إننا نعيش واقع مليء بشتى أنواع المفاسد و لكن درجاته تختلف من منطقة لأخرى و من أبشع أنواع المفاسد هو التعصب المقيت .
و لكثرة المفاسد و تشعبها فلا بد في عملية الإصلاح و الدعوة حتى تؤتي أكلها من السير وفق سلم أولويات
فصحة الاعتقاد أولاً ثم الأركان ثم الواجبات ثم السنن ثم المستحبات ثم الأولى فالأولى .
فليس من الحكمة أن تنصح شخص بالأحكام الشرعية و هو غير مؤمن أصلاً أو في إيمانه خلل
أو تنصح آخر بالواجبات و هو مخل بالأركان أو تنصح آخر بالسنن و المستحبات و هو مخل بالفرائض و الواجبات و هكذا ........
فالناصح و الداعي كالطبيب يجب أن يشخص المريض أولاً و يعرف المرض ثم يعطي له العلاج المناسب
و إلا فسوف يعطي علاج ربما تكون له آثار سلبية على المريض أي المدعو أو المخطأ أو العاصي و ربما تكون ردة الفعل قاسية فنكون منفرين من الدين عوض أن نكون مرغبين فيه .
فلا يمكن التركيز على بدعة معينة غير مكفرة و هناك من أفتى بعدم إثم فاعلها و هي متجذرة في بعض المجتمعات و هناك كبائر كثيرة ترتكب و ظلم متفشي و ضعف إيمان و ........
فهذا سوف يعطي آثار سلبية و ردات فعل تزيد من فرقة الأمة و ضعفها .
و مجتمعنا يعاني من ضعف في الإيمان و ظروف محيطة ضاغطة فالتيسير على الناس بالفتوى أفضل فغالباً ما توجد عدة أقوال و اجتهادات في كل قضية و لا يظن أحد إذا سمع فتوى من أحد العلماء بأنه حاز على العلم كله و لكن إذا وجد شخص القوة في نفسه و إيمانه فالأفضل أن يأخذ بالعزائم .
فعملية الإصلاح تحتاج إلى علم وحكمة و فطنة و تخطيط و أسلوب مناسب حتى تعطي الثمرة المرجوة .