لم يكن خلاف النبي صلى الله عليه وسلم مع المشركين على قضية الخلق ومن هو الذي خلق الكون والعالم ، لكن القضية التي عاداهم عليها وخالفوه فيها هي ( من هو الذي يستحق العبادة وحده ) .
فهم يُقرون بأن الله هو الخالق الرازق ، قال تعالى : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ) . لكنهم صرفوا العبادة لغير الله جل وعلا ، بل كانوا يقولون ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) فكانوا يجعلون هذه الأصنام والأولياء وسائط بينهم وبين الله جل في علاه .
لذلك ..
لو جئت لشخص يطوف على قبر أو يذبح لولي من الأولياء أو يدعوه ويستغيث به لوجدته مقر بأن الله هو الخالق الرازق ويظن بعض الناس أن هذا يكفي !
والحقيقة هذا لا يكفي بل يجب أن يتوجه بكل أنواع العبادة إلى المولى سبحانه ولو صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله لكان مُشركاً وإن كان يشهد ويُقر بأن الله سبحانه هو الخالق الرازق المحيي المميت .