إلى أن هناك محاميا تبرع لاستلام القضية.
كما أنه يشكك في حقيقة هذه القضية ويضع في حساباته إعادة التحليل كاملا عبر هيئه رقابية شرعية يكون مقتنعا بها، وأن تشكل لجنة لمحاسبة المتسبب بوزارة الصحة إضافة إلى معاقبة المتسبب في إدارة مستشفى الملك خالد بنجران.
وتؤكد مصادر أن هناك أشخاصا يحاولون ثني آل منجم عن نياته، وأن هناك رؤساء أقسام بمستشفى الملك خالد يحاولون احتواء القضية بالوجاهة القبلية ليتنازل عن رفع الدعوى القضائية عن طريق المحامي الذي سيقوم برفع هذه الدعوى مستندا على دعم حقوق الإنسان ومجلس الشورى والشؤون الاجتماعية، ورغبة المجتمع في إظهار الحقيقة للرأي العام.
كما تؤكد مصادر قريبة من آل منجم أنه يقول إن هذه المأساة تقتله كل ثانية، فهو يفكر طويلا بالحالة النفسية له وللمقيم التركي وحالة الفراق التي قد تحصل حال المعالجة التي تحتاج إلى سنوات ومتخصصين بهذا الجانب الذي يعتبره الكثيرون من أقارب محمد مأساة حقيقية أصابتهم بالصدمة القاتلة. والمعروف عن المواطن الذي ينتمي لقبيلة آل منجم من أبناء يام بمنطقة نجران ويسكن حي آل منجم بمنزل يسكنه مع شقيقه هادي وأمه وأولاده وأولاد شقيقه المتوفى أنه يهتم كثيرا بتربية الجمال التي ترجع سلالتها إلى أشهر جمل عرفته المنطقة الجنوبية وهو الجمل "عونان" الذي أصبحت سلالته متنفسا له، حيث يقضي نصف وقته في إمعان النظر للجمال والدموع تسبق نظرته حيث يتذكر فقدان شقيقه قبل شهرين الذي كان يهوى الجمل عونان الذي تفتخر به قبيلة آل منجم كثيرا، كما أن مرض أمه والانتظار بألم حول فقدان ابن تربى تربية قبلية يزيدان آلامه، ومازال آل منجم حسب المقربين منه ينتظر الفرج إذا أصبح هذا الكلام حقيقة ولعل ما يزيد الألم لدى المواطن السعودي هو ماذا سيحدث مستقبلا وإلى أين ستتجه الأمور في هذه القضية.[/grade]
المصدر جريدة الوطن