لم يجرؤ احداً ابداً على الحديث للسيدة اليسون بورشيل عن الموت فقد ذاقت هذه
المرأة مرارة الموت ثلاث مرات ..
وكان قد تم الاعلان عن وفاتها ثلاث مرات وهي ملء السمع والبصر وتخل في دوامة من الخوف والرعب الذي لايوصف عندما تفيق تجد نفسها في لوح شديد البرودة وهي محاطة بالجثث من كل جانب ..
اليسون مصابة بداء فقدان القوى العضلية المفاجئ وهو مرض يدخل فيه ضحاياه
في حالة من الشلل التام مع توقف جميع عضلات الجسم دون استثناء عن الحركة
وهي حالة تشبه الموت تماماً حيث يضعف التنفس ونبضات القلب الى أدنى مستوى له .
قالت اليسون " لقد عشت مع هذا المرض في رعب لاينقطع ولم يكن ثمة علاج ولامهرب من هذا الداء ويمكن ان تأتيني هذه النوبة في اية لحظة "
وبعد تشخيص مرضها الذي يسقط فيه الضحية نائماً دون مقدمات
جاءت النوبة الأولى عندما كانت تشاهد فيلماً في السينما وقالت وهي تتذكر
" كنت أشاهد فيلما كوميديا وكنت أضحك ملء فمي فهويت فجأة من مقعدي
وسقطت على الأرض بلا حراك وكنت مشلولة لاأستطيع تحريك اية عضلة من عضلات جسمي ولاحتى عضلات جفون عيني اللتين كانتا مغمضتين تماماً ..
وكنت لاأزال أستطيع سماع الفيلم وكل مايدور حولي لكني كنت حبيسة جسد
بلا حياة فسارع الحاضرون بأخذي الى المستشفى .
وكنت أشعر بالطبيب وهو يفحصني ويتحسس نبضي
ولكن بعد لحظات قليلة سمعت الممرضة تقول " جهزوها للذهاب بها الى
ثلاجة حفظ الجثث "
فجردوني من ملابسي وغسلوني ثم ألبسوني عباءة وسمعت احدى الممرضات
تحكي لرفيقاتها عن خطيبها وكيف انها هجرته !!
ثم أخذوني وانا ملء سمعي وبصري الى المشرحة !!
وكنت أصرخ في داخلي " انا لازلت حية " لاتقتلوني
قلت لكم انا لازلت حية لكنهم لم يسمعوني
لأنني لاأستطيع تحريك عضلات لساني وشفتي أو عمل اية حركة
وكنت أشعر وكأني أحرك ذراعي لكي أنبههم
انني لست ميتة ولكن عضلاتي لم تسعفني
وفي اللحظات التي تلت ذلك انتابتها حالة من الرعب لاتوصف تقول
" أحسست بهم وهم يضعوني في لوح من الحديد شديد البرودة !!
وغطوا وجهي بملاءة !
وقلت لنفسي :
ثم ماذا بعد ثلاجة الموتى ؟
لعلهم يقومون بتشريح جثتي !
ثم يأخذوني الى تجهيز الموتى للدفن !
سوف يدفنوني حية !
كاد الرعب ان يقتلني فعلاً
لعله كان أسوأ كابوس يعيشه انسان منذ خلق البشر
وبعد حوالي 10 ساعات أفاقت اليسون من نوبتها
وقالت وهي تصف تلك اللحظات :
بدأت أفيق من تلك الحالة وأنا بين مصدقة ومكذبة
لكني كنت لاأزال ضعيفة ومضطربة ومرعوبة
ودخل علي أحد موظفي المشرحة ولم يلاحظ انني حية مثله !
تنحنحت !
تنحنحت بأدب وهدوء وقلت له : هل لك أن تعيدني الى غرفتي من فضلك
( بصراحة ماني قادرة أتخيل شكل الموظف في هذي اللحظة بالذات ) ياإلهي ( الله يستر )
هل لك ان تعيدني الى غرفتي من فضلك ؟ فهذا المكان بارد لاأطيق برودته !!
نظر الي الموظف نظرة ملؤها الرعب
وسقطت الأوراق من يديه
ثم أطلق ساقيه للريح
كأن عفريتاً يطارده !
لم ألبث ثواني
حتى اقتحم الثلاجة الأطباء وهم يركضون وأعادوني الى الجناح
وقال الأطباء للأليسون انها تعاني من فقدان القوى العضلية كما انها مصابة
بداء الخدار وهو مرض ينتاب المصاب به نوبات نوم قصيرة وعميقة جداً
وحذروها من ان هذه النوبات تسببها الانفعالات الشديدة كحالات الضحك والغضب
أو الخوف الشديد .. .