سؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني يبلغ من العمر عشر سنوات، لاحظت في الآونة الأخيرة تقاعسه عن حفظ القرآن، فهل يجوز أن أضربه أم لا؟ علما بأني استعملت معه كل أساليب الترغيب.
فأفيدوني بارك الله فيكم.
الاجابةبسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإننا لا نؤيد المسارعة في استخدام الضرب، ونفضل أن تتخذ معه أسلوب الحوار الهادئ قبل أن تقوموا باتخاذ إجراءات إدارية، كحرمانه من بعض الأشياء، مع ضرورة أن تكون الخطة موحدة والتشجيع من الجميع.
ويفضل دراسة أسباب التراجع في الحفظ، فإن معرفة السبب تساعدنا بحول الله وقوته في إصلاح الخلل والعطب، فإن لتصرفات الأطفال وأخطائهم في الغالب أسباب، وإذا كانت صحة الطفل جيدة فقد تكون هذه مقدمة لمرحلة جديدة من مراحل العمر، وهي مرحلة الحوار فيها معهم، وكما قيل إذا أردت أن تطاع فعليك بالإقناع، وأهم وسائل الوصول إلى الإقناع الحوار.
وكنا نتمنى أن تذكروا لنا بماذا يرد عندما تطلبون منه الاهتمام بدراسته وحفظ القرآن؟ وهل كنتم مهتمين بمسألة تشجيعه والثناء عليه وتحفيزه؟ وهل تستطيع أن نقول أنه ربما تأثر بأخ أو قريب أو جار ترك حفظ القرآن؟ وهل أدخلتم في هذه الفترة وسيلة من وسائل الاتصال كالإنترنت أو التلفاز أو قنوات جديدة؟ وهل عندكم برامج في الأسرة أو المناسبة لا يستطيع المشاركة فيها إذا ذهب لدراسة القرآن؟ وهل يكون في مكان الدراسة أشياء تضايقه؟ إلى غيرها من الأسئلة، ولا شك أن الإجابة عليها جزء هام في الوصول إلى الحلول المناسبة بحول الله وقوته.
أما مسألة الضرب فنحن لا نفضلها إلا إذا لم نجد حلاً أبداً، وقبل الضرب لا بد من التأكد مما يلي: هل هو من النوع الذي يصلح معه الضرب؟ وهل تستخدمون هذه الوسيلة مع إخوانه؟ وما هي ردة الفعل المتوقعة إذا استخدمنا هذا الأسلوب؟ علماً بأن الإسلام يشترط ما يلي:
1- أن يكون الهدف التأديب وليس الانتقام.
2- أن لا يتخذ الضرب عادة.
3- أن يكون الضرب بما لا يكسر عظماً ولا يخدش جلداً.
4- أن تتفادى الأماكن الحساسة.
5- أن نترك الضرب إذا بكى أو هرب أو سألنا بالله.
6- أن لا يصاحب الضرب توبيخ.
7- أن لا يكون الضرب أمام إخوانه أو زملائه أو من يحب.
8- أن يفهم الأسباب التي عوقب لأجلها.
9- أن لا يزيد عن عشرة أسواط.
10- أن لا يبالغ في رفع يده.
وأرجو أن لا تصل إلى مرحلة الضرب، وأن نعرِّف ونهدد ونحضر العصا قبل أن نمارس الضرب، علماً بأن النبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب بيده امرأة ولا طفلاً ولا رجلاً إلا أن يقاتل فيضرب الكفار، وهدى النبي صلى الله عليه وسلم أكمل هدي، وهناك بدائل كثيرة تغني عن العصا، وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وأتمنى أن ننجح في أن نكون قدوة لأبنائنا، وأن يشعروا بحبنا واهتمامنا.
وبالله التوفيق والسداد.
منقول