الحلقة الرابعة:
حتى هذه اللحظات لم تكن اعترافات عماد إسماعيل قد تطرقت من قريب أو بعيد إلى الخبر السري أو الملابس الحريمي الداخلية التي منحها له عزام أثناء وجوده في إسرائيل وربما اعتقد أن الأمر سيخلو من التورط بعد أن وضع تقريره المكتوب بخط يده دون الإشارة إلى هذا الأمر كما أنه في تحقيقات النيابة الأولية لم يكن الأمر قد اتضح بعد وبذلك لم تتطرق تحقيقات النيابة في البداية إلى قصة أغرب عملية تهريب للخبر السري داخل الملابس الحريمي التي كشفت عنها الجهات الأمنية رفيعة المستوى والتي أزالت الغموض عن أهم عناصر القضية ووضعت الشكوك حول مدى مصداقية عماد أثناء التحقيقات فماذا حدث.
تعالوا معنا نقرأ الحقيقة في السطور القادمة.
عندما تم تفتيش منزل عماد عبد الحميد إسماعيل عثر لديه على حقيبة بنفسجية اللون تحوي زجاجة عطر من إنتاج شركة كليفن كليف وزجاجة بلاستيكية بيضاء اللون ـشامبوـ وبه سراويل داخلية حريمي بيضاء اللون وعدد 7 أخرى سوداء اللون وسروال داخلي حريمي بيج اللون قطعة واحدة من النسيج على شكل فانيلة داخلية وسروال داخلي حريمي بكم رمادي اللون "بودي" وقطعتين أخرتين " بودي"بيضاء اللون حريمي.
إلى هذا الحد لم تكن الحقائق قد تكشفت بعد حتى وصل التقرير إلهام إلى نيابة أمن الدولة العليا في يوم 2/11/1996 والذي أفاد بأنه بفحص الحقيبة لم يعثر بها على أماكن إخفاء وبفحص محتويات زجاجة العطر تبين عدم إمكانية استخدامها في مجال الكتابة السرية وبتجربة استخدام خليط العطر والشامبو كمحلول بنسب مختلفة لإخفاء الكتابة الظاهرة تبين عدم إمكانية ذلك وبفحص محتويات زجاجة الشامبو تبين عدم صلاحيتها كأحبار سرية.
وكانت المفاجآت التي تكمن في قطعتي " بودي" حيث تبين أنه باختبار مستخلص القطعتين في الماء المقطر تبين وجود رواسب ملحية لا تستخدم في مكونات التصنيع وبتحليل تلك الرواسب على وحدة جهاز الميكروسكوب الإليكتروني الماسح تبين وجود كافة العناصر المكونة للحبر السري المستخدم في التراسل السري وقد بقت تجربته وإظهاره بمظهر خاص وقد ارفقت نتيجة التجارب مع زجاجة سعة 50سم بها الرواسب الملية المتبقية من نتيجة الفحص أما باقي الملابس الداخلية فقد تبين عدم وجود أي رواسب سرية بطريقة التشبع بها.
تغيرت المفاهيم بعد هذه النتيجة المذهلة وأخذ التحقيق منحة جديدا في هذه القضية الخطيرة عندما بدأت نيابة أمن الدولة في محاصرة عماد بما آلت إليه نتائج هذا التقرير .
القنبلة:
*النيابة: من أين حصلت على الملابس النسائية التي عثر عليها بمسكنك وفي حضورك؟
-عماد: الملابس اللي كانت موجودة عندي في البيت كانت عبارة عن كلوتات حريمي أنا كنت واخدها من مصنع "سيجاف"دي أبيض وبعضها لونه سمني واحنا مسافرين من إسرائيل زهرة ادتني كيس فيه كلوتات حريمي لونها أسود وادتني تي شيرتات ليه ولزمايلي وكان فيهم بلوزة حريمي على هيئة بودي لونه فيراني وقالتلي أن الحاجات دي هدية لأختي وطلبت مني أخلي حاجة منهم واحتفظ بيها على أساس أنها من ريحتها ولما جيت وزعت الكلوتات البيضة والسمني على أختي وأخت صاحبي وديع..
*النيابة: من أين حصلت على قطعتي الملابس الحريمي ذات اللون الأبيض البوديهات والتي عثر عليها ضمن المضبوطات التي كانت بمسكنك؟
-عماد: أنا كنت مع عزام ووجدي في يوم جمعة واحنا في إسرائيل نزلنا عشان نشتري ملابس وبعد ما خلصنا شراء عزام قال لنا احنا قريبين من مصنع عين الأسد ورحنا المصنع واتصورنا جواه احنا الثلاثة وطلب الرسومات بتاعة البديهات اللي بيعملها المصنع ده وطلبت من عزام عينانت من البديهات تبقى معايا وبعد ما خرجنا أداني 4بديهات من انتاج المصنع منهم الاثنين الموجودين الآن ، وأديت أخت وديع صاحبي اثنين منهم والتانيين شلتهم عندي في البيت .
*النيابة: وما سبب توجهكم إلى هذا المصنع رغم أنك زرته من قبل؟
-عماد: عزام قال إن هو هيفسحنا بالعربية.
*النيابة: ما الذي دعاك إلى أخذ تلك العينات من المصنع؟
-عماد: عشان تبقى معايا عينات من الشغل ده.
*النيابة : وأين وضعت تلك العينات في ذلك الوقت؟
-عماد: في الشنطة بتاعتي.
*النيابة: وهل شاهدك وجدي في ذلك الوقت؟
-عماد: أيوة
*النيابة: وهل طلبت من عزام تلك العينات في حضور صديقك وجدي؟
-عماد: أيوة وجدي كان سامح وأنا بقول لعزام إني عايز عينات من البديهات دي .
*النيابة: قررت عند العثور على القطعتين سالفي الذكر ضمن باقي المضبوطات التي عثر عليها بمسكنك بأن جميعهم تسلمتهم من زهرة يوسف جريس؟
-عماد: أنا ما كنتش فاكر أن لسه فيه حاجات من اللي أعطاها لي عزام موجودة عندي في البيت.
*النيابة: ما قولك فيما أثبته التقرير من أن هذه البديهات كان بها حبر سري؟
-عماد : أنا معرفش عنها أي حاجة.
*النيابة: متى سألتك زهرة عن أقاربك بوزارة الداخلية أو الخارجية؟
-عماد : بعدما اتعرفنا على بعض في إسرائيل ابتدت تسألني عن أسرتي فأنا حكيت لها عن قرايبي كلهم فتفاجأت بها بتسألني إذا كان حد من قرايبي بيشتغل في وزارة الخارجية أو الداخلية.
*النيابة: ألم تطلب منك معلومات حول مجالات معينة بمصر؟
-عماد: أثناء وجودي في الأردن زهرة سألتني عن الخصخصة وعن أكبر الصناعات في العاشر من رمضان فقلتلها إن أكبر المصانع بتاعت الملابس قد مصانعكم كلها. وسألتني هما بيصدروا لمين وسألتني عن مرتبات العاملين بالعاشر من رمضان وسألتني عن أخبار المصريين في الأردن وعن بعض بيانات من أعرفهم وسألتني كمان عن أسماء الناس اللي بيهربوا المصريين للبنان فقلتلها واحد اسمه أحمد شاي والثاني اسمه خليفة وواحد اسمه سلطان وسألتني المصريين بيدخلوا لبنان إزاي فقلتلها إن فيه واحد مصري مشهور " بـ عبود البرنس" هو اللي بيدخل المصريين لبنان ويشغلهم هناك لأنه معاه إقامة وشغال في شركة مقاولات كبيرة وسألتني عن المصريين بيعدوا إزاي الحدود فقلتلها إن هوه بياخدهم على سوريا وبعدين يدخلهم لبنان من هناك وكل مصري عايز يخش لبنان يدفع لعبود 400دولار بعد ما يشتغل وسألتني عن اسم المطعم اللي أصحابي بيشتغلوا فيه وسألتني عن عدد المصانع اللي في العاشر من رمضان فقلتلها تزيد عن ألف مصنع فقالت لي مساحتها أديه فقلتلها أد إسرائيل كلها سألتني إذا كانت المصانع هناك صغيرة زي مصانعنا فقلتلها لا مصنعنا كبيرة أوي وسألتني عن متوسط عدد العمالة في المصنع وعن ظروف منح عزام مجموعة له من البديهات يقول عماد في اعترافاته " لما عزام قالي احنا قريبين من مصنع عين الأسد وممكن أجيبلك عينات البديهات ورحت المصنع وكان شبه فاض ومفهوش حد وأول ما دخلنا طلعنا على سطح المصنع ناخد صور من فوق ونزلنا بعد كده على غرفة السكرتارية اللي فيها العينات وطلبت الكتالوجات بتاعت البديهات ومقاساتها واعطوها لي واحنا نازلين ماشيين جوه وانا رحت ناحية العربية لقيت عزام جاي العربية ومعاه لفة وقالي دي عينات البديهات اللي انت عايزها بس ما تقولش لحد إني اديتك الحاجات دي وحطيت اللفة في الشنطة اللي كانت معايا ونادى على وجدي ورجعنا ثاني على مصنع سيجاف ولما وصلت الفندق فتحت اللفة اللي أعطاها ليه عزام فلقيت فيها 3 بديهات بحملات لونهم أبيض وبعد كده لما قابلت زهرة طلبت عينات من مصنعها وفي آخر يوم جابت لي العينات وتاني يوم من وصولنا مصر ..زهرة اتصلت بيه في البيت عشان تطمن عليه , وسألتني إذا كنت أديت الحاجات اللي هي أعطتها لي لأختي فقلتلها إن الكلوتات اللي انت أديتها لي والتيشيرتات والبديهات اللي أدهالي عزام معايا في الشنطة فقالتلي طيب ما تديش حاجة لحد دلوقتي وخصوصا البديهات اللي انت أخذتها من عزام خليها معاك واحتفظ بها لأن مفيش حد من زمايلك معاه الحاجات دي وبعد أسبوع اتصلت تاني وسألتني إن أديت لأختي شويه كلوتات بس وقلتلها إني اديت كلوتات هدية لأخت واحد صاحبي وأديتها البلوزة اللي انتي اديتها لي فقالتلي انت وزعت الحاجات اللي أنا أديتها لك زي ما أنت عايز بس ما تفرطش في البديهات اللي أخذتها من عزام وقالتلي حافظ عليها أوي فقلتلها ما تخافيش أنا شايلها عندي في الدولاب . ولما سافرت الأردن قابلتها هناك وقالتلي إنها جايبة تي شيرتات وبلوزات وبديهات بس مش جايباهم معاها لأني هنزل بيهم إزاي إلى مصر!! ويضيف عماد قائلا: قلتلها أنا لسه متصرفتش في بديهات عزام وأغلب الحاجات اللي انت أديتها لي عندي في البيت ولما منى أحمد شواهنة كلمتني في موضوع العمل مع المخابرات الإسرائيلية تاني يوم وهم ماشيين زهرة ادتني 150دولار وقالتلي إن البديهات اللي عندك اللي انت واخدها من عزام احتفظ بيها لأنها مهمة بحيث هتعرف قيمتها بعدين فأنا سألتها البديهات دي فيها إيه فقالتلي مش دلوقتي خليها بعدين . وكانت زهرة كل ما تتصل بيه تأكد علي أحافظ على البديهات اللي أدهالي عزام وفعلا حافظت عليهم ورفضت التصرف فيهم بأي شكل من الأشكال.
*النيابة:ما سبب رغبة عزام عزام في الحضور إلى مصر لتدريب العاملين بمصنع العاشر من رمضان كما قررت في أقوالك؟
-عماد: كان بيقول إن هو لما بيجي مصر ياخد "بوكت مني" عالي قوي حوالي 100دولار ولما يرجع إسرائيل مرتبه هيزيد.
وبقراءة متأنية لما سبق يتضح أن عماد كان قد سقط في حالة من التخبط فهو في البداية قد اخفى قصة البديهات ثم بدا يذكرها على استحياء عندما واجهته النيابة بما هو كامن داخل هذه البديهات بدأ يشرح للنيابة كيف كان عزام وزهرة حريصين على الحفاظ على هذه البديهات وبدا من خلال اعترافاته أنه كان يعلم أنها لم تكن بديهات عادية بدليل اهتمامهم بها والسؤال الدائم عنها ثم احتفاظه بها بهذا الشكل الملحوظ وتضيق النيابة الخناق وتتناقص المساحة التي يتحرك فيها عماد و يشعر بالجهد عندما بدأت النيابة الاقتراب أكثر من دائرة الحصار.
*النيابة : ما الذي كانت تقصده زهرة من أنها كانت ستحضر معها بعض الملابس لك إلا أنها عدلت عن ذلك لعدم معرفتها كيفية دخلوك البلاد؟
-عماد: لأن المفروض كان اتفاقنا إن احنا هنتجوز ونقعد في الأردن وإسرائيل وفي نفس الوقت أعتقد أنه كلام غير مباشر عشان أفهمها على الحاجات بتاعة عزام لسه موجودة عندي في البيت ولا لأ
*النيابة: ألم تسألها عن سبب طلبها عدم إهداء البديهات التي تسلمتها من عزام عزام لأي أحد؟
-عماد : هي قالتلي إن البديهات دي تنفعني في شغلي في الشركة وإن مفيش حد من زمايلي معاه عينات زي دي!!!
*النيابة: هل اقتصر طلبها على عدم إهداء تلك البديهات لأحد والاحتفاظ بها بمسكنك وعدم التفريط فيها؟
-عماد: هي قالتلي أخليها معايا وما أديهاش لأي حد ومفرطش فيها ولو عايز أهدي حاجة لأي حد أعطي من الحاجات اللي هي أعطتها لي.
*النيابة:قررت في جلسة التحقيق السابقة أن زهرة طلبت منك الإحتفاظ ببض الملابس التي سلمتها لك بإسرائيل في حين تقرر الآن بأنها طلبت منك الإهداء من الذي سلمته هي لك عدا التي تسلمتها من عزام؟
-عماد: هي قالتلي احتفظ بحاجة من الحاجات اللي هي أديتها لي ومش كلها وبعد كده في الإتصال أصرت على أني احتفظ بالبديهات اللي أعطاها لي عزام وأهدي من الحاجات بتاعتها وقالتلي أن حاجات عزام خاصة بشغلي.
*النيابة: ما الذي قررته لك زهرة يوسف جريس في آخر لقاء بينكما بالأردن بشأن البديهات التي تسلمتها من عزام متعب عزام ؟
-عماد : هي قالتلي قبل ما تركت العربية حافظ عليها كويس قوي قوي وأنها حاجات مهمة وإني هعرف قيمتها بعدين وكان المفروض إني هسافر مصر في نفس اليوم؟
*النيابة:وهل قررت لك ذلك في حضور منى شواهنة؟
-عماد: لكنا لوحدينا بعيد عن منى.
*النيابة: ما الذي كانت تقصده زهرة من أن تلك البديهات هامة جدا وأنك ستعرف قيمتها في وقت لاحق؟
-عماد: هي كانت بتأكد علي أني لازم أحتفظ بيها بشكل خاص بس ما قالتليش عليها.
*النيابة: ألم تستفسر منها عن أهمية تلك البديهات؟
-عماد: أنا سألتها العينات دي فيها ايه قالتلي بعدين هتعرف بس حافظ عليها.
*النيابة: لماذا لم تصر على معرفة مدى أهمية تلك البديهات منها؟
-عماد: أنا سألتها كثير وهي كانت دايما بتقول هتعرف قيمتها بعدين بس حافظ عليها.
حالة من التخبط تسيطر على عماد أثناء التحقيق بشأن البديهات حتى حاصرته النيابة بسؤالها
* ما الذي جعلك لا تذكر تلك الوقائع التي أدليت بها بجلسة اليوم في الجلسات السابقة؟
-فأجابهم عماد بأنه صرح بهذه الوقائع في هذه الجلسة للتأكيد على أنه لم يكن يعرف ما بداخل هذه البديهات وأشار إلى أنه لو كان علم قبل ذلك ما كان قد تصرف فيها بأي طريقة .
*النيابة: هل تردد عزام وفا عزام على البلاد عقب وصولك من إسرائيل؟
-عماد : لما قابلت شادية مع زمايلي لقيت عزام موجود في أوتيل"البارون" وسلمت عليه وقلتله أخبارك إيه فقالي تمام وقلتله أنت جيت للتدريب زي ما انت عايز فقال أيوة والموضوع فيه فلوس كويسة ومرتبي زاد وسألته اشمعنا انت اللي جيت فقال أن الميكانيكي الثاني اللي كان مفروض ييجي مقدرش ييجي فأنا قلتله: إن المصريين هيتعلموا منك كويس وهو كان مستني واحد في الأوتيل ولما جه يمشي من الأوتيل قال أنهم موجودين في فندق سونستا وهيقعد في مصر 24 يوم وأن أخوه بيشتغل في مصر وبيسافر كل يوم خميس بالليل وبيجي الأحد الظهر كانت المرة الوحيدة اللي شفته فيها.
*النيابة:وفي أي مكان يعمل عزام وفا عزام وشقيقه في مصر؟
-عماد: هو قال انهم بيشتغلوا في مصنع في شبرا الخيمة بتاع ملابس صاحبه اسمه سمير سامي رياض.
*النيابة:ما الذي كانت تقصده زهرة يوسف جريس في ذلك الوقت عن أهمية البديهات بعبارة الشغل بتاعنا؟
-عماد: هي كانت تقصد الشغل بتاع المخابرات الإسرائيلية .
*النيابة:وكيف وافقت على ذلك؟
-عماد: المفروض أن زهرة ما تعرفش اللي دار بيني وبين منى لأني على الأقل مقلتلهاش حاجة على اللي حصل من منى لكن تأكيدها أول ما جيت من إسرائيل للمحافظة على البديهات اللي أخذتها من عزام وتأكيدها بعد عرض منى عليه العمل مع المخابرات يدل على أن سبب طلبها الاحتفاظ بالبديهات ده أكيد حاجة خاصة بالمخابرات الإسرائيلية لأن الواضح عليهم أنهم ما لهمش أي قيمة وده الظاهر وأنا فهمت أنها أكيد كانت تقصد شغل المخابرات.
وتظهر ملامح خطيرة لاعترافات عماد اسماعيل وخاصة تلك التي تخص السياحة في مصر ففي أحد الأيام كانت منى وزهرة معي بفندق فلسطين وبدأنا في الحوار حول نشاط الشرطة ويقول عماد"سألتني زهرة عن عدد رجال الشرطة في الفنادق إد ايه من الشرطة فقلتلها معرفش عنهم أي حاجة لأن فيه ناس في الفنادق نفسها بتع الشرطة وناس أمن الفندق وكمان سألتني عن مواعيد تغيير الورديات وزهرة قبل ما تيجي مصر في الرحلة دي كانت كلمتني في التليفون بعد حادثة فندق أوروبا وقالتلي إنها عايزة تلغي الحجز بتاعها لأنها خايفة فقلتلها دي حادثة عادية بتحصل في أي مكان زي اللي حصلت في القدس وسألتني عن تأثير الحادثة دي على السياحة والأجانب في مصر فقلتلها مالهاش أي تأثير وقالتلي السياح لسه بينزلوا مصر بعد الحادثة دي قلتلها أيوة وسألتني عن الإجراءات الأمنية المتبعة مع الراغبين في دخول إسرائيل .
ويدخل عماد إلى دائرة حصار أخرى لا يجد فيها فيها متنفسا سوى الاعترافات بجزء من الحقيقة عندما واجهته النيابة بأنه لم يذكر للجهات الأمنية أمر بقوله بالعمل مع جهاز المخابرات الإسرائيلية فيعترف بأنه أخفي هذه الحقيقة بسبب مخاوفه من السجن.
*وتسأله النيابة: ما الذي دعا منى أحمد شواهنة أن تقرر لك أن ميكي باغوث رئيسها في المخابرات؟
-عماد: هي قالتلي أنه هيبقى المسؤول بتاعي في الشغل بتاع المخابرات وقالتلي أن هو رئيسها في الشغل ده كمان.
*النيابة: هل حددت لك منى وظائف وأماكن عملائهم في مصر ؟
-عماد : منى قالتلي إن المخابرات الإسرائيلية ليها ناس كثير في مصر والجهات الأمنية المصرية متعرفش عنهم حاجة وقالتلي إنها هتعرفني على بعضهم وأن شغلي في مصر هيبقى من خلال الناس فأنا سألتها وإنتي تعرفيهم إزاي فقالتلي إنهم كانوا زيي في إسرائيل واشتغلوا مع المخابرات الإسرائيلية .
*النيابة:متى شعرت أن زهرة يوسف جريس على علم بما عرضته عليك منى أحمد شواهنة بشأن تعاونك مع المخابرات الإسرائيلية؟
-عماد: أنا لما قابلت شادية في مصر وقلتلها تقول لزهرة ما تتصلش بيه تاني بعدها زهرة كلمتني في التليفون وقالتلي أن أنا مقدرش أبعد عنهم لأن الكلام اللي حصل بيني وبين منى مش سهل وإن أنا لو حاولت انسى الموضوع ده منى ممكن تسجني في مصر وهي موجودة في إسرائيل وقالتلي أنا هقعد فترة عشان اطمنك وأريحك ومش هتصل بيك إنما بعد فترة ارجع أكلمك تاني ومطلوب مني أنفذ التعليمات اللي هتقولها ليه بعد كده وقالتلي كمان في المكالمة دي إنها ممكن تعرف عني أي حاجة في مصر.
صفحات التحقيقات مليئة بالمفاجآت والحقائق الدافعة على أن مصر ستظل مستهدفة من قبل إسرائيل في كل العصور ولعل أبلغ ما جاء في هذه التحقيقات على لسان عماد إسماعيل عندما سألته زهرة عن بنيامين نتيناهو فقال لها إنه سيفسد السلام فردت عليه قائلة بالعكس إن نتنياهو هو الذي سيبني لنا إسرائيل الكبرى.