عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأثر عن ربه تبارك وتعالى : (( حقت محبتي للمتحابين فيّ وحقت محبتي للمتواصلين فيّ وحقت محبتي للمتزاورين فيّ وحقت محبتي للمتباذلين فيّ )) . رواه أحمد بإسناد صحيح .
إليك أبعثها من مهجـــــــــة عشقت
أخوة الدين مصحوبــــــة مع العبق
أني أحبك في الرحمن فــادعو لمن
يرجو بحبك ظلا ساعـــــــة العرق
فإن أكن صادقـــــــــاً فالله أعلم بي
وإن أكن كاذبـــــــاً فالذنب في عنقي
أجمل شئ في الأخوة قلب صافي .. يحبك ويبحث عنك .. يفتقدك فيسأل عنك .. تشغله الدنيا فيتذكرك فيدعو لك بالتوفيق والخير والسداد .
وللأخوة آ داب تمنح الأخوة رونقاً وبهاءً وجمالاً فمن آداب الأخوة : -
أولاً : الابتعاد عن الإطراء وترك المدح : فقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يثني على رجلاً ويطريه في المدح فقال : ( أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل ) .
ثانيا ً : الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية :- يقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى : ( لم يعبر الجسر إلى خرسان مثل إسحاق ابن راهويه وإن كان يخالفنا في أشياء , فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا ) .
ثالثاً : فن الاستماع يقول سفيان الثوري رحمه الله تعالى إن الرجل ليحدثني بالحديث قد سمعته قبل أن تلده أمه فيحملني حسن الأدب أن أسمعه .
رابعاً : ترك التكلف :- يقول جعفر ابن محمد الصادق ( أثقل إخواني علي من يتكلف لي وأتحفظ منه , وأخفهم على قلبي من أكون معه كما أكون وحدي ) .
خامساً : الهدية :- قال صلى الله عليه وسلم : ( تهادوا تحابوا , تذهب الشحناء ) رواه الإمام مالك في موطئه .
سادساً : الدعاء في ظهر الغيب : - قال عليه الصلاة والسلام : ( دعوة الأخ لأخيه مستجابة , عند رأسه ملك موكل كلما دعا له بخير قال الملك الموكل به ولك بمثل ) رواه مسلم .
سابعاً : الصبر واحترام الأذى واحترام النفسيات :- فالنفس البشرية كالبحر تارة يكون هادئاً راكداً وتارةً يكون هائجاً متلاطماً .
ثامناً : لا تكون جافاً معاتباً فإذا ما أخطأ عليك أخوك وجاءك يستسمحك فلا تشمخ بأنفك لكي لا ينطبق عليك وصف الشافعي يوم أن قال : ( من استغضب فلم يغضب فهو حمار , ومن استرضي ولم يرضى فهو حمار ) .
تاسعاً : لا تكن ثقيلاً :- قال تعالى ( فإذا طعمتم فانتشروا ) قال الحسن البصري رحمه الله : ( نزلت هذه الآية في الثقلاء ) .
و أخيراً أذكرك بقوله تعالى : ( الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقون ) .
أسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا أخوه متحابين فيه وأن يظلنا تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله .. وأقول لكم جميعاً أسعد الله أوقاتكم .. وسدد بالتوفيق خطاكم ونفى زلاتكم وبارك في عملك و ذاتكم وملأ بالخيرات حياتكم.
بقلم / عايض بن محمد العصيمي ( أبو محمد ) .