الإخوة الأفاضل /
تأملت كثيرا فيما يسمى بـ ( الماسنجر ) و ( البلاك بيري ) و ( الرسائل النصية في أجهزة الجوال ) .. ونحوها .. فوجدت أن كثيرا مما يحدث فيها يدخل فيما سماه سلفنا - رحمهم الله - ( فضول الكلام ) .. أو إن شئت فقل ( الثرثرة ) .
بعضنا بينه وبين الثرثرة علاقات حميمية .. فلايستطيع أحدهما مفارقة الآخر .
تجد البعض يسهر الساعات الطوال .. ويواصلها بالليالي ذات العدد .. وهو يحادث هذا وذاك ، ويضيف فلانا ويدعوه ، ويسأل علانا إصافته في الماسنجر ويرجوه .
يشغل نفسه مع صاحبه لكي يحادثه ويكلمه ويقضي معه بعض الوقت - أو أغلبه -.. مؤانسةً ، وتزينا في الحديث !! ، ويكون في ذلك شيء من الفائدة .. مع ذكر للأخبار والحوادث والأحداث والقصص والبطولات التي فعلها بنفسه أو سمعها من غيره !! ... عبر كلمات فارغة - في مجملها - قد يغطيها توهما بقوله ( فيها فائدة ) .
هذا الوقت الضائع ( دون تحفظ على الكلمة ) .. ألا يمكن صرفه فيما يفيد ؟! ، ألا يمكن قضاءه مع عالم في مجلس ، أو شيخ في محاضرة مسموعة ، أو كتاب تأنس به وتستفيد منه ، أو عمل يفيدك في عمل الآخرة أو الدنيا .
ترى أحدهم منهمكا مع بلاك بيريّه
.. يرسل ويرد ويرسل ويرد ويرسل ويرد ! .. ثم ماذا ؟! ، (
وبعدين ) .. لا أدري .
مللنا من كثرة الكلام والسواليف والثرثرة فيما لافائدة منه .. حتى أصبح بعضنا ينافس في ذلك .. فيذكر كم ساعة جلس مع فلان أو علان ؟!.. زهوا وافتخارا !.
قال لي أحدهم :
خرجت مع صاحبي من المسجد بعد صلاة العشاء .. فتكلمنا وتحدثنا بعد الصلاة ..
وقوفا - حسب كلامه - حتى الساعة الثانية ليلا !!.
قال آخر :
طلب أحدهم مني أن يضيفني في الماسنجر .. فسألته : ما الفائدة ؟.
فقال : لكي أحادثك ونتكلم سويا .
فقلت : ثم ماذا ؟.
فقال : لاشيء .. كيف ثم ماذا ؟.
قلت : ما الفائدة ؟.
فقال : لابد أن يكون فيه فائدة .
فقلت : أنت في غنى عني .. وأنا كذلك .. كل منا يستفيد من وقته حسب استطاعته .
فائدة /
يقول الشيخ / فهد القاضي حفظه الله : " الرجل الذي لاتستفيد منه .. لاتمشي معه .. ولاتحادثه " .
يقصد على وجه الإكثار .
لفتة /
قد يكون في الماسنجر أو البلاك بيري فائدة .. لكن : هل هي فائدة معتبرة أم لا ؟!.. أنت - بتجرد - من يحدد ذلك .
أخيرا /
لايقتصر الحديث عن إضاعة الأوقات عبر هذه الأجهزة فقط .. بل يشمل المجالس والاجتماعات والدوريات واللقاءات .. من باب أولى .
مابعد الأخير /
أحد العوام من الكبار يقول : إن المجلس إذا زاد عن ساعة فهو مضيعة للوقت ..
قلت : قد يكون في كلامه مبالغة .. لكن كبر سنه وصدق كلماته .. تنمّ عن تجربة منه .. حقيقةٍِ بالاهتمام .
منقول